استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
أنا بعمر 20 سنة، وأعاني من مشاكل كثيرة، منها القلق، ومكتئب، لا أضحك كثيرا، وغير متفائل، ودائما أفكر في الشر قبل الخير!
لدي خوف عند الكلام، وأحن على أشياء لا أريدها بسبب الخوف من التعبير، ومن مشاعر الآخرين أنا عديم شخصية، وأخاف جداً من مواجهة أصدقائي وأقربائي، والناس الذين أعرفهم.
لدي خوف وعدم تصرف ورهبة عند الكلام، وتعرق ورعشة خفيفة تبدأ وتغير ملامح وجهي، وتأتيني أفكار وأنا أتكلم معهم، وكل همي متى أرحل من عندهم؟!
الخوف عند السلام، حتى أصبحت أمشي من الطريق الذي لا يراني فيه الناس، أو لا يعرفني أحد، وأصبح الناس يرونني متكبرا، ومن داخلي ودي أتحدث معهم، وأقعد معهم لساعات طويلة، لكن الخوف يجبرني على الابتعاد عنهم.
لدي صديق واحد فقط، هو يستثقلني في أمور، وبعد الانتهاء منها يبتعد، فأنا إنسان مهمل ليس لدي أي مشاعر أو إحساس، لا فرح ولا حزن من القلب، كلها تصنعات!
أحيانا أفكر بوفاة أحد الوالدين، وأحيانا تفكيري ليس جديا في الحياة، ومن داخلي أحس بفراغ، ولا يوجد شيء مهم، وعندما أجلس مع الناس أتصنع أمورا لا أفعلها.
أقلل من قدراتي، ولا أستطيع أن أتكلم عنها، وأرفع من قدرات الغير، ولا أستطيع إخراج ما بداخلي، وكثير النسيان، وعديم التركيز، والحمد لله محافظ على الصلاة، وأمور كثيرة، وأحاول التقليل من العادة السرية.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مشكلتك هي الأفكار السلبية المشوهة، وليس لديك مشكلة مزاجية أساسية أو أوليَّة، إنما الفكر السلبي المشوه، وبالصورة التي أوضحتها هو الذي يجعلك تحسُّ بالكدر وعدم الارتياح وافتقاد الفعالية، والانسحاب أو عدم التفاعل مع المواقف الاجتماعية العادية.
أخي الكريم: يكون إصلاح حالتك من خلال إصلاح أفكارك، وعلماء السلوك وجدوا أن كل فكرة سلبية هنالك فكرة إيجابية تُقابلها، وعليه أنت مطالب بأن تقوم بما يسمى بالتحليل السلوكي، اكتب في ورقة وبوضوح كل الأفكار السلبية التي تنتابك، ابدأ بأخفها أو أقلها حدة، ثم تتدرج حتى تنتهي بأشدها وأقواها، وبعد ذلك تفكّر وتدبر وحلل كل فكرة، وضع المقابلات أو الموازيات لها من أفكارٍ إيجابية، وكرر ما هو إيجابي عدة مرات وتأمل فيه، ثم بعد ذلك انتقل للفكرة الثانية، وهكذا.
هذا – أخي الكريم – تدريب علمي إذا أخذته بالكيفية والصورة الجادة سوف تستفيد منه كثيرًا.
الخطوة الثانية هي: أن تلجأ لتطبيق أعمال وأفعال تُحسِّن من دافعيتك، أدخل على نفسك أفعالاً جديدة، مثلاً قل لنفسك: (أنا لابد أن أزور المرضى في المستشفيات) حتى وإن كنت لا تعرفهم، إن كنت تعرف مريضًا وذهبت لزيارته هذا جميل جدا وأفضل، لكن في بعض الأحيان مثلاً في يوم الجمعة كثير من الناس يذهبون إلى المستشفيات ويُسلمون على بعض المرضى، هنا تكون أدخلت على حياتك أمرًا جديدًا، ما كنت تفكّر فيه سابقًا، وهذا سوف يعود عليك بعائد إيجابي كبير جدا، المردود الإيجابي المعنوي يكون عاليًا، ومن خلال مثل هذا الإنجاز إذا قدَّرته حقيقة ونفذته بالصورة المطلوبة سوف تتبدل أفكارك وكذلك مشاعرك التشاؤمية، وهكذا، وما أعطيته لك هو مجرد أمثلة.
بناء الصداقات – أيها الفاضل الكريم – يكون أولاً من خلال أن يعرف الإنسان أنه بطبيعته اجتماعي، وأنه لابد أن يُخالل الصالحين والمتميزين من الناس، وهؤلاء موجودون، في المساجد تجدهم، في قاعات الدراسة تجدهم، في الأندية ومراكز الشباب الثقافية والرياضية والكشافة والأنشطة الأخرى، وهكذا، الأمر ليس بالصعوبة التي تتخيلها.
أشياء بسيطة جدًّا أيضًا سوف تفيدك، وهو أن تكون إيجابيًا داخل أسرتك، فغيِّر نمط تفكيرك وحياتك داخل الأسرة تمامًا، كن نشطًا، كن صاحب مبادرات، أن تستيقظ مبكرًا، أن تُقدِّم بعض المقتراحات، أن تراعي والديك دائمًا وتكون بارًا بهما، فهذا أيضًا إدخال جديد على حياتك.
أن يكون لك مشروع في حياتك، مشروع عمر، ماذا تريد أن تقوم به؟ ما هي أمنياتك؟ وقطعًا أنت في هذه السن الجميلة أمامك الكثير ما يمكن أن تقوم به وأن تؤديه بصورة صحيحة وممتازة.
أخي الكريم: هذا هو التوجيه السلوكي الذي أود أن أذكرك به، وقطعًا أشياء مثل ممارسة الرياضة والنوم المبكر والاستيقاظ المبكر، هذه ممتازة جدًّا، وأنت الحمد لله تعالى محافظ على صلاتك، وهذا لا شك يعتبر دعمًا إيجابيًا.
أيها الفاضل الكريم: ربما تحتاج أن تتناول أحد محسنات المزاج ومُزيلات الخوف والقلق الاجتماعي، عقار مثل (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون ممتازًا جدًّا، إن أردت أن تذهب وتقابل الطبيب فهذا أمر جيد، وسوف يصف لك الدواء.
باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
منقووووووووووول