أعاني من بعض الوساوس القهرية، وأريد نصائحكم

أعاني من بعض الوساوس القهرية، وأريد نصائحكم
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتور محمد: كنت أعاني من رهاب اجتماعي خفيف في بعض المواقف المعينة، بالإضافة إلى بعض الوساوس القهرية، فذهبت إلى الطبيب وذكرت له: أني أعاني من رهاب اجتماعي، فأعطاني دواء سيبراليكس عشرة مليجرام، والآن لي أربعة أشهر ونصف وأنا أستخدم هذا الدواء، وتحسنت من ناحية الرهاب الاجتماعي بنسبة كبيرة جداً.

المشكلة: أني لدي الآن بعض الوساوس مثل: وساوس الألوان (عندما أرى كتاباً بلون أخضر مثلاً، أشعر بمثل القهر بداخلي، وكل دقيقة أو دقيقتين أطالع في الكتاب مع شعور بالقهر، والأمثلة كثيرة)، وأشعر أحياناً كأن أحداً سوف يسألني سؤالًا فأحاول أن أجهز الإجابة (مثلاً: عندما أذهب إلى المدرسة يجيئني شعور أن المدرس سوف يسألني: لماذا تأخرت؟ فأحاول أن أجهز الإجابة، وأصيغ الكلام المناسب؛ خوفاً من التلعثم عندما أجاوب عليه).

بالإضافة إلى أنني أعاني من ومض العينين، يعني كل 5 ثوان أقفل عيني بقوة ثم أفتحها.

الوساوس هذه -يا دكتور- بدأت من قبل تناولي للدواء، فهي بدأت قبل حوالي ثلاث سنين عند إصابة والدي بالظنان الباروني، وهذا المرض مزعج جداً، ويسبب القلق للمريض ولأسرته، والحمدلله والدي مع أخذه للريسبردال 2 ملي تحسن كثيراً، مع أنه لم يكمل شهرين إلى الآن، وسبحان الله! مع تحسن والدي تحسنت كثيراً، وأعتقد أن هذا بسبب الضغط النفسي عند مرض والدي.

الحقيقة -يا دكتور- أنا لم أخبر الدكتور بأن لدي وسواساً قهريًا، فقد أخبرته فقط بأن لدي قلقاً، ومن الصعب علي أن أذهب إلى الدكتور مرة أخرى بسبب بعض الظروف المعينة.

أريد -يا دكتور- بعض النصائح، وهل أوقف الدواء عندما أكمل ستة أشهر، أم ماذا أفعل بالضبط؟

لا أعاني من أي أمراض سوى حساسية الأنف، ودوالي الخصية، ولست متأكداً من فصيلة الدم.

وشكراً جزيلاً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أريد أن أبدأ بموضوع والدك، والذي أسأل الله له العافية والشفاء، وبفضل من الله تعالى استجاب مع جرعة صغيرة جدًّا من الرزبريادون، وهي اثنين مليجرام، هذا دليل قاطع أن حالته من الحالات البسيطة، ويعرف تمامًا أن هذه الحالات البارونية الزوارية الظنانية إذا التزم فيها المريض بالعلاج فسوف يعيش حياة طبيعية.

أيها الفاضل الكريم: حفِّز والدك وشجّعه وسانده؛ حتى يتابع مع طبيبه، وتحسُّن والدك بالفعل سوف ينعكس عليكم جميعًا بصورة إيجابية، على جميع أفراد الأسرة، والحمد لله تعالى أنت استشعرت ذلك، فإذًا نحرص تمامًا في علاج الوالد؛ لأن ذلك فيه مفتاح خير لكم جميعًا.

وبالنسبة لك: الوساوس القهرية وتقلبات المزاج، وشيء من المخاوف؛ أمر عادي جدًّا في مثل عمرك، فهذا هو عمر التكوين، عمر تحديد الهويات، عمر مشاكل الانتماء، لكن كلها -إن شاء الله تعالى- تسوَّى بصورة ممتازة جدًّا.

أنصحك بأن تحسن إدارة وقتك، حاول أن تنام مبكرًا، تستيقظ مبكرًا، تصلي الفجر، تدرس لمدة ساعة قبل الذهاب إلى المدرسة، وهذه الساعة ذات قيمة عظيمة جدًّا؛ لأن الدماغ يكون في حالة استجمام واسترخاء، وخلاياه مرممة؛ مما يجعلك تستوعب استيعابًا عظيمًا لدروسك، وبعد ذلك اذهب إلى مدرستك، ثم عُد وخذ قسطًا وافيًا من الراحة، وتناول طعاماً، وادرس مرة أخرى، ومارس شيئاً من الرياضة، أي هواية جميلة ومحببة بالنسبة لك حاول أن تمارسها، وهكذا.

إذًا، ألا تترك فراغًا للوساوس هو من الأسس الرئيسية للعلاج، وحاول أن تتواصل مع الصالحين من الشباب، تحدث معهم، كن متفاعلاً، وكن عضوًا فعّالاً في البيت، هذه هي الأمور التي أنصحك بها.

أما بالنسبة للدواء: فأنت لم تذكر الدواء الذي تتناوله، وعمومًا أنا لست ميَّالاً لإعطاء الأدوية لفترة طويلة في مثل عمرك، ولو أخذت بما ذكرته لك من إرشاد -إن شاء الله تعالى- هذه الوساوس والتوترات والمخاوف سوف تنقشع تمامًا، فهي ظرفية، مرتبطة بمرحلتك العمرية، وكذلك حالة والدك حفظه الله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.