استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ فترة 5 أشهر من ألم شديد في رأسي، يمنعني من النوم والتركيز، وكذلك أعاني من قلة في التركيز والانتباه والفهم، وكذلك قلة اتصالي وتفاعلي مع المحيط الذي أعيش فيه، وكذلك أعاني من قلة المرونة الذهنية لتجاوز المشكلة، أو التكييف مع ظروف الحياة، وأملي وطموحي قل في الحياة فأصبحت أفكر بالأشياء الصغيرة والتافهة أكثر من الأشياء الكبيرة والمهمة، وقابليتي لتجاوز المشاكل والأزمات أصبحت جدًا قليلة.
أصبح عقلي جامدًا، وليس مرنًا مثل السابق، وكذلك مشاعري وأحاسيسي بدأت تقل، وكذلك أشك في الكلام وأحلله بعمق، وكذلك أشعر بالحزن، تفاعلي واتصالي مع المحيط والآخرين أصبحت قليلة، وأسمع وشه في رأسي، ومرات ينتقل إلى أذني، أصبح عقلي غير قابل للتمدد والتطور، رغم هذه المعاناة والآلام، وأنا ما زلت أتحدى هذه الظروف.
أرجو من جنابكم الكريم وموقعكم المفيد لكل الناس في كل دول العالم أن تساعدوني في تشخيص حالتي بصورة دقيقة، وأن تنقذوني من هذه الأعراض والآلام.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عضو بالموقع حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
من خلال المعلومات المتاحة أنا أعتقد أن لديك شيئًا من القلق الوسواسي هو الذي جعلك تشعر بهذه الآلام الجسدية، والتي هي ناتجة من انقباضات عضلية، خاصة في عضلة فروة الرأس، ويعرف أن القلق يؤدي إلى تبعثر التركيز، وتشتت الانتباه، وإضعاف الفهم، هذا أمر معروف، والقلق كثيرًا ما ينتج عنه شيء من عسر المزاج والشعور التشاؤمي، أو الشعور بالكدر البسيط مما يجعل الإنسان يمِلَّ ولا يتلذذ بمطايب الحياة، كما أن تضخيم الصغائر هو أحد الأشياء التي نشاهدها كثيرًا في القلق الاكتئابي من الدرجة البسيطة.
أيها الفاضل الكريم: قطعًا من الأفضل أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا، حالتك -إن شاء الله تعالى- ليست مستعصية، أو هي ليست مرضية حقيقة، إنما هي ظاهرة تستحق الانتباه والمعالجة، ودائمًا التدخل الطبي النفسي أو الجسدي المبكر ذو فائدة عظيمة جدًّا، فلذا لا تتأخر، اذهب، أجري الفحوصات العامة، وهنالك فحوصات خاصة، إذا كان بالإمكان القيام بها هذا أفضل، مثل الصورة المقطعية أو صورة الرنين المغناطيسي للرأس، هذا يجعلك أكثر طمأنينة.
وفي ذات الوقت أعتقد سوف تحتاج لتناول أحد محسنات المزاج مثل عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس)، ويسمى علميًا باسم (إستالوبرام) مثلاً، لكننا نترك الأمر لطبيبك ليتخذ القرار المناسب.
ومن الأشياء التي يجب أن تهتم بها سلوكيًا تنظيم وقتك، حسن إدارة الوقت، يعني حسن إدارة الحياة، الإنسان حين يُدير وقته بصورة ممتازة وينجز حتى الإنجازات البسيطة سيكون مردودها الإيجابي عظيم جدًّا على نفسك، فاحرص على ذلك أخي الكريم.
والرياضة أيضًا وجد أنها تقوي النفوس قبل الأجسام، فاحرص عليها، وابحث في مشاريعك الحياتية وتدارسها، وضع الخطط الآنية والمستقبلية التي توصلك إلى أهدافك، هذا مهم جدًّا (أخِي) ويساعد في إزاحة الفكر المتعلق بالمخاوف والقلق والوساوس.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.
منقووووووووووول