يبدو ان حب البعوض لرائحة الإنسان ساعدت هذه الحشرة مصاصة الدماء في ان تصبح ناقلة لأمراض قاتلة مثل حمى الضنك والحمى الصفراء.
لم يكن البعوض بحاجة الى دم الإنسان دائما، حيث كان اسلاف البعوض الحالي يفضلون امتصاص دم حيوانات الغابة، ولكن قبل بضعة آلاف من السنين غير البعض من البعوض بنجاح وجبات غذائه، من وجهة نظر التطور الوراثي.
يقول الباحث ليسلي فوسكهول "ان نمط حياتنا مثالي للبعوض، لأن الماء متوفر في مساكننا، وهذا يساعده على التكاثر. كما ان اجسامنا ليست مغطاة بالشعر ونعيش جماعات جماعات". وقد تكيف البعوض للعيش بجانب الإنسان والتكاثر في الماء النقي.
ولقد انتبه العلماء الى وجود، بالقرب من قرية رباي الكينية، نوعين مختلفين من البعوض. النوع الأول Aedes aegypti formosus اسود اللون، يضع بيوضه في الغابة ويتطفل على الحيوانات فقط، والنوع الثاني aegypti Aedes aegypti بني اللون يعيش بالقرب من الانسان ويمتص دمه. ويقول فوسكهول ان هذه القرية الكينية تعرض علينا بوضوح ما جرى قبل آلاف السنين.
ويقول العلماء ان بعض العناصر المكونة لرائحة الإنسان، مثل عنصر سولكاتون – sulkaton تجذب البعوض اليه.