«الحوسبة السحابية» تعريف أصبح ينتشر بيننا، وموردا أساسيا متجددا لمستقبل واعد في عالم التكنولوجيا والاتصالات، ويمكن تفسيره ببساطة تامة على أنه عبارة عن نموذج يسمح للعديد من المستخدمين بالوصول إلى الشبكة عند الضرورة والحاجة لها بشكل أو بآخر إلى حزمة من المصادر الحاسوبية مثل الخوادم وأجهزة التخزين الرقمية والتطبيقات الخدمية، وبالتالي يمكن تمويلها والعمل من خلالها بأقل مجهود وبسرعة فائقة.
ومع ما تشهده الشركات من ثورة معلوماتية بهذا الشأن، كان لنا لقاء مع سام الخراط، العضو المنتدب، منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقيس غرايبة، المدير التنفيذي، الإمارات العربية المتحدة من خلال المؤتمر الدولي وكجزء من جدول الأعمال ومن خلال ورش العمل التي عقدت في مدريد الشهر الحالي في SAP SAPPHIRE NOW أسبانيا.
ذكر الخراط في مستهل سؤالنا عن ما هية الفترة الزمنية التي يمكن أن تتحقق للوصول لتلك الخدمات في الشرق الأوسط، خصوصا في ظل الأوضاع التي تواجهها المنطقة من أزمات سياسية بشكل عام، فأجاب: حقيقة أنني لا أزال أعتقد أن فكرة تبني خدمات وحلول الحوسبة السحابية في تلك المنطقة ستكون في فترة لا تتعدى 2 ــ 3 سنوات، بالرغم من وجود تلك الأزمات السياسية على الصعيد العربي، مع التزامنا الكامل بتقديم كل الخدمات المطلوبة، وهذا بالرغم من وجود القليل من قطاع الشركات الكبرى في تبني تلك الفكرة والعمل من خلالها، أما في الوقت الراهن فهناك تحد كبير بين العديد من القطاعات في الولوج إليها، خاصة أنها تعتبر هذه التقنيات من التقنيات الحديثة للجيل القادم التي يجب أن تبدأ في العمل من خلالها والتفكير جديا في تأسيس وترسيخ الفكرة بشكل شمولي، وأهمها على صعيد البنى التحتية أولا.
التحديات والمصاعب
وعن التحديات والمصاعب التي يواجهها قطاع حلول الأعمال، أجاب، لا شك أننا نواجه العديد من التحديات في الوقت الراهن وما قبل ذلك وفي بداية أعمالنا، وأهمها هو البنية التحتية لأي قطاع كان، فلا يمكن مباشرة تلك الخدمات الخاصة بحلول الحوسبة السحابية إلا بتأمين البنية التحتية، وما أعنيه هو وجود مراكز للبيانات Data center مصدق عليها من قبل قطاع كبير من المؤسسات والشركات بكل شرائحها المعمول بها.
وأشار الخراط إلى أن الشركة لديها الآن 40 فرعا وما زالت تتوسع حتى اللحظة وفي القريب العاجل سنقوم بتشغيل فرعنا في قطر، إضافة إلى افتتاحها لأفرع في دول مثل السعودية وأبوظبي وتوسعة أعمالها في مصر، وأود الإشارة إلى أنه قد تم التوقيع مع 30 شريك عمل في منطقة الشرق الأوسط فقط والتي نعتبرها شراكة حقيقة مع تلك الشركات في تأمين الخدمات الخاصة بالحوسبة السحابية وجميع الحلول الشاملة، التي نقوم على ترسيخها وتطويرها بالتعاون الكامل من خلالنا وشركائنا في العمل، ونود أن نشير إلى أنه لدينا القدرة الكاملة على الاستثمار في تطوير مواردنا البشرية، فقد قمنا بتوظيف العديد من الأشخاص المؤهلين ذوي الاختصاصات العالية والعمل لدينا.
وفي سياق الحديث عن الحلفاء والشراكة بالعمل، أشار الخراط إلى أنه من الهام جدا أننا نقوم بالعمل الجاد وبشكل قريب مع حلفائنا من الشركات الكبرى التي تقدم حلولا متكاملة للوصول إلى مشروع ناجح، مما يعكس إيجابياته من خلال نتائجه المبهرة، وأشار إلى بعض الأمثلة الراهنة في منطقة الشرق الأوسط ومدى نجاحها من خلال مدة تنفيذ المشروع والانتهاء منه، وهو من خلال تقديم خدمات لقطاع البنوك وخاصة البنوك الإسلامية وحلولها المتكاملة، مع وجود تعريب لتلك التطبيقات التي تم إطلاقها في الوقت الراهن واستخدامها في منطقة الشرق الأوسط خصوصا، وأشار الخراط إلى أنه، وفي فترة زمنية لا تتعدى السنتين، سنجد نموا سريعا في قطاعاتنا وبشكل ملحوظ.
وذكر الخراط بقرب افتتاح فرع جديد في الكويت، التي حاليا تدار جميع الأعمال المتعلقة بها للشركات من خلال مكتبنا الإقليمي في دولة قطر.
التكلفة العالية لتلك الخدمات
وأشرنا بسؤالنا للخراط إلى أن هناك العديد من الشركات تتأرجح بقراراتها حتى أنها تكون خجولة بعض الشيء في المضي للبدء بتنفيذ خدمات الحوسبة السحابية في منطقتنا، فما هو السبب وراء ذلك؟ هل هو التكلفة العالية لتلك الخدمات، أم النزاعات السياسية في المنطقة؟ فأجاب: حقيقة هناك العديد من العوامل الهامة، التي تؤثر في تلك القرارات بشأن البدء والعمل على تلك الخدمات، منها، أولا الثقافة العامة في منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر مختلفة عن الثقافات الأخرى، وثانيا بالطبع الأزمات الحالية تؤثر في تلك القرارات الهامة مع العلم أن تلك الخدمات الجديدة بحلولها المتكاملة هي المخرج الأساسي للأزمات العالمية، وهذا ما بدأت به العديد من دول أوروبا في اعتمادها على الحوسبة السحابية، وأصبحت أكثر نموا في العالم، وثالثا من ناحية الأمان في استخدام تلك التطبيقات في هذا الفضاء الرحب، وبات العديد متخوفا جدا، حيث أصبح هناك العديد من مستويات الأمان وعلى أعلى مستوى تقني ومشفر، أكاد أقول إنه من الصعب اختراقها. وأخيرا وليس آخرا هو البنى التحتية، فالعديد من القطاعات تفتقر إلى بنية تحتية، وعلى هذا الأساس نقوم من خلالنا ومن خلال شركائنا بدراسة أوضاع المنطقة ككل وكيفية معالجة المشاكل في البنى التحتية للقطاعات الهامة ومساعدتها على القيام بتحسين تلك البنى حتى تكون مستعدة للولوج في الخدمات السحابية ككل.
ووفقا للسيد قيس الغرايبة MD الإمارات العربية المتحدة، والذي تم تعيينه أخيرا مديرا تنفيذيا لـ SAP منطقة الشرق الأوسط، أشار إلى أننا في انتظار المنطقة لتصل إلى نقطة اللاعودة، فنحن نراقب السوق عن كثب والعمل من أجل تثقيف عملائنا وتقاسم أفضل الممارسات فيما بيننا بتقديم خدمات هامة وعلى جميع الأصعدة، مع وجود رؤية مستقبلية في تزايد عدد عملائنا المتبنين للحوسبة السحابية والخدمات الأخرى في منطقة الشرق الأوسط.
وتجدر الإشارة إلى أن SAP أعلنت عن إطلاق منصة نت وييفر، الذي هو مدعوم من خلال منصة يطلق عليها HANA SAP لتمكين الزبائن من نقل قواعد البيانات الخاصة بهم. وعلق الخراط على أنه حاليا يوجد لدينا العديد من الزبائن في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة بعد قيامنا بإطلاق HANA SAP ومدى قدرتنا على تحويل قواعد البيانات التقليدية تماما إلى النهج الجديد.