الوكيل – قال الامير الحسن بن طلال في حفل تكريم الفائزين بجائزة الحسن بن طلال للتميّز العلميّ لعام 2024والمخصّصة لمؤسّسات التعليم العام ان نسبة الامية في الدول العربية بين البالغين (15 سنة فما فوق) وفقًا للتقرير الاقتصادي العربيّ الموحد لعام 2024 قدرت بحوالي 25.5 في المائة. وهي بذلك، تفوقُ مثيلاتِها في جميعِ الأقاليم في العالم، باستثناء إقليمي جنوب آسيا وافريقيا جنوب الصحراء.كما يشيرُ التقريرُ إلى أنّ ضعفَ الارتباطِ بيْن مُعدَّلات النّموّ ومُعدَّلاتِ البطالة ويُفسّرَ جزئيّا بعَدمِ التّواؤمِ بينَ متطلَّباتِ سوقِ العملِ ومُخرجاتِ التّعليمِ النِّظاميِّ ومؤسّساتِ التّعليمِ المهنيِّ والتّقنيّ. وكذلك، بوجودِ بطالةٍ اختياريّة مهمّة في بعضِ الدُّول العربيّة ترجعُ إلى ارتفاعِ الأجرِ الاحترازيّ لدى عددٍ من الباحثينَ عن فرصِ العمل، الذين لا يقبَلونَ الوظائفَ التي لا توفّرُ حدًّا أدنى من المزايا الماديّةِ والعينيّة.وهنالك حاجة الى تحقيق التكافؤ بين فرص العمل والتعليم كما ان الاعتراف بان الانسان المنجز يكافأ يشكل عاملا اساسيا للتحفيز.واشار الى حاجاتنا لوضْعِ سياسةٍ عربيّةٍ علميّةٍ وتكنولوجيّةٍ محدّدةِ المَعالم والأهدافِ والوسائل، يمكنُ من خلالها تفعيلُ التّنسيقِ والتّشبيكِ بين المؤسّساتِ والمراكزِ البحثيّة، وتوفيرُ الدعمِ اللازمِ للأبحاثِ والتّطوير، وتعزيزُ الشراكةِ على مستوى المِنطقةِ والإقليمِ والعالم.وهجرةَ الملايين من الشّباب العرب من ذوي الكفاءة العلميّة العالية، قد أسهمَ بشكلٍ كبير في الحدّ من نجاحِ الجهودِ التنمويّةِ في الوطن العربيّ. وتشيرُ إحصاءاتُ جامعةِ الدول العربية ومنظمةِ العمل العربية وبعض المنظمات المهتمّةِ بظاهرة هجرة العقول إلى الخارج إلى أنّ 31 % من هجرة الكفاءاتِ في العالم مصدرها الوطن العربي، وأنّ 54 % من الطلابِ العرب الذين يدرسونَ في الخارج لا يعودونَ إلى بلدانِهم.ولفت سموه الى التقرير الصادرُ عن منظمة اليونسكو في عام 2024، المعنون ‘التعليم والتعلّم: تحقيق الجودة للجميع’، بوجوب الالتزامِ الصريح بتحقيق الإنصاف في إطار الأهداف العالميّةِ الجديدة الخاصةِ بالتعليم في مرحلة ما بعد2020. كما يربطُ التقريرُ بين نوعيّةِ التعليم والنّمو الاقتصادي القويّ. لا بدّ من تشجيع توطينِ العلم والمعرفةِ والتكنولوجيا والتقنيات في كلِّ الدول العربيّة وربْطِ الأنظمةِ التربويّة بهذا الهدف المركزيّ. واعلن امين عام المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا الدكتور خالد الشريدة نتائج جائزة الحسن بن طلال للتميز العلمي لهذا العام التي تتزامن مع يوم عيد ميلاد الامير الحسن بن طلال، حيث خصصت هذا العام لمؤسسات التعليم العام.وبلغ عدد الطلبات المقدمة إلى مكتب الجائزة في الأمانة العامة للمجلس (28) مشروعا من قبل (27) مؤسسة تُعنى بالتعليم العام.وفاز بالجائزة الاولى وقيمتها 7000 دينار مناصفة بين المركز الريادي للطلبة المتفوقين من محافظة اربد منطقة دير ابي سعيد عن مشروع ‘كيمياء النطاق الضيق وتطبيقاتها والخلايا الغلفانية الصديقة للبيئة والقليلة التكلفة’ والمدارس العمرية عن مشروعها ‘تطوير التعليم ‘قصة نجاح وتميّز’. وحازت على الجائزة الثانية وقيمتها 5000 دينار مناصفة بين مدرسة اليوبيل عن مشروعها ‘اليوبيل النموذج الأول والمتميّز في تعليم الموهوبين في المملكة والمنطقة العربية’ ومدرسة أبو بكر الصديق الثانوية الشاملة للبنين عن مشروعها ‘فطر المحار في مدرسة أبو بكر الصديق’.وحصلت على الجائزة الثالثة وقيمتها 3000 دينار مقسمة بالتساوي بين مدارس الكلية العلمية الإسلامية – بنين عن مشروعها ‘التدريس وفق مفاهيم الذكاءات المتعددة وبالاعتماد على أنماط التعلم لدى طلاب الصف العاشر وتوظيف ذلك داخل الغرفة الصفية’ ومدارس النظم الحديثة عن مشروعها ‘تدوير مخلفات القهوة’ ومدرسة القدس الثانوية للبنات عن مشروعها ‘فن الحقائب التعلميّة-التعليمية’.ويذكر ان المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا مؤسسة حكومية تأسست عام 1987، لبناء قاعدة علمية وتكنولوجية وطنية تسهم في تحقيق الأهداف التنموية من خلال زيادة الوعي بأهمية البحث العلمي والتطوير وتقديم الدعم المالي المناسب له وتوجيه النشاط العلمي والبحثي ضمن أولويات وطنية تنسجم مع التوجهات التنموية، وانشاء المراكز البحثية المناسبة كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وتمثيل المملكة في النشاطات العلمية والتكنولوجية عربيا واقليميا ودوليا. والجائزة انشئت عام 1995 تشجيعا للنشاطات التعليمية والعلمية والتكنولوجية في المؤسسات المعنية بالتعليم والتدريب دعما للحركة العلمية وتقديرا لها.
الامير الحسن: هجرة الكفاءة العلميّة تحدّ من نجاحِ التنميّةِ في الوطن العربيّ