"البشري" يَرثي أبناءه الخمسة بقصيدة تقطُر ألمًا

"البشري" يَرثي أبناءه الخمسة بقصيدة تقطُر ألمًا

خليجية

رثى مدير جامعة الجوف، الدكتور إسماعيل البشري أبناءه الخمسة، الذين لقوا مصرعهم عقب التعرض لحادث مروع، عقب اصطدام سيارتهم بشاحنة بعد تجاوزها جمرك البطحاء الحدودي. وتعرض البشري، الذي كان يرافقهم في سيارة أخرى، لانهيار عصبي عقب مشاهدته ما تعرّض له أبناؤه. ونظَّم البشري قصيدة ترثي جميع أبنائه وبناته: أسماء وأفنان ومحمد وأحمد وسلطان. رحمهم الله، وعنوانها "يا راحلين". رَبّاهُ رُحْمَاك إنَّ الحزنَ منبجسٌ – رَبّاهُ رَبّاهُ لطفًا منك رَبّاهُ أنت الإِلهُ الذي من حبِه سَجدتْ – كلُ البَرَايا وهذا الكونُ يُمنَاه تقدست منك أسماءٌ وحُقَ لها – فأنت يا ربُ قيومٌ عَبدنَاهُ تنزَّلت منك آياتٌ بها رَسَمْت- معالمَ الحقِ دينًا فارْتَضينَاهُ جاءت بها رسلٌ قد كان خاتَمَها – نَبيُنا خيرُ من نَهْوى ونهواهُ كَتبْتَ في اللوحِ آجالًا لنا رقُمت – وعدًا أكيدًا وحقًا لست تنساهُ يا راحلين ولم ترحل مآثِرُهم – ذِكْرَاكُم اليومَ عطرٌ قد شَمَمْنَاهُ أسماءُ يا دانة الدنيا ويا قمرًا – رحيقُ فكرِك ينبوعٌ وردْنَاهُ أفنانُ روحٌ وريحانٌ ومزهرةٌ – أفنان وصفٌ تجلَّى فيك معناهُ محمدُ الرمزُ تاجٌ كلُه دررٌ – آمالُك الغرُ نبراسٌ تَبِعنَاهُ وأحمدُ كان للأخلاقِ مدر سةً – فوقَ النجومِ سرتْ نورًا سجَايَاهُ سلطانُ والبيتُ يَبْكِي فِيك بَهْجتَه – القلبُ يُبْكِيك والتنهيدُ والآهُ في فَقدِكُم غارَ معنى الأُنْسِ منكسرًا – والسعدُ يَنْدُب مخذولًا مَطَايَاهُ يا راحلين وفي قلبي محبتُكم – قلبي تشظَّى فويلي من شَظَايَاهُ يا راحلين وقد كنتم لنا أملًا – كيف السبيلُ لكى تَبْقَى بقاياهُ كُنْتُم وكُنَّا وكان الحبُ يَجْمَعُنا – والبرُ والفضلُ ديوانٌ وَرِثْنَاهُ بِنْتُم وبِنَّا فما ابتلتْ جَوَانِحُنَا – شوقًا لمنْ كان في عينيّ سُكْنَاهُ هل تَذْكُرون دروسًا يومَ جُمْعتِنا – هل تَذْكُرون حوارًا طابَ مغناهُ هل تَذْكُرون لقاءً يومَ خَتْمَتِنا – هل تَذْكُرون دعاءً قد دَعوْنَاهُ هل تَذْكُرون طوافًا حول كعبَتِنا – هل تَذْكُرون بها سعيًا سعيناهُ هل تَذْكُرون احتفالات بكم فَرَحًا – عِنْدَ النجاحِ وكم حفلًا أقمناهُ هل تَذْكُرون سِباقًا في مَسَابِحِنا – هل تَذْكُرون فريقًا قد هزمناهُ في كلِ زاويةٍ ألقى خَيَالَكُمُ – في كلِ ثانيةٍ للدمعِ مجراهُ في كلِ إشراقةٍ تصفُو ملامِحُكم – في كلِ أمسيةٍ للشوقِ مجراهُ أرجوك رَبَّاهُ صبرًا أنت معتدي – ما خاب يا خالقي من كنتَ مولاهُ وأهلُ بيتي دُعائي أن تُثبِتَهم – حتى ينالوا ثوابًا منك مجناهُ فقد دَهَى الخطبُ وامتدت مُصيبَتُنا – حتى بَكى الحزنُ وانثلت زواياهُ ومنك يا ربُ نرجو كُلَ مُكرُمةٍ – بيتًا من الحمدِ في الجناتِ مبناهُ والحمدُ لله ثم الحمدُ ما بقيتْ – تلاوةٌ من إمامٍ في مُصلَّاهُ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top