التوجه لتدريس اللغتين الفارسية والعبرية

التوجه لتدريس اللغتين الفارسية والعبرية
خليجية في تصريح للزميلة الاستاذة حياة الحجي عميدة كلية الاداب، خصت به جريدة القبس (كما اشار محرر الجريدة) ذكرت فيه «أن كلية الاداب تتجه الى مشروع تدريس اللغتين الفارسية والعبرية الذي سيرى النور قريبا، وستكون ضمن الخطط المستقبلية بعدما كانت حبيسة الادراج منذ عشرين عاما..»، فليت الزميلة الفاضلة عميدة كلية الاداب قالت سنسعى لدعم تدريس اللغتين الفارسية والعبرية بتعيين عدد اكبر من المدرسين المختصين باللغتين الفارسية والعبرية، نظرا لأهمية تعليم هاتين اللغتين او حتى انشاء وحدة للغتين ليصبح متاحا للراغبين من طلبة الاقسام الاخرى في الكلية دراسة احدى اللغتين كمادة اختيارية، ذلك ان هاتين اللغتين المشار اليهما تدرسان لطلبة قسم اللغة العربية منذ فترة طويلة، فعلى الطالب ان يختار احداهما كمتطلب الزامي بمستويين اول وثان، وذلك منذ مدة تزيد على السبعة والثلاثين عاما، ولم يكن مشروعا حبيس الادراج منذ عشرين عاما، وقول العميدة يهمّش دور العمداء السابقين، فكلنا حرص على تدريس اللغتين ضمن المواد المقررة وضمن صحيفة التخرج.. ولما كنت العميدة السابقة للكلية فقد كنت اتابع باهتمام موضوع تدريس اللغتين مثل العمداء ورؤساء قسم اللغة العربية الذين تولوا مسؤولياتهم قبلي، ويكفي لتأكيد تدريس اللغتين من فترة طويلة ان أحيل القارئ الكريم الى لقاء صحافي مع الاستاذ سمير ارشدي الذي كان يدرس اللغة الفارسية في الكلية، ونشر في جريدة الجريدة مقالا بتاريخ 2024/9/5، حيث اشار فيه الى «ان المادة تدرّس منذ ثلاثين عاما»، (اي انها في عام 2024 يكون لها 37 عاما او يزيد)، وان عليها اقبالا منقطع النظير لسهولة هذه اللغة وسعة انتشارها، اذ تعتبر اللغة الثانية بعد اللغة العربية في العالم الاسلامي، وان كل حروف الابجدية العربية من دون استثناء موجودة في اللغة الفارسية، وبحسب احصائيات مجمع اللغة الفارسية فان %56 من مفرداتها عربية او ذات اصل عربي فمن السهل على الطالب تعلمها، وأضيف الى ما ذكره الأستاذ سمير أرشدي أدلة أخرى على قدم تدريس اللغة الفارسية واللغة العبرية لطلبة قسم اللغة العربية، الذي كان على الطالب دراسة احداهما إلزامياً، والدليل يتمثل في تواريخ تولي بعض الأساتذة الذين يدرّسون احدى اللغتين وما زال بعضهم يدرّس اللغتين ليبين للقارئ الكريم ان اللغتين تدرّسان منذ فترة طويلة جداً، وما زالت ولم يحبس مشروع تدريسهما في الأدراج منذ عشرين عاماً، فالدكتور أحمد كمال حلمي «مصري الجنسية» كان يدرّس الفارسي قبل 37 عاماً، والأستاذ عبدالله الدوسري كان ممن درّسوا اللغة العبرية منذ عام 1986 وما زال، أي قبل ثمانية وعشرين عاماً، كما يدرّس اللغة العبرية الدكتور ناصر الشمري منذ عام 2024، أي خلال فترة عمادتي للكلية، اما الأستاذ سمير أرشدي فقد كان يدرّس اللغة الفارسية قبل فترة عمادتي للكلية واستمر يدرّسها خلال فترة عمادتي حتى انتهى عقده حوالي عام 2024، فمع كل التقدير لشخصه وعمله في التدريس، إلا أنني آثرت عدم التجديد له، وذلك لانني من حيث المبدأ أرفض الازدواجية في عمل مسؤولي السفارات وعملهم في الجامعة، بينما هم يعملون بسفاراتهم، لا سيما ان الاستاذ المذكور كان مسؤولاً إعلامياً في السفارة الإيرانية، وقد تولى الدكتور حسن الموسوي تدريس اللغة الفارسية عام 2024.

صعوبة

وبشكل عام، فإن الصعوبة في الحصول على أساتذة في كل المواد وبشكل خاص المختصين باللغات، وذلك للشروط الصعبة في لوائح التعيين فضلاً عن البيروقراطية والروتين العلتين اللتين لا تخلو الجامعة منهما، فبالنسبة للشروط، منها على سبيل المثال ان يكون المتقدم متفرغا خلال فترة الدراسات العليا، والمفارقة انه تم تعيين الحاصلين على الماجستير من جامعة الكويت، وهم يعملون في وظائفهم ويدرّسون في الفترة المسائية، ومرة تجيز اللائحة الحاصلين على درجتهم العلمية من الجامعات الخارجية بدرجة جيد جداً، ومرة يشترطون الجيد فقط، في حين ان جامعة الكويت تمنح الماجستير من دون درجة، ومجرد إجازة، كما ان الاساتذة المنتدبين من جامعات عريقة خارجية معترف بها اذا قبل في جامعة الكويت وهو حاصل على درجة الأستاذية وفقاً لشروط الترقية في جامعته التي قد تختلف عن شروط الترقية في جامعة الكويت فإنه يعين على درجة أستاذ مساعد مما يدعو البعض من ذوي الكفاءة والخبرة إلى الاعتذار عن العمل في جامعة الكويت.. وترتب على ذلك نقص في عدد أعضاء هيئة التدريس، الأمر الذي اضطرني إلى قطع اجازتي الصيفية في إحدى المرات والعودة إلى الكويت للعمل على دفع عملية وصول الأساتذة الذين تم التعاقد معهم، كما أدخلتني التعقيدات، التي أشرت إليها أعلاه، في سجال طويل مع الإدارة السابقة.. مع تقديري للجميع.

ولا بد أن أشير إلى أنني مع تعيين الشباب الكويتي من حملة الشهادات العليا على أن يتم تدريبهم تدريباً عالي المستوى قبل أن يقوموا بالتدريس، فهم عماد المستقبل بالنسبة للجامعة، إلا أنه تم تكليف حملة الماجستير بالتدريس قبل تدريبهم وتأهيلهم لهذه العملية، فكانت لهم بعض السلبيات التي كان يمكن تلافيها.

وقد أرسلت للأستاذة الدكتورة عميدة الكلية بعض الاقتراحات التي من الممكن أن تساهم في النهوض بأداء مساعدي المدرسين وتمكنهم من أداء دور فاعل في العلمية التعليمية لا سيما أن أغلبهم في قسم التاريخ يدرس مادتين الزاميتين ومهمتين هما:

1 – تاريخ الكويت الحديث والمعاصر.

2 – تاريخ الحضارة العربية.

ولعل من المناسب أن نشير بهذا الصدد إلى الصعوبات التي لقيناها في نقص أعضاء تدريس لمادة اللغة الفرنسية التي اعتمدت كوحدة تابعة لقسم اللغة الإنكليزية تمنح البكالوريوس لخريجيها، على أن تؤسس كقسم مستقل عندما يستكمل الحصول على أساتذة متخصصين، وكان ذلك القرار قبل تعييني عميدة للكلية، حيث عمل على وجود هذه الوحدة كل من أ. د. عبدالله مهنا ود. زهرة حسين ود. يسر المدني، وحين توليت العمادة باشرنا بالتدريس وشجعت السفارة الفرنسية هذه الخطوات وأقامت احتفالية على شرفنا، من جانبنا، أقمنا احتفالية على شرف السفير الفرنسي والمستشار الثقافي وأعضاء السفارة، قام السفير الفرنسي خلالها بتقليد د. يسرى المدني، مساعدة العميدة للشؤون العلمية التي تشرف على الوحدة «وسام الفارس»، كما مُنح وسام آخر للدكتور هيثم الشرف، وحين واجهنا صعوبة الحصول على اعضاء هيئة التدريس سددنا بعضها بندب مدرسين من مركز اللغات، بالاضافة الى د. هيثم الشرف، ومنهم المرحومة الاستاذة منى الغريب والاستاذة روضة المخلد، واعلنا عن طلب مدرسين، وتعاونت معنا السفارة الفرنسية بالاعلان في الجامعات الفرنسية، ووصلت مجموعة كبيرة من السير الذاتية للمتخصصين من داخل الكويت وخارجها، ووافقت على بعضهم وحدة اللغة الفرنسية والكلية، الا ان اغلبهم اصطدم بتعقيدات على مستوى الجامعة. وفي اواخر فترة عمادتي تم الاتفاق على عودة مركز اللغات الى كلية الآداب، فتم حل كثير من الصعوبات الخاصة باللغات ومنها الفرنسية والفارسية، والعبرية.

وبناء على هذا الدور الايجابي لمركز اللغات ادعو كلية الآداب وادارة الجامعة الى دعم حملة الدكتوراه من مدرسي المركز الذين أمضوا فترة طويلة في العمل في المركز واكتسبوا خبرة كبيرة وعملوا باخلاص في التدريس بمنحهم درجة عضو هيئة تدريس، فمن غير المقبول بقاؤهم بعد كل الخدمات التي قدموها في مجال تدريس اللغات بدرجة مدرس لغة. واخيرا والحمد لله، فقد تم خلال عمادة الاستاذة الدكتورة حياة الحجي استكمال الاجراءات وتحوّلت الوحدة الى قسم مستقل.

أ.د. ميمونة خليفة الصباح

تعليق واحد على “التوجه لتدريس اللغتين الفارسية والعبرية”

  1. نعم اللغة الفارسية لغة مطلوب تعلمها لما لها من أهمية كبيرة في العالم الاسلامي، و تتسم هذه اللغة بسهولة التعلم في حال المتابعة و المثابرة على ذلك و الجدية الكاملة في طلب تعلمها حيث التمست ذلك من خلال تجربتي العلمية والفرصة التي أتيحت لي بالقدوم إلى الجمهورية الاسلامية الايرانية و متابعة دراساتي العليا في إحدى جامعاتها و الحياة فيها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.