استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 20 عاماً، أعاني من المس العاشق، في الوقت الحالي تتم معالجتي بالرقية الشرعية، وقراءة سورة البقرة، وقراءة الشيخ للقرآن، والماء والزيت والعسل.
في بعض الأحيان تراودني أحلام وتكون بأنني أمارس العادة السرية، علماً بأنني قد تركتها نهائياً، وحينما استيقظ أجد أنني بالفعل قد مارستها، ولا يكون استيقاظي إلا في اللحظات الأخيرة، وتكون يدي بجانبي، أي أنني لم أمارسها، علماً بأنني أنام محصنة، وقارئة للرقية الشرعية، ولسورة البقرة، وأكون قبلها قد حصنت غرفتي، وأستعملت الزيت كدهان لجسمي.
هل ما أعانيه يمكن أن أعتبره اعتداء، أم ماذا؟ وهل سبب ما يحدث لي هو ضعف التحصين؟ وهل هناك أي نصائح يمكن الاستفادة منها؟
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ربا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يردَّ عنك كيد الشياطين، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، وأن يوفقك ويصرف عنك هذه الأعراض، وأن يحفظك بحفظه الذي لا حفظ بعده، وأن يُكرمك بالتخلُّص من هذا الجن العاشق، وأن يمُنَّ عليك بزوجٍ صالحٍ طيبٍ مباركٍ، يكون عونًا لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك – ابنتي الكريمة الفاضلة -: إنه مما لا شك فيه أن ما تقومين به من الرقية الشرعية وغيرها شأنها عظيم جدًّا، ولك أن تتخيلي أن هذه الأعمال التي تقومين بها تردَّ عنك أكثر من ثمانين أو تسعين بالمائة من اعتداء الشيطان، فلو قدَّر الله ولم تكوني كذلك لكان الأمر على خلاف ذلك تمامًا، ولكن يبدو أن الجهد المبذول أقل من الكيد المبذول أيضًا، فيبدو أن هذا الجني العاشق من المردة الكبار، الذين يتحملون آثار الرقية، ويصبرون عليها؛ لأن لديهم قدر من القوة الجسدية والجلد والتحمل؛ لأن مسألة ما بيننا وبين الجن، كما بين الإنس والإنس، فأحيانًا قد يأتي أكثر من رجل يضربون رجلاً واحدًا، فيظل يُقاوم وقد ينتصر عليهم، وقد يُقاوم لفترة طويلة، ثم يسقط بعد ذلك، إلا أنه قد يستمر في المقاومة لفترة، هكذا الجن، قد يكون الجن قويًّا؛ ولذلك يتحمَّل آثار الرقية، سواء كانت الرقية مباشرة، أو سورة البقرة، أو الماء والزيت والعسل، قد يتحمل ذلك كله؛ لأن لديه هدفا يريد تحقيقه، ويتحمَّل في سبيله ما لا يتخيله العقل.
ولذلك إما أننا نحتاج إلى زيادة وقت الرقية، أو إلى زيادة الجرعة وتقويتها، وتكرار الآيات مرة أخرى، أو إلى تغيير المعالج نفسه، قد يكون هذا رزقه الذي قدَّره الله له، وهناك من الرقاة من يجعل الله الشفاء على يديه.
إلا أني أنصح في جميع الأحوال بدهن مكان وما حول العورة بالمسك الأحمر، أو الأسود، هذا المسك لا يستطيع الشيطان معه أن يصل إلى هذه الأماكن مطلقًا، وهذا مجرب، يعني هذا الكلام ليس اختراعًا من عندي، أو توقعٍا، أو توهما، وإنما ما من حالة سمعتُ أنها استعملت هذا المسك الأحمر أو الأسود – عند بعض الناس – إلا وعجز الشيطان حقيقة أن يصل إليها، فإضافة إلى ما تقومين به من العلاج بالماء والزيت، والتحصينات الطيبة التي تقومين بها، أضِيفي هذا الأمر أيضًا إلى علاجك، – بإذن الله تعالى – سوف تشعرين فعلاً بأن العاشق من الجن، أصبح من المتعذر عليه أن يصل إلى هذه الأماكن؛ لأن هذه الرائحة النفاذة القوية لا يتحملها الشيطان بحال من الأحوال.
قد يكون موجودًا في الجسد، ولكن هذا المكان الذي يُوجد فيه هذا المسك لا يستطيع أن يقربه أصلاً، ولذلك بعض الرقاة يقول: بأن هذا من الممكن أن يكون حول الأذن، وفي كل فتحات الجسم، إلا أنه أحيانًا عندما يكون في بعض الفتحات كالعين وحول العين قد يؤذيها، وكذلك أيضًا حول الأنف، قد يكون شديدًا لا يتحمله كل أحد، إلا أن كثيرًا من الرقاة حقيقة ينصحون بضرورة وضع دوائر من المسك حول هذه الفتحات التي توجد بالجسد، حتى لا نسمح للشيطان لا بالخروج ولا بالدخول، وبالتالي يُصبح من السهل القضاء عليه وحبسه في داخل الجسد، ومواصلة الرقية الشرعية بالوقت الأطول، وبتكرار أكثر، حتى – إن شاء الله تعالى – يتم القضاء عليه.
أسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، ونحن في انتظار أن تُبشرينا بما فعله الله معك.
هذا وبالله التوفيق.
منقووووووووووول