تخطى إلى المحتوى

الحملات الأمنية تكريس للانضباط ولكن بعضها يشوبه التعسُّف!

الحملات الأمنية تكريس للانضباط.. ولكن بعضها يشوبه التعسُّف!
خليجية نعم.. الشارع كان يفتقد الحملات الأمنية والمرورية التي تكرّس هيبة القانون، وتضع حدّاً للاستهتار والرعونة، فهي بمنزلة تأمين للمواطنين والمقيمين، على حد السواء، فضلا عن أنها تحاصر العمالة العشوائية التي أصبحت صداعاً في رأس الجهات الأمنية.

وقوبلت تلك الحملات بارتياح من قبل الشارع الكويتي، حيث يشيد المواطنون والمقيمون بالتحرك الأمني والمروري الجاد، الهادف إلى تكريس الانضباط وضبط المستهترين والخارجين على القانون ومحاصرة العمالة السائبة والمخالفين لقانون الإقامة والعمل.

كما أنها تحدّ من جرائم السرقات في المناطق السكنية والتسكّع في الشوارع ليلاً ونهاراً والتعدي على الآمنين.

لكن الإشادة بهذا الجهد الأمني الكبير لا يخلو من بعض السلبيات والممارسات غير القانونية التي تجعل بعض الحملات لا تحقق أهدافها المرجوة.

تعسُّف

ووفق مصادر القبس، فإن هذه الحملات الأمنية يشوبها التعسّف أحياناً، حيث يتم إلقاء القبض على عدد كبير جدا من الوافدين المخالفين للإقامة وغير المخالفين أيضاً، وليس أدل على ذلك من القبض على مئات المقيمين، ثم الإفراج عن عدد كبير منهم، عقب وصولهم الى المخافر والجهات الأمنية الأخرى، حيث تبين أنهم لا غبار عليهم، ولم يخالفوا القوانين ولم يرتكبوا اي جريمة في البلاد، فلماذا أُلقي القبض عليهم بالأساس؟!

وهل هذه الحملات الأمنية هدفها تجميع أكبر عدد من المقيمين والإعلان للصحف ووسائل الإعلام عن رقم كبير، بينما الحقيقة أن غالبية المضبوطين في الحملات، يتم الإفراج عنهم؟

واوضحت المصادر ان أحد الضباط في مديرية أمن الفروانية يشرف بنفسه على تفتيش باصات النقل العام، وعندما يرى وافداً ملابسه متسخه وغير مهندم يحجزه في المخفر بتهمة العمالة الهامشية، وفي أغلب الأحيان يحيله الى الإبعاد الإداري.

وذكرت المصادر ان بعض رجال المرور يتعسّفون بحق المقيمين، ويسجّلون ضدهم مخالفات مرورية بلا وجه حق، من أجل زيادة حصيلة المخالفات، ويكون همّ رجل المرور الانتهاء من ملء دفتر المخالفات، ومن ثم يبدو أمام رؤسائه أنه حقَّق إنجازات!

أبرياء

والسؤال الآخر الذي يطرح نفسه: ما ذنب الأبرياء حيث يتم القبض عليهم وتصويرهم، ومن ثم نشر صورهم في الصحف ووسائل الإعلام والتشهير بهم، وكأنهم مجرمون؟!

وزادت المصادر بالقول: إن الحملات الأمنية تستحق كل إشادة وتقدير، فهناك جهد كبير وتعب مضاعف وتفانٍ في العمل الأمني، لكن يجب أن تطول هذه الحملات أوكار تجارة المخدرات وبيع الأسلحة والذخائر والممنوعات، فضلا عن أوكار التعاطي والإدمان، فهذه العصابات أكبر خطر على أمن البلاد والعباد.

ولفتت المصادر إلى ان هذه الحملات المرورية أعادت الانضباط المروري إلى الشارع، كما تقلصت ممارسات المستهترين، يقابل ذلك ارتفاع كبير في معدل المخالفات المروية المسجلة طوال تاريخ البلاد.

وشددت المصادر على ضرورة وصول الحملات المروية إلى المناطق النائية التي تعتبر بؤرة للاستهتار وتعريض الأرواح للخطر.

بؤر إجرامية

تساءلت مصادر أمنية مسؤولة: لماذا لا تستهدف الحملات الأمنية الأوكار المشبوهة في المناطق النائية، التي تدار فيها اعمال بيع الممنوعات من أسلحة وذخائر ومخدرات وغيرها؟!

وأضافت: إذا كان القائمون على الحملات الامنية لا يعلمون مكان هذه الأوكار فالعلم عند المباحث الجنائية وأمن الدولة.

عساكم على القوة

كل الشكر والتقدير لرجال الأمن الذين يصلون الليل بالنهار، من اجل ضبط الخارجين على القانون وحماية المجتمع الكويتي من كل ما يزعزع الأمن. والعين الراصدة لا تنكر النتيجة الإيجابية لهذه الجهود، وإن كان من انتقاد فهدفه معالجة بعض السلبيات، فالجميع في مركب واحد، من أجل مصلحة البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.