.. فهم يرون أن الشخص الذي يملك أملا كبيرا بعيد كل البعد عن الواقع .. و أن الشخص الواقعي لا يعرف
الأمل طريقا الى قلبه .. و هذا المنظور على العموم خاطئ … فكيف يمكننا أن نكون على صواب …
تعددت الأفكار و تباينت الآراء و اختلت الموازين بين الصحيح و الأصح .. بين الصادق و الأصدق .. فمن ذا
الذي يضع مفهوما للحياة ينير به سراج العقلاء و يبسط به الطريق للأجيال الصاعدة … ألم تلاحظوا معي أن
مصطلح ( الحياة ) دائما ما يأتي معرفة و ان لم يكن بالألف و اللام فبالإضافة .. ألا ينم هذا عن شيء معين
… أن الحياة مفهوم عام و شامل يسهل على الجميع معرفته الا أن الظروف حالت بيننا و بين مرادنا ..
فتجارب كل منا تأخذنا الى طرق مختلفة مسقطها العمودي طريق واحد نعرف من خلاله المفهوم
الصحيح للحياة الذي عجز عن استنباطه كبار الحكماء في تاريخ البشرية … دعونا نستعرض بعض الآراء و
نناقشها .. فمثلا قد نجد أشخاصا كان لديهم أمل كبير في تحقيق أهدافهم الا أنهم صدموا بعقبة اسمها الواقع
.. فتخلوا عن أحلامهم و انهارت معنوياتهم و احتاجوا الى وقت كبير ليسترجعوا الثقة التي ضاعت بأنفسهم
.. في حين أن هناك أناس اخرون يسلطون الضوء على الواقع .. يقنعون بما يملكون .. لا يطلبون بلوغ
درجات أسمى .. فهم بهذا أو ذاك عديمي المقدرة على الطموح .. على الأمل .. و على التفاؤل بغد أفضل .
الا أن الجميع قد تناسى المفهوم الأصح .. المفهوم الأقرب .. و المفهوم الأصدق و هو .. التوازن .. الحياة
تعني التوازن .. أجل الحياة تعني التوازن بين الواقع و الأمل .. بين الحزن و الفرح .. بين القناعة و
الطموح .. فلا يمكن أن يحدث التوازن الا بتوسط الأمرين معا ليكتمل مفهوم الحياة و لتتم حكمة الكأس
النصف فارغة و النصف الممتلئة بين المتفائل و المتشائم بعد أن نضيف اليها المتوازن : و هو الشخص
الذي يقع نظره على نصف الكأس بالتحديد ليدرك أنه استطاع بعزيمته ملء الكأس الى المنتصف و لا زال
ينقصه بذل المزيد من الجهد لتصبح الكأس ممتلئة .
الى هنا أصل و اياكم الى نهاية هذا الموضوع بمقولة تستوجب التدوين و هي : الحياة = التوازن