الخبيئة الصالحة
تجارة رابحة مشبعة بالإخلاص، مجبولة بالصدق، محصنة بالكتمان:
هي صفات الأعمال الصالحة التي لا يثبت عليها إلا المؤمنون الصالحون
الذين ملأ حبُّ الله وخشيته أركان قلوبهم، فتوجهوا إليه وحده، بعيداً
عن العيون والأنظار، في أجواء إيمانية صافية لا تشوبها شوائب طلَب
السمعة والشهرة، أو التعلّق بالمدح والثناء أو شائبة الرياء.
هي
زينة العبد في خلوته، وزاده لآخرته.. بها تُفرَج الكربات
وتسمو الدرجات وتكفر السيئات.
إنها الخبيئة الصالحة، كنز من كنوز الحسنات،
وهي أن يجعل العبد بينه وبين الله تعالى طاعة أو عبادة
من غير الفريضة، أو عملاً صالحاً لا يطلع عليه أحد حتى أهله
إلى أن يلقى الله.هذه الخبيئة الصالحة،
هي
من أعمال الصالحين الذين أخلصت قلوبهم لله تعالى،لا يستطيع أن يفعلها
المنافقون ولا المراؤون رغّب فيها الإسلام لتكون للمؤمن فرجاً عند الكربات
وطوقاً للنجاة من النيران، وغرساً طيباً في فسيح الجنان.
قال تعالى:
{ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ
فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }
[البقرة: 271].