الرهاب الاجتماعي والخجل سببا لي أمراضًا عضوية، ما العلاج؟

الرهاب الاجتماعي والخجل سببا لي أمراضًا عضوية، ما العلاج؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا شاب عمري21 سنة، أعاني منذ سنوات من الرهاب الاجتماعي والخجل، فأنا أراقب نفسي كثيرًا عند الكلام، مما يجعلني أحس بشيء غريب في فمي، أتلعثم في الكلام عندما يوجه لي أحدٌ الكلامَ، وعندما أتكلم في موضوع معين لا أستطيع تركيب جملة مفيدة، وهذا راجع إلى كثرة التفكير فيما سأتحدث عنه، عندما يوجه لي أحد كلامًا معينًا لا أستطيع الرد بسرعة، وأرد بطريقة خافتة وغير مسموعة.

عندما أمشي أحسّ أن الجميع يراقبونني، ويحمرّ وجهي إذا تعرضت لموقف، حتى لو لم يكن محرجًا، فقدت طعم الحياة؛ فأنا أود أن أكون إنسانًا اجتماعيًا، وليس انطوائيًا.

وضعت استشارة لي هنا منذ شهر، فوصف لي أحد الإخوة دواء (السلبرايد)، لكنه لم يفدني، سمعت أن (الزولفت) دواء مفيد في مثل هذه الحالات، أريد تجربته، كيف أوفق بين (السلبرايد) و(الزولفت)؟ وهل أوقف (السلبرايد)؟

أمر آخر: منذ 3 أشهر أصبت بضغوط نفسية؛ مما جعل شعري يتساقط،، ومما أدى إلى ظهور ألم في الخصية اليمنى والجهاز التناسلي عامة، وضعف الانتصاب، وانعدام الرغبة الجنسية، وانعدام الانتصاب الصباحي، ورعشة في اليدين، وعدم انتظام تنفس الرئة كأنها ترتعش، وكان ظهور كل هذه الأعراض مع بعضها.

مع العلم أني أمارس الرياضة بانتظام، ومحافظ على صلاة الجماعة، وقراءة القرآن.

أرجو الإفادة، وهل سأرجع إلى طبيعتي؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الرهاب والخجل الاجتماعي لا بد أن تقهره وتقضي عليه من خلال التواصل الاجتماعي، فأنت -الحمد لله- حريص على الصلوات مع الجماعة، وهذا نوع من التواصل الاجتماعي الممتاز جدًّا من خلال هذه العبادة العظيمة، فكن في الصف الأول، أعطِ نفسك ثقة أكبر في نفسك، تفاعل مع المصلين بعد انقضاء الصلاة، اجلس مع إمام مسجدك، هذا كله نوع من التواصل الاجتماعي الممتاز، ودائمًا -يا أخِي الكريم- كن في الصفوف الأولى في كل شيء، في عملك، في دراستك، حين تتفاعل مع أسرتك، مع أصدقائك، حتى وإن ذهبت ترفه عن نفسك في قاعة المحاضرات أو في المسرح كن في الصف الأول.

أخِي الكريم: التعريض والتعرض هو من أفضل وسائل قهر الخوف الاجتماعي، زد على ذلك: لا بد أن تغير مفاهيمك حول ذاتك، أنت لست مراقبًا، ولن تفشل اجتماعيًا، هذه مجرد مشاعر سلبية، وأضف إلى ذلك أنك لن تفقد السيطرة على الموقف، معظم الإخوة الذين يعانون من الخوف الاجتماعي، يأتيهم هذا الشعور السخيف بأنهم سوف يسقطون أرضًا، وأنهم يرتعشون أمام الآخرين، هذه مشاعر سخيفة، ليست حقيقية، مبالغ فيها؛ لذا يجب ألا تهتم بها أبدًا.

ممارستك للرياضة أمر جميل أُقرُّهُ تمامًا، ولا شك أنك سوف تستفيد منه، لكن أريدك أيضًا أن تدعم ممارسة الرياضة بممارسة تمارين الاسترخاء، استشارة إسلام ويب تحت رقم (2136015) فيها إرشادات طيبة ومفيدة جدًّا، فأرجو أن تطلع عليها.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أتفق معك أن (الزولفت) أو ما يعرف علميًا باسم (سيرترالين) هو من أفضل الأدوية لعلاج الخوف الاجتماعي، (السلبرايد/ دوجماتيل) حين تناولتَه هو دواء يفيد في موضوع القلق، لكنه لا يفيد كثيرًا في تفتيت الخوف الاجتماعي، فلذا ابدأ في تناول (السيرترالين)، والجرعة يمكن أن تبدأ بنصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا– تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، تناولها ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلاً، تناولها لمدة ثلاثة أشهر، وهذه الجرعة العلاجية المفيدة في حالتك، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، وهذه هي الفترة الوقائية المطلوبة في حالتك، وهي ليست مدة طويلة.

بعد انقضاء الستة أشهر خفض الجرعة واجعلها نصف حبة –أي خمسة وعشرين مليجرامًا– وتناولها ليلاً لمدة شهر، ثم اجعلها نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أما بالنسبة (للسبرايد)، فحقيقة لا يوجد تعارض بينه وبين (الزولفت)، هو دواء بسيط ومسالم جدًّا، ولا يتطلب أي بروتوكولات أساسية فيما يخص تناوله أو التوقف عنه، فيمكنك تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر واحد، أي تستمر على (السلبرايد) و(الزولفت) في نفس الوقت، وبعد انقضاء الشهر توقف عن تناول (السلبرايد) واستمر على تناول (الزولفت) حسب الطريقة التي ذكرتها لك.

أيها الفاضل الكريم: إذا كانت الرعشة تسبب مشكلة رئيسية لك، تناول (الإندرال) أيضًا لفترة قصيرة، عشرة مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهر، ثم عشرة مليجرامًا صباحًا لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

أرجو -أيها الفاضل الكريم– أن تلتزم وتأخذ كل المكونات الإرشادية التي ذكرتها لك، ولا تعتمد فقط على تناول الدواء.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top