تعكف وزارة الشؤون البلدية والقروية حاليًّا على إعداد الاشتراطات الفنية للأبنية الخضراء على مستوى جميع مناطق ومدن المملكة، وذلك بهدف تحقيق التنمية العمرانية المستدامة والتوازن مع البيئة باستخدام الموارد الطبيعية للتقليل من الآثار البيئية للمباني، بالإضافة إلى تحقيق الكفاءة العالية في ترشيد استخدام الطاقة، بما يتوافق مع الجهود الدولية والإقليمية لأجل الوصول إلى التوازن البيئي. وتعمل الوزارة على الاستفادة من الموارد المتجددة في تحقيق المواصفات الفنية للأبنية الخضراء باستخدام الطاقة الشمسية السلبية، والطاقة الشمسية النشطة والتقنيات الضوئية، بالإضافة إلى استخدام النباتات والأشجار من خلال الأسطح الخضراء وحدائق المطر، ومن ثم الحد من جريان مياه الأمطار، كما يستوجب ذلك استخدام تقنيات أخرى عديدة مثل تعبئة خرسانة ملموسة قابلة للاختراق أو الحصى بدلا من الأسفلت أو الخرسانة التقليدية لتعزيز عملية تجديد المياه الجوفية. وتتطلع وزارة الشؤون البلدية والقروية إلى تحقيق ممارسات متطورة في المباني الخضراء بشكل مستمر، حيث إنها تراعي في ذلك المساحة الواسعة لأراضي المملكة، واختلاف مناخ وتضاريس كل منطقة عن الأخرى، وذلك باتباع المبادئ الأساسية المستمدة من طريقة اختيار الموقع والهيكل، ومن ثم اختيار كفاءة التصميم الذي يستهدف المباني الخضراء، بالإضافة إلى كفاءة الطاقة، واستخدام المياه والمواد المستخدمة لتحقيق جودة البيئة الداخلية، وتعزيز عمليات الصيانة والتحسين دوريًّا، بالإضافة إلى الحد من النفايات والمواد السامة. وتؤكد الوزارة أن جوهر المباني الخضراء هو الاستفادة المثلى من واحد أو أكثر من المبادئ الأساسية التي تتبعها، وذلك خلال التصميم والتآزر السليم لتقنيات المباني الخضراء، وتأثيرها على الجانب الجمالي للعمارة الخضراء، أو التصميم المستدام؛ حيث إن تصميم المبنى الذي تواءم مع الميزات والموارد الطبيعية المحيطة بالموقع، يكتمل من خلال خطوات رئيسية في تصميم المباني المستدامة، وتحديد المواد "الخضراء" البناء من المصادر المحلية، بالإضافة إلى الحد من الأحمال ونظم توليد الطاقة المتجددة في الموقع.
"الشؤون البلدية" تُعِدُّ الاشتراطات الفنية للأبنية الخضراء في المملكة