تخطى إلى المحتوى

الشعور بالارتباك عند المواجهة كيف أتخلص منه؟

  • بواسطة
الشعور بالارتباك عند المواجهة ..كيف أتخلص منه؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب في العشرينات من عمري, أعاني من أعراض, لا أدري إن كانت رهابا اجتماعيا, أو أمراً آخر، وهذه الأعراض هي: في بعض المواقف أشعر بارتباك, وعدم ارتياح, مثل التحدث وإلقاء كلمة أمام مجموعة من الناس, أو التحدث مع أناس غرباء لفترة, أو التحدث مع أشخاص بعينهم, سبق وأن حصل بيني وبينهم مواقف سلبية، حتى وإن كان هؤلاء الأشخاص الذين حدث بيني وبينهم مواقف سلبية قريبين مني.

حقيقة لا أدري -كما ذكرت في بداية رسالتي- هل هذه أعراض الرهاب الاجتماعي, أم إنها أعراض شخصية تجنبية, أم إنها مسألة عدم تعود فقط؟!

وما يجعلني غير متأكد من هذه الأعراض, وشكي في أن ما أعانيه, هل هو رهاب أم أعراض شخصية تجنبية، أم عدم تعود لا غير؛ هو أنه في بعض الأحيان أكون جيدا وواثقا في تلك المواقف, وفي بعض الأحيان مرتبكا, حتى التحدث مع شخص قريب أجد أني في بعض الأحيان جيد, وفي بعض الأحيان مرتبك.

أيضا ما يجعلني أشك في الأعراض هو أني قليل الخروج من المنزل, وقليل حضور المناسبات, وقليلا ما ألقي كلمة أمام جمع, وذلك يعود لظروفي الصحية والجسدية التي تجبرني أن أبقى في المنزل لفترات طويلة.

وكما ذكرت؛ أنا في بعض المواقف حتى التي أكون فيها بعض الأحيان مرتبكا؛ يكون أدائي جيدا, مثل إلقاء كلمة أمام الجمهور، ففي إحدى المرات كنت سألقي كلمة أمام دكتوري وزملائي الطلاب, وكانت هذه الكلمة الأولى من نوعها بهذه الظروف, من ناحية العدد, ومن ناحية نوعية الحضور, فقد كان أغلب الحضور من الطلاب, من شعب أخرى, أي لأول مرة ألتقي بهم, ولا أعرفهم.

استعديت جيدا لتلك الكلمة, وذهبت لألقيها, وبالفعل ألقيتها إلقاء جيدا, وأفضل مما كنت أتوقع، بل إنه حصل في ذلك اليوم ما لم أكن أتوقعه, حيث كانت مداخلة الطلاب كثيرة, ومناقشتهم لكلمتي جيدة، وكنت أرد عليهم ارتجالا, وبأمور لم أكن محضراً لها ردودا جيدة وسريعة, رغم أني لم أكن أعلم أن هناك مداخلات من الطلاب، كنت أعتقد أني سألقي الكلمة وأنصرف.

وأيضا في بعض المواقف الأخرى مثل التحدث مع الغرباء؛ أجد نفسي بعض الأحيان مندفعا, وغير مرتبك, ولكن في أحيان أخرى وهي الأكثر أجدني مرتبكا.

علما أن الأشخاص الذين ألتقي بهم لأول مرة في بعض الأحيان؛ أجدني في بداية التعرف عليهم أكون جيدا، ولكن بعد فترة أجد ارتباكا في التحدث معهم.

لا أعلم حقيقة ما هي حالتي, وأتمنى أن ترشدوني وتدلوني وتنصحوني, فلا ملجأ لي بعد الله سواكم.

جزاكم الله خيرا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي الكريم: ما تحدثت عنه, وما تعاني منه هو نمط من أنماط الرهاب الاجتماعي, ولا شك في ذلك، والرهاب الاجتماعي له عدة أنماط, وجوهر المشكلة هو أن الإنسان يجد صعوبة عند المواجهات, ويأتيه شعور بأنه سوف يفقد السيطرة على الموقف, وأن الآخرين يلحظون أداءه، وهذا يسبب الكثير من التجنب, والتجنب يعتبر مشكلة أساسية من مشاكل الرهاب الاجتماعي.

فيا أيها الفاضل الكريم: حالتك بسيطة جداً, وكما ذكرت لك هي نوع من أنواع الرهاب الاجتماعي, وتعتبر من الأنواع البسيطة، وأعتقد أنك بتحقير فكرة الخوف, والإقدام, وإقحام نفسك في الأنشطة الاجتماعية, وأن تكون مثابراً, وأن تطور من مهاراتك -مهارات التحدث مع الآخرين-، وأن تكون دائماً في الصفوف الأمامية, وأن تشارك الناس في أنشطتهم المختلفة, وأن تصلي مع الجماعة في الصف الأول, وأن تمارس الرياضة الجماعية؛ أعتقد أن ذلك سيكون حلاً لمشكلتك، خاصة أني أرى أنك صاحب مقدرات, ولا أعتقد أنك تعاني من شخصية تجنبية، وأعتقد أن الجزء التجنبي لديك هو ناتج من الرهاب الاجتماعي, وليس من صميم البناء النفسي لشخصيتك.

أعتقد أنك أيضاً إذا قمت بزيارة الطبيب النفسي مرة أو مرتين؛ هذا سيكون أمراً إيجابياً جداً, وإذا تناولت أحد مضادات القلق أو الرهاب لفترة قصيرة -حوالي ثلاثة أشهر مثلاً- هذا أيضاً سوف يبني قاعدة دوائية علاجية ممتازة جداً, تجعلك بالفعل تنخرط في الأنشطة السلوكية والاجتماعية التي من خلالها تعيد هيكلة تفكيرك, وتكون أكثر ثقة في نفسك, وتواصل الدمج والاندماج الاجتماعي, دون أي عثرات أو هواجس أو مخاوف.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.