لعل الخلوي هو من أبرز إختراعات القرن العشرين فهو يسمح بتقريب المسافات والتواصل مع أيّ شخصٍ في هذا العالم عبر ما يتيحه من خدمات ليجعل العالم قرية كونية صغيرة. وباتت الشركات التي تصنّع الهواتف الجوّالة تشجّع الجميع وبخاصّة الأولاد على اقتنائها بفضل ما تقدّمه من خدماتٍ وعروض. فيصير الخلوي حلمًا لدى الولد يهرع بعض الأهل لتحقيقه.
أصبح الأولاد يبكرون بطلب الحصول على هاتف خلوي إمّا للتواصل مع أصدقائهم، أو لولوج الإنترت، أو لأخذ الصور. ويصعب هنا على الأهل معرفة العمر المناسب للسماح لأولادهم بالحصول على خلوي. ويؤكّد الأخصائيون في علم النفس أنّه من الصعب تحديد عمر فالأمر نسبي ومرتبط بنضج الولد وقدرته على الوعي إلى مخاطر إستعمال الهاتف الخلوي من ما هو خاص إلى ما هو عام أو مباح، قبل تلبية طلبه. مع العلم أن سنّ الدخول إلى الكلية هو سنٌّ مقبول.
ومن المهمّ جدًّا التكلّم مع الإبن حول هذا الموضوع وتحديد المتاح والممنوع وأوقات الإستعمال والكلام بحسب عمره ودرجة نضجه مع إعطائه أمثالًا معاشة عن استعمال الخلوي بطريقة منطقية ومحترمة. وذلك لحمايتهم من محتويات غير أخلاقية يمكن الوصول إليها، وحمايتهم من تشارك حياتهم الشخصية مع أيّ أحدٍ بطريقةٍ عشوائية كنشر صورٍ شخصية مثلًا. ونجد أن حرمان الولد ممّا يتمتّع به أترابه في عمره قد يولّد مشاكل أخرى نفسية عنده كالغيرة وعقدة النقص.
وبحسب دراسةٍ أجريت في بريطانيا، فإن دماغ الولد يتلقّى ضعف كمية الإشعاعات الكهرومغناطيسية الذي يتلقّاها دماغ الشخص البالغ من الهواتف الخلوية وبالتالي قد يتعرّض الأولاد لمشاكل صحية بسبب إستعمال الخلوي لأن جهازهم العصبي هشٌّ وفي طور النموّ. إلى ذلك، تقول دراسةٌ أخرى أن استعمال الهاتف الخلوي من قبل ولدٍ لدقائق يؤدّي إلى انخفاضٍ في وظائف العقل لمدّة ساعة تقريبًا.
بين مؤيّدٍ ورافضٍ لحصول الولد على هاتف جوّال، يبقى القرار النهائي بين يديكم أيّها الأهل فاتّخذوا القرار الذي يناسبكم ويناسب ولدكم بحسب درجة نضجه.
منقول