استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم…
بارك الله فيكم.
أنا فتاة أبلغ 16عامًا، أمر بعدّة وساوس، وكل فترة يأتيني وسواس جديد، أو يتطور حالي مع الوسواس الذي أمر به، رغم تعوذي من الشيطان -أعوذ بالله منه- سواءً وساوس فكرية أو نفسية أو إيمانية، أحاول عدم الالتفات له، ولكن لا جدوى، أرجو مساعدتي، رزقكم الله من واسع رزقه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم الوساوس مزعجة لصاحبها، خاصة لمن هم في مثل عمرك، والوساوس كثيراً ما تكون حول أمور حساسة تزعج الإنسان، أسأل الله تعالى أن يزيلها عنك.
المبدأ الأساسي للوسواس – أو علاج الوساوس – هو: أن يحقَّر، أن لا يلتفت الإنسان إليه، لكن أعرف أن إلحاح وقوة واستحواذ الوسواس تكون في بعض الأحيان أكبر من طاقة الإنسان؛ لذا وُجد أن علاجات أخرى كالعلاجات الدوائية مهمة جداً ومفيدة جداً.
أيتها الفاضلة الكريمة: أنا بالنسبة لليافعين من أمثالك أحرص تماماً لأن يعالج الوسواس علاجاً قاطعاً وشاملاً وفاعلاً، لذا تحدثي مع والدتك الكريمة، واشرحي لها أنك تعانين من وساوس قهرية مستحوذة عليك، وأنت في حاجة لعلاج دوائي، وأنا متأكد أن -الفاضلة- والدتك سوف تقتنع وتذهب معك إلى مقابلة الطبيب النفسي.
كثير من الأهل لهم شكوك حول الدواء، ويتخوفون منه، ويعتقدون أنه إدماني، وأن الإنسان سوف يتعود عليه ولن يستطيع أن يتوقف عنه، هذا ليس صحيحًا، الأدوية الإدمانية النفسية هي قليلة جداً، وأنت لا تحتاجين لدواء إدماني، تحتاجين إلى إحدى مضادات الوساوس الفاعلة، ومدة العلاج على الدواء هي ثلاثة إلى ستة أشهر بالكثير.
فلا تنزعجي – أيتها الفاضلة الكريمة – حالتك سوف تعالج تماماً، تحدثي إلى والدتك، اذهبي معها إلى الطبيب، وسوف يقوم الطبيب بإعطائك أحد الأدوية الممتازة مثل عقار (زولفت) أو (فافرين)، وكلاهما من أفضل الأدوية ومن أسلمها، ولا تؤثر على الهرمونات عند البنات.
حين تبدئين الدواء بعد عشرة أيام إلى أسبوعين سوف تشعرين بتحسن، من حيث أن القلق والخوف سوف يقلان أو الوساوس تصبح أكثر هشاشة، وهنا عليك بالاندفاع واقتحام هذه الوساوس، وتفتيتها من خلال رفضها، وتحقيرها، وعدم مناقشتها، وأن تشغلي نفسك في أمور الحياة الأخرى: الاجتهاد في دراستك، المشاركة الفاعلة في المنزل، التواصل مع صديقاتك، الحرص على قراءة القرآن، والصلاة في وقتها، هذا كله يدفع عنك هذا الوسواس -إن شاء الله تعالى-.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، نسأل الله -تعالى- لك الشفاء.
منقووووووووووول