بعدما وصفته بالمستثمر الذكي، اهتمت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية بإجراء حوار مع الأمير الوليد بن طلال حول أزمة انخفاض أسعار النفط، حيث حرص الأمير بالإعلان صراحة عن تأييده التام للقرار الشجاع الذي اتخذته المملكة برفض خفض إنتاجها من النفط بالرغم من تيقنه التام بأن سعر الـ 100 دولار للبرميل ولَّى ولن يعود. وأكد الأمير، خلال الحوار، أن هذا الانخفاض الدراماتيكي الذي طرأ على أسعار البترول في الفترة القصيرة الماضية كان مفاجأة للجميع وأنه لا يمكن لأحد من المسؤولين في العالم أن يدعي أنه كان يتوقع هذا الانخفاض. وبالرغم من اعتراف الأمير بعدم رضائه التام عن معظم الإجراءات التي اتخذها كل من وزير البترول والمالية بالمملكة في الفترة الأخيرة إلا أنه أكد تأييده التام للقرار التاريخي الذي اتخذته المملكة برفض خفض إنتاجها من البترول، فقد أظهر القرار ما يتمتع به المسؤولون بالمملكة من حكمة وذكاء وسرعة بديهة. واستطرد الأمير قائلا: لقد تمكنت المملكة بهذا القرار من خفض التبعات السلبية التي كانت ستصيب اقتصادنا، فنحن الآن نعاني الأسعار المنخفضة، أما إن كانت المملكة وافقت على خفض إنتاجها لكنَّا أصبحنا اليوم نعاني أمرين قلة الانتاج وقلة الأسعار. وأكد الأمير أن المملكة أثبتت بقرارها هذا أنها استفادت من تجربتيها السابقتين اللتين تعرضت لهما في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، عندما وافقت على خفض انتاجها لتفاجأ بعد ذلك بأن الدول الأخرى المنتجة للبترول لم تقم بخفض انتاجها بالمثل ما تسبب في ضياع حصة المملكة في السوق العالمية. وأوضح الأمير أن كثرة الجهات المنتجة للبترول؛ فالعراق وليبيا مستمرتان في إنتاج البترول، بالرغم من الصراع المرير الدائر داخلهما، بالإضافة لبطء النمو الاقتصادي الذي تشهده بعض القوى الاقتصادية، مثل اليابان الذي وصل نموها الاقتصادي لصفر والصين التي وصل نموها الاقتصادي لـ6% والهند التي وصل نموها لـ 7%. وعند سؤاله عن ما ذكرته بعض التقارير الإخبارية أن المملكة اتخذت هذا الإجراء من أجل تأديب روسيا، أكد الأمير أن كل هذا الكلام هراء؛ لأن المملكة باعتبارها من أكبر الدول المصدرة للبترول أصابها ضرر بالغ من جراء هذا الانخفاض تمامًا مثل الضرر الواقع على روسيا، فلا يعقل أن تؤذي المملكة اقتصادها من أجل إخضاع روسيا.
الوليد بن طلال: لا يعقل أن تؤذي المملكة اقتصادها من أجل إخضاع روسيا