صدرت الموافقة السامية على إعادة استخدام المدفع الصوتي في المدينة المنورة بدءًا من شهر رمضان للعام الهجري 1445هـ؛ وذلك لما يمثله المدفع الصوتي من إرث تاريخي تناقلته الأجيال في المدينة المنورة جيلاً بعد جيل؛ حيث يتجمع الأهالي في ساحة المسجد النبوي لسماع صوت المدفع خلال شهر رمضان المبارك. وجاءت الموافقة في ضوء ما رفعه الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية بناءً على ما رفعه الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، تلبيةً لرغبة أهالي المدينة المنورة في إعادة استخدام المدفع الصوتي في المدينة المنورة خلال شهر رمضان المبارك أسوةً باستمرار استخدامه في مكة المكرمة. من جهته، أوضح الباحث بتاريخ المدينة المنورة الدكتور تنيضيب الفايدي، أن المدفع الصوتي يمثل ذكريات جميلة ارتبطت تاريخيًّا بشهر رمضان الفضيل والأعياد، التي كانت مصدرًا مهمًّا في إدخال الفرح والسرور على قلوب أهالي المدينة المنورة؛ لما يحمله صوته من خبر ينتظره الجميع. وعدّ الفايدي المدفع الصوتي مظهرًا أساسيًّا من مظاهر شهر الخير، ومن أهم العادات التي ارتبطت بأيام شهر رمضان وليلة اليوم الأول من عيد الفطر السعيد، ورمزًا من الرموز التي عاصرتها الأجيال في المدينة المنورة بمختلف العصور. وقال الفايدي: "إن أهالي المدينة المنورة يشعرون بمتعة حقيقية عندما كانوا يحرصون على الحضور في ساحات المسجد النبوي يصطحبون معهم أبناءهم وينتظرون سماع صوت المدفع؛ حيث ارتبط تاريخيًّا بشهر رمضان منذ مئات السنين". وأفاد بأن المدفع كان يطلق عددًا من الطلقات الصوتية المتتالية في الليلة الأولى من ليالي شهر رمضان، كما أن إعلان الإفطار في أيام شهر رمضان كانت تتم عن طريق طلقة صوتية واحدة، وكذلك إعلان وقت السحور، فيما تعود الطلقات المتتالية بعد ذلك ليلة اليوم الأول من عيد الفطر، وكذلك بعد صلاة العيد التي تكون هي اختتام أصوات المدفع الصوتي، ليعود بعد ذلك خلال شهر رمضان من العام التالي.
بالموافقة السامية.. "مدفع رمضان" يطرب أسماع أهالي المدينة