تخطى إلى المحتوى

تقدم وتراجع في الساعات الأخيرة من المحادثات النووية الإيرانية

  • بواسطة
تقدم وتراجع في الساعات الأخيرة من المحادثات النووية الإيرانية
خليجية

لوزان – اجتمع وزراء خارجية إيران والقوى العالمية الست اليوم الاثنين في محاولة أخيرة لإبرام اتفاق تمهيدي قبل أقل من يومين من انتهاء مهلة كانوا قد اتفقوا عليها لوضع اتفاق إطار ينهي الأزمة بينما أظهرت طهران علامات تراجع عن عروض سابقة للتسوية.

وتجري إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين مفاوضات ماراثونية منذ أيام في مدينة لوزان السويسرية تهدف إلى منع طهران من اكتساب قدرة على تصنيع قنبلة نووية مقابل تخفيف العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.

لكن مسؤولين مشاركين في المحادثات أشاروا إلى أن محاولات التوصل لاتفاق إطار قد تنهار.

وذكر دبلوماسي غربي اليوم الاثنين أن هناك ثلاث نقاط خلاف كبيرة يجب حلها حتى تتوصل إيران والقوى العالمية إلى اتفاق إطار قبل انقضاء المهلة وأنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الخلافات ستحل.

وتابع أن القضايا الأصعب تتعلق بمدة أي قيود على الأنشطة النووية الإيرانية بعد اقتراح أولي بعشر سنوات وكذلك رفع عقوبات الأمم المتحدة وإعادتها إذا لم تلتزم إيران بالاتفاق.

وقال الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه "يبدو أن لدينا اتفاقا لأول عشر سنوات لكن بالنسبة للإيرانيين مسألة ما سيحدث بعد ذلك معقدة… لا أستطيع قول كيف ستكون النتيجة النهائية."

وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير إن هناك "بعض التقدم وبعض التراجع في الساعات الأخيرة."

وقالت متحدثة باسم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه سيعود إلى موسكو اليوم الاثنين وإن كان مسؤولون صرحوا بأنه سوف يعود إلى سويسرا إذا كان هناك ما يستحق الإعلان.

من ناحية أخرى قالت وزارة الخارجية الروسية إن هناك "تقدما كبيرا" وإن لافروف حث جميع الأطراف على تقبل تقديم تنازلات.

وفي محاولة لإنهاء الجمود اجتمع وزراء الخارجية الأمريكي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف والبريطاني فيليب هاموند والفرنسي لوران فابيوس والصيني وانغ يي وكذلك لافروف وشتاينماير في فندق يرجع تاريخه للقرن التاسع عشر ويطل على بحيرة جنيف.

واستغرق الاجتماع ساعة ثم توقف. ومن المتوقع استئناف الاجتماع في وقت لاحق اليوم الاثنين.

وفي القدس قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يقوم بحملة شرسة ضد المفاوضات إن الاتفاق الذي تسعى الأطراف لإبرامه في لوزان يبعث رسالة مفادها أن "إيران تستعد للمكسب بعدوانها".

وعلى الرغم من الخلافات بشأن عدد من النقاط قال مسؤولون غربيون إن الجانبين يقتربان من إبرام اتفاق مبدئي قد يلخص في وثيقة مقتضبة.

وقال مسؤولون إن المحادثات قد تستمر ولو إلى حين انتهاء المهلة منتصف ليل الثلاثاء أو بعد ذلك. وقال مسؤولون إنه إذا تم التوصل لاتفاق إطار في لوزان فإن الاجتماع قد ينتقل إلى جنيف لإجراء المراسم.

وتريد القوى العالمية الست تعليق الأنشطة النووية الحساسة لأكثر من عشر سنوات في حين تطلب طهران في مقابل الحد من أنشطتها النووية إنهاء سريعا للعقوبات الدولية المعرقلة. وتنفي طهران أنها تسعى لتصنيع أسلحة نووية وتقول إن أنشطتها لها أهداف سلمية محضة.

وفي حين أمكن حل قضايا مطروحة في المفاوضات ظلت هناك خلافات كثيرة لم يتمكن الجانبان من تسويتها. وتحدثت كل من إيران والقوى الست عن مقترحات تسوية في محاولة لتيسير إبرام اتفاق.

ومن بين النقاط العالقة مطلب إيران بمواصلة أبحاثها المتعلقة بأجيال جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي يمكنها تنقية اليورانيوم بشكل أسرع وبكميات أكبر مما تنتجه الأجهزة التي تشغلها حاليا.

وتتعلق نقطة أخرى بوتيرة رفع العقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة على إيران. وقال مسؤول أمريكي كبير أمس الأحد إن هناك قضايا أخرى لم تحل إلا أنه توقع حلها بمجرد تسوية النقاط الرئيسية.

وحتى إذا توصلت إيران والقوى الست لاتفاق إطار بنهاية مارس آذار يقول مسؤولون مقربون من المحادثات إنه قد ينهار أثناء عمل الجانبين في التفاصيل الفنية الخاصة بوضع اتفاق شامل بحلول مهلة ثانية غايتها 30 يونيو حزيران.

وهناك عدة أمثلة على التقدم والتراجع اللذين أشار إليها شتاينماير. وقال مسؤولون غربيون إن إيران تحدثت عن استعدادها للاحتفاظ بأقل من 6000 جهاز طرد مركزي وهو أقل من الرقم الحالي البالغ حوالي عشرة آلاف جهاز وكذلك شحن معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى روسيا.

لكن المفاوض الإيراني البارز عباس عراقجي قال للصحفيين إن نقل مخزون اليورانيوم إلى الخارج "ليس مدرجا في أجندة إيران".

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إنه لم تتخذ قرارات بشأن مخزون اليورانيوم لكن مسؤولين أوضحوا أن الإيرانيين أعطوا موافقة مبدئية على الفكرة قبل أن يتراجعوا عن موقفهم.

وقال المسؤول الأمريكي في بيان "مسألة كيفية التخلص من مخزون إيران لم تتقرر بعد في غرفة المفاوضات ولو حتى مؤقتا."

وأضاف "لا شك أن مسألة المخزونات أساسية لضمان أن البرنامج للأغراض السلمية فقط… المقياس هو ضمان أن تكون كمية المواد المتبقية كمادة مخصبة كمية ضرورية كمخزون عمل ليس أكثر."

وقال مسؤول غربي آخر إن هناك "خيارات أخرى" للتعامل مع قضية مخزون اليورانيوم بخلاف شحنها إلى روسيا مثل تخفيفها لتصبح أقل نقاء.

وقال دبلوماسي غربي "من غير الواضح إن كانت هذه تكتيكات تفاوض معتادة أم إن كانوا لا يملكون مساحة كافية للمناورة… سنرى اليوم."

وفيما يتعلق بقضية العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن الدولي تحدث مسؤولون قريبون من المفاوضات عن مخاوفهم من أن يعارض الأعضاء الدائمون في المجلس والذين لهم حق النقض (الفيتو) رفع بعض إجراءات الأمم المتحدة المفروضة منذ 2024 وإن كان لأسباب مختلفة.

وقال مسؤول غربي إن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تريد إمكانية التراجع تلقائيا عن أي رفع لعقوبات الأمم المتحدة لكن الروس لا تروق لهم الفكرة لأنها ستضعف قوة الفتيو.

وعبر مسؤولون غربيون أيضا عن بواعث قلق من أن تكون لدى روسيا -التي تخضع هي نفسها لعقوبات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب دورها في أزمة أوكرانيا – تحفظات على رفع العقوبات في مجال الطاقة خشية أن تؤدي عودة النفط الإيراني للأسواق إلى المزيد من التراجع في أسعار النفط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.