تخطى إلى المحتوى

جلسة لمناقشة تهرب قطاع المطاعم من شمول موظفيه بالضمان

جلسة لمناقشة تهرب قطاع المطاعم من شمول موظفيه بالضمان

الوكيل – نظمت المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي اليوم الاثنين جلسة عصف ذهني لمناقشة ظاهرة تهرب الكثير من أصحاب العمل في قطاع المطاعم والحلويات من شمول العاملين لديهم بمظلة الضمان الاجتماعي.

وأكّدت مدير عام المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي ناديا الروابدة أن الحق في الشمول بالضمان الاجتماعي حق أصيل لكل إنسان عامل في المملكة، فالضمان مظلة حماية آنية ومستقبلية.

وأضافت الروابدة خلال جلسة العصف الذهني التي أدارها مدير المركز الإعلامي الناطق الرسمي باسم المؤسسة موسى الصبيحي، ودعت إليها كافة الأطراف المعنية أنه لم يعد مقبولاً بقاء أي عامل في المملكة خارج مظلة الضمان.

وأوضحت أن هناك شكاوى كثيرة ترد إلى المؤسسة، وتتعلق بعدم التزام المطاعم الشعبية والسياحية ومحلات الحلويات بشمول العاملين لديهم بالضمان الاجتماعي، وكذلك؛ شمولهم على غير فتراتهم الصحيحة، وشمول جزء من العاملين فقط وترك البقية بلا ضمان، وهناك أيضاً شكاوى تتعلق بشمول العاملين على أساس أجورهم غير الحقيقية، والاكتفاء بشمولهم على أساس الحد الأدنى للأجور، أو اقتطاع نسبة اشتراك الضمان من رواتبهم وعدم توريدها للضمان؛ إضافة إلى لجوء بعض المطاعم والحلويات إلى تحميل العامل نسبة الاشتراك بالضمان كاملة؛ مما يعدّ خرقاً للقانون، وانتقاصاً لحقوق ومنافع هذه الفئة مستقبلاً، حيث يعتمد مقدار الراتب التقاعدي على الأجر الخاضع للضمان وفترات الاشتراك.

وأشارت إلى أن نسبة كبيرة من العاملين في هذا القطاع ولا سيما في المطاعم الصغيرة يتقاضون رواتب متدنية تتراوح حول الحد الأدنى للأجور (190 ديناراً) وما دون ذلك، في حين يعاني بعضهم من ظروف وبيئة عمل غير لائقة لا تتفق مع التشريعات النافذة؛ مما يعرّض سلامتهم للخطر، مبيّنة أن متوسط أجور العاملين في المطاعم التي تُشغّل أقل من (20) شخصاً يبلغ (230) ديناراً، في حين أن متوسط أجور العاملين في المطاعم التي تُشغّل (20) شخصاً فأكثر يبلغ (320) ديناراً.

وقالت أن التهرب من الشمول بالضمان الاجتماعي (ظاهرة التهرب التأميني) يؤدي إلى الإخلال بمبدأ العدالة في حقوق العاملين، وإلى إضعاف دور الضمان في حماية الطبقة العاملة، كما يؤدي إلى زيادة الضغوط على القطاع العام، وزيادة أعباء الخزينة العامة للدولة.

وأكّدت أهمية التعاون بين المؤسسة من جهة وبين نقابة أصحاب المطاعم والحلويات الأردنية وجمعية أصحاب المطاعم السياحية، والنقابة العامة للعاملين بالخدمات العامة من جهة أخرى في مجال نشر الوعي التأميني وترسيخ ثقافة الضمان الاجتماعي لدى العاملين في قطاع المطاعم.

وأشارت الروابدة إلى أن المؤسسة تطلق حملة إعلامية متكاملة خاصة ببعض القطاعات التي تعاني من تهرّب أصحاب العمل من شمول العاملين فيها بالضمان، ومنها؛ قطاع العامليـن فــي المطاعم والحلويات، من خلال وسائل الإعلام. وأكّد أمين عام وزارة العمل حمادة أبو نجمة بان عدم توفر قاعدة بيانات صحيحة لهذا القطاع والعمالة الوافدة فيه هي مشكلة حقيقية، إضافة إلى حركة دوران العمّال وعدم تنظيم هذا القطاع الذي يعد أحد أهم المعوقات في وجه تمتعهم بحقوقهم العمّالية ومنها حقهم في الضمان، مستعرضاً جهود وزارة العمل وحملاتها التفتيشية على هذا القطاع.

وقالت مدير جمعية المطاعم السياحية اليانا جعنيني بأن أعداد المطاعم السياحية في المملكة تُقدّر بـ (900) مطعم سياحي تُشغل (18) ألف عامل منهم (12) ألف عامل أردني، مؤكّدة بأن الجمعية ستتعاون مع الضمان الاجتماعي بتزويدها بكشف بأسماء المطاعم السياحية التي يتم تسجيلها وأعداد العاملين فيها، بالإضافة إلى إيجاد آلية لتوعية أصحاب العمل بأهمية الضمان للعاملين لديهم.

وأشار المدير الإداري لنقابة أصحاب المطاعم والحلويات الأردنية ابتسام العبادي بأن عدم توفر سجلات لدى بعض أصحاب العمل وعدم ثبات العاملين وحركة دورانهم المستمرة أحد الأسباب الرئيسية للتهرب من الشمول بالضمان.

وقال أمين سر النقابة العاملة للعاملين بالخدمات العامة مؤيد الوحيدي إن التزام أصحاب العمل بمعايير العمل اللائق سيشجع العمالة الوطنية على دخول هذا القطاع بشكل أكبر لتوافر الحماية والتأمينات الاجتماعية فيه، بالإضافة إلى الجهود التوعوية المستمرة لأصحاب العمل والعمّال بأهمية الشمول بالضمان.

وطالب رئيس المنظمة العربيّة لحقوق الإنسان ومناهضة التعذيب عبدالكريم الشريدة ضرورة إجراء مسح ميداني دقيق لهذا القطاع بالتنسيق مع دائرة الإحصاءات العامة وتكثيف الحملات التوعوية والتفتيشية على هذا القطاع، وكذلك تغليظ العقوبات على أصحاب العمل المخالفين الذين لا يلتزمون بأداء الحقوق العمّالية ومنها حق الشمول بالضمان.

وثمّن المدير الإداري في المركز الوطني لحقوق الإنسان الجهد المبذول من مؤسسة الضمان في الحد من ظاهرة التهرب التأميني، مؤكداً بأن الحق بالضمان الاجتماعي حق كفلته جميع المواثيق العمّالية الدولية بالإضافة إلى ضرورة دراسة ومعالجة التشريعات التي تخص هذا القطاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.