![خليجية](https://www.alqabas.com.kw:82//sites/default/files/imagecache/3columns/article/original/2014/12/07/615314.jpg)
في الكويت، أيضا، تقوم الهيئة العامة للاستثمار بواسطة المحفظة الوطنية باقتناء الأسهم من أجل ضبط إيقاع السوق، نظراً لغياب المستثمرين المؤسسين أو صناع السوق. ويفترض أن الهيئة العامة للاستثمار تقتني الأدوات المالية، ومن بينها الأسهم الكويتية، لضمان جني عوائد وأرباح على توظيفاتها المالية. ليس مطلوباً من الحكومة الإيعاز للهيئة العامة للاستثمار أن تقوم بالتدخل والشراء للأسهم عندما تتراجع أسعار تلك الأسهم. كل الأسواق المالية في العالم تمر بظروف صعبة وتتراجع أوضاعها ويفقد المستثمرون أو المتعاملون جزءاً مهماً من قيمة أموالهم الموظفة في الأسواق. من الطبيعي أن تتأثر بورصة الكويت بأوضاع أسواق النفط وتراجع سعر برميل النفط الكويتي، حيث ان البلاد تعتمد، اقتصادياً، على مداخيلها من مبيعات النفط، والكويت بلد أصبح يدار بموجب معايير الاقتصاد الريعي الذي يغذى بآليات وأدوات الإنفاق العام، لكن ذلك لا يعني فتح صنابير الخزينة العامة لشراء الأسهم في الأوقات الحرجة. ما هو مطلوب هو تطوير الأنظمة المؤسسية في السوق وتعزيز دور هيئة أسواق المال وتمكينها من تعديل أنظمة السوق المالي ودعم الشفافية. كذلك يتعين على المسؤولين تحرير السوق من الشركات المتعثرة التي أصبحت عاجزة عن تقديم بياناتها المالية منذ فترة طويلة، وكذلك تلك الشركات التي خسرت نسبة كبيرة من رؤوس أموالها، وذلك بموجب القوانين السارية. في الوقت ذاته يجب على هيئة أسواق المال أن تعجل بقيام شركة سوق الكويت للأوراق المالية، بعد التخصيص، وكذلك تأسيس شركات متخصصة أو تحويل العديد من شركات الاستثمار إلى صناع للسوق للعمل على ضبط إيقاع السوق وتحصينه من المضاربات الضارة التي تؤدي إلى فقدان الحيوية.
عامر ذياب التميمي
(مستشار وباحث اقتصادي)