هاجم عدد من الخبراء الاستخباراتيين أساليب التحقيق المشددة التي طبقتها وكالة المخابرات المركزية CIA ووصلت إلى حد التعذيب لسجناء من القاعدة والتنظيمات المتشددة، وكشفها تقرير صادر عن الكونجرس مؤخرًا. الخبراء أشاروا إلى أن معظم المعلومات الحساسة قُدمت قبل التعذيب، مستنكرين في الوقت نفسه ما كشفه التقرير عن حصول شركة طب نفسي على ملايين الدولارات. من جانبه، قال نائب رئيس مجموعة سوفان، روبرت ماك فادن، وهو محقق سابق لدى أجهزة الاستخبارات وخبير بشؤون الإرهاب، إن من الواجب النظر في ما كشفه التقرير عن السعودي أبو زبيدة، أحد المساعدين المقربين من زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، الذي تعرض لتعذيب متواصل استمر 17 يومًا حتى أن CIA أعدت خططًا للتخلص من جثته عبر إحراقها في حال موته خلال التحقيق. فادن أضاف: "أساليب التعذيب هذه غير فعالة في الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة، وما كشفه التقرير عن أن المعلومات الدقيقة والموثوقة التي قدمها أبو زبيدة إنما قدمها خلال الفترة التي خضع فيها لتحقيق تقليدي قبل إدخال أساليب التحقيق المشددة"، وفقًا لما نقله موقع "سي إن إن" عن "سوفان". وانتقد كذلك ما كشفه التقرير عن وجود طبيبين متخصصين بالطب النفسي أسسا شركة حصلت على تمويل بقيمة 80 مليون دولار قدما عبرها خدمات استشارية لـCIA رغم جهلهما التام لأصول الاستجواب أو العمليات الأمنية أو طريقة عمل تنظيم القاعدة وأساليب مكافحة الإرهاب. فيما ذكر بوب باير، العميل السابق لدى CIA ومحلل الشؤون الأمنية: "لقد عملت طوال عقدين من الزمن على التحقيق من الناس بتهم على صلة بالإرهاب، هذا كان عملي، وكان الأمر الأهم هو أن أعرف طبيعة الأمر الذي أحقق فيه كي أتمكن من معرفة ما إذا كان الموقوف يقول الصدق أم يكذب". وأضاف: "لذلك أرى أن من المهين أن تحصل شركة مثل هذه على 80 مليون دولار دون أن تتولى التحقيق مع أحد، ودون أن تكون لديها الخبرات الضرورية".
خبراء أمريكيون: أساليب تعذيب CIA "غير فعالة"