تخطى إلى المحتوى

خصخصة {الكويتية} ليست طوق النجاة

خصخصة {الكويتية}.. ليست طوق النجاة
لن يكون تخصيص الخطوط الكويتية طوق النجاة لانقاذها، ولا مفتاح الحل لمشاكلها، بل سوف تكون الحكومة هي الخاسرة، لانها فقدت سفيراً متنقلاً يطوف معظم مطارات العالم، حاملاً علم واسم الكويت هنا وهناك، وفقدان تمويل مالي يدخل خزينة الدولة ايضاً، ووجودها ايضاً في احضان الدولة لن يضيف اعباء مالية على الميزانية، بشراء تذاكر المهمات المختلفة التي يكون شراء التذاكر فيها من الخطوط الخاصة، لعدم وجود خطوط حكومية.

هذا ما اراه، بعد تقديم التهنئة للمؤسسة بالقاء القبض على اول طائرة تضاف الى ما لديها، رغم انها مؤجرة، وقد جاءت بعد مطاردة مع الحكومة ومجلس الأمة، وشيل رئيس، وتعيين رئيس، وتصريح وزير، وقيل وقال، حتى جاء الفرج، وكل الامل أن يكتمل عقد شراء الطائرات ليطوق جيد الاسطول الازرق الذي اشتكى كثيراً من عناء الغدو والرواح، واعتراضات النواب وواسطات البعض الآخر، وعدم جدية الحكومات المتعاقبة بالوقوف مع هذه المؤسسة الرائدة التي وضع قواعدها الاولى عام 1954 كوكبة من رجالات الكويت، دفعوا من جيوبهم لا من خزينة الدولة، من اجل الكويت لا اي شيء آخر، ونجحوا لأن المقاصد والنوايا كانت صادقة والايادي نظيفة، وهذه كلها تكفي للنجاح، لا الفشل.

لست مع اخراج الخطوط الكويتية من رحم الدولة، وكتابة شهادة براءة منها، لكنني مع رؤية حكومية فاعلة قادرة على وضع النقاط على الحروف في كل ما يؤدي الى نجاحها إدارياً وفنياً ومعنوياً، ولا اظن ان الدولة، وهي صاحبة القرار، عاجزة عن اختيار كفاءات مخلصة ووطنية ومشهود لها بالسمعة الطيبة واليد النظيفة، والخبرة للتعيين في مجلس الادارة بقيادة المؤسسة، بعيداً عن التدخلات الحكومية والنيابية، وحتى التدخلات من اصحاب النفوذ والمساومات، وكم هي كثيرة عندنا، لكنها في زاوية النسيان من الدولة، لانها لا تريد «دزة» الكرسي بقدر ما تتطلع الى خدمة وطن اعطاها الكثير في حياتها.

مشاكل الكويتية معروفة ولا تحتاج الى اعتراف من حكوماتنا، وحتى الحكومات السابقة، ولا من معظم النواب ومجالس الأمة السابقة الذين اغرقوا المؤسسة بجيوش من الموظفين الذين لا فائدة من ورائهم، سوى التذاكر المجانية والمخفضة، والامتيازات الاخرى، هذه وحدها من مساومات بعض النواب في الميزانية، كلها ادت الى ما آلت اليه الخطوط الكويتية من ترهل، اتمنى ان يزول ليعود هذا السفير الطائر الى عصره الذهبي، حين كان هناك مجالس ادارات تعمل وتفعل اكثر مما تتكلم، وتشتكي تغطية لعجزها.

● نغزة:

عط الخباز خبزك لو باق نصفه، مثل شعبي، لو اخذت به حكوماتنا ومجالسنا في التعامل مع الخطوط الكويتية، لما اشتكى احد اليوم من حال المؤسسة.. صحيح حالي حال.. طال عمرك.

يوسف الشهاب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.