خيط العنكبوت على الرغم من قوته وصلابته ولكن بيت العنكبوت هو الأضعف على الإطلاق في الطبيعة.. دعونا نتأمل ونسبح الله….
إنه العنكبوت.. مخلوق غريب في عالم الكائنات الحية. فمعظم المخلوقات على وجه الأرض تتكاثر وتجتمع وتشكل نظاماً اجتماعياً لحياتها.. ويبقى العنكبوت وحيداً في حياته منذ ولادته وحتى موته.
وعلى الرغم من القدرات الهندسية المذهلة للعنكبوت في نسج الخيوط وسرعة الافتراس، إلا أنه مخلوق مدمر لمن حوله وللبيت الذي يبنيه.
ولذلك فإن كل من يبتعد عن الله تبارك وتعالى وتعاليمه فإن مصيره مثل العنكبوت: الانعزال وتدمير الذات.
وسبحان الله، تأملوا هذه الحياة الاجتماعية المفككة والتي تقوم على التدمير والتخريب والقتل… وهكذا أفكار الملحد، تحاول هدم الأديان وتحاول تدمير أي نظام اجتماعي.
صورة بالمجهر الإلكتروني لشعرة الرأس وبجانبها خيط العنكبوت، هذه الصورة عرضتها جامعة روتشستر University of Rochester انظروا كم هو رفيع هذا الخيط!
سماكة خيط العنكبوت 0.001 – 0.004 ملم أي واحد بالألف من المليمتر. وهو مرن جداً حيث يمكن أن يمتد ل 140 % من طوله. ويقول العلماء: سمك الخيط أقل (30-80) مرة من سمك شعرة الإنسان. ومساحة المقطع العرضي لخيط العنكبوت أقل بألف مرة من مساحة المقطع العرضي لشعرة الإنسان، وإذا أردت أن تتخيل الفرق بين شعرة الإنسان وبين خيط العنكبوت فتخيل الفرق بين الحبل والخيط.….
ويقول الدكتور تيرنر إن الناس بدءوا يتساءلون عن إمكانية إنتاج المادة البروتينية تماما كما يتم مع دودة القز لإنتاج الحرير "لكن المشكلة هي أن العناكب من الحشرات التي يصعب السيطرة عليها وأقلمتها على الاستزراع، وهي حشرات فردية وعدوانية".
ويضيف هذا الاخصائي أنه "عندما تضع عشرة آلاف منها في حجرة واحدة، ستجد بعد فترة أن واحدا قبيحا قويا منها هو الذي يبقي ويموت الكل من شدة المنافسة والصراع فيما بينها".
يعتبر بيت العنكبوت من البيوت الغريبة في عالم الكائنات الحية. حيث تقوم أنثى العنكبوت بنسج خيوطها بين الشجر وفي مهب الريح، وتهدف من ذلك لاصطياد الفرائس وليس للسكن. فالنمل يبني مساكن حقيقية تخصص فيها غرفاً لوضع البيوض وغرفاً لتربية الصغار وغرفاً لوضع الغذاء… وهناك نظام متكامل في عالم النمل.
في عالم النحل نجد الدقة والنظام والتعاون لإنتاج أفضل مادة شفائية في الطبيعة ألا وهي العسل، وتتعاون آلاف النحلات وتهمل بتناسق كامل لبناء الخلايا السداسية وتربية الصغار والاهتمام بهم…
ولكن في عالم العنكبوت تنتشر الفوضى، حيث يعيش العنكبوت وحيداً طيلة عمره، ولا يمكن أن نجد أي نوع من أنواع الحياة الاجتماعية في عالم العناكب. لذلك فإن العنكبوت هو رمز الافتراس والعزلة في عالم الطبيعة.
ومن هنا ندرك لماذا قال تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت: 41].