"سي إن إن" تجري استطلاع رأي لإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول

"سي إن إن" تجري استطلاع رأي لإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول

خليجية

أثار استطلاع رأي بادرت به "سي إن إن" حول الاتجاه إلى إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم، انقسامًا واسعًا في مواقف وسائل الإعلام العالمية بين مؤيد ومعارض لإعادة النشر؛ فبعد الهجوم الدموي على "شارلي أبيدو"، باتت وسائل الإعلام أمام المفاضلة بين خيارين: حرية التعبير أو الأمن الشخصي، خاصةً أن الإسلام يحظر تصوير الأنبياء، حسب وصف الوكالة الأمريكية. وتبعًا لهذا الانقسام، تباينت تبريرات وسائل الإعلام؛ فالبعض وصف القضية بأنها "حساسة"، فيما رأى البعض الآخر أن منع النشر يعني فرض رقابة على الإعلام وحرية التعبير، استجابةً لمطالب من يوصفون بـ"الإرهابيين". ويبدو أن معظم وسائل الإعلام تأخذ بعين الاعتبار أن الصور الكرتونية المشابهة لتلك التي تنشرها صحيفة شارلي أبيدو مستفزة لكثير من المسلمين، وتزداد أهمية هذا المعطى بالنسبة إلى وسائل الإعلام التي لديها مكاتب في الشرق الأوسط، غير أن بعض وسائل الإعلام قررت التعامل بطريقة مختلفة ونشر بعض الصور التي اعتبرت استفزازيةً، بما في ذلك الصور التي رُسمت للنبي عام 2024، وأثارت ضجة واسعة. من وسائل الإعلام التي اتخذت قرارًا بنشر الرسوم مواقع "بيزنس إنسيدر"، و"بوذفييد"، و"ذا هيوفينجتون بوست"، و"جاوكي"ر، و"ذا ديالي بيست". وقد حدَّث موقع "ذا ديالي بيست" معرض صور سبق أن نشره عام 2024، وفيه 16 صورة من "أكثر الأغلفة إثارةً للجدل" لصحيفة "شارلي أبيدو". وقال المحرر التنفيذي للموقع نواه شاثمن، إن النشر لم يتم لأسباب تحريرية فحسب، بل لإظهار التضامن أيضًا مع الصحيفة الفرنسية. وقالت ناطقة باسم "سي إن إن": "نحن دائمًا نناقش أفضل الطرق لمعالجة القضايا الأساسية والصور المتعلقة بها عبر جميع وسائلنا الإعلامية. وهذه النقاشات ستستمر اليوم ومستقبلًا مع استمرار تطور القضية "، مشيرةً إلى أن "سي إن إن" كانت من وسائل الإعلام التي امتنعت عن إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد، وهو قرار تطبقه منذ بداية ظهور تلك الرسومات قبل سنوات. أما وكالة "أسوشييتد برس" -التي تعتبر أكبر وكالة أنباء في العالم- فقد أكدت أن لديها سياسة راسخة تقتضي عدم النشر المتعمد للصور المستفزة. وأكد ناطق باسم الوكالة أن هذا النوع من الصور يشمل الرسومات الخاصة بالنبي محمد. من جانبه، قال جاكسون ديل نائب رئيس تحرير صحيفة "واشنطن بوست"، في تغريدة له بموقع "تويتر"، إن الصحيفة ستنشر أحد الرسوم التي سبق أن نشرتها صحيفة شارلي أبيدو في "صفحة الآراء" ، لكنه امتنع عن تحديد طبيعة الرسم المعني، مكتفيًا بالقول: "إن ذلك سيساعد القرَّاء على فهم القضية"، ويعكس التضامن في الوقت نفسه. وكان لصحيفة "نيويورك تايمز" موقف خاص؛ إذ ذكرت أنها ستكتفي حاليًّا بشرح محتويات الصور، فيما قالت شبكة "إن بي سي" الإخبارية إنها ستمتنع عن بث أي عناوين أو رسوم مسيئة أو ذات طبيعية حساسة. واتخذت القرار نفسه كل من شبكات "سي إن بي سي"، وإم إس إن بي سي"، و"إيه بي سي". من جانبه، قال أحد كبار مديري شبكة "سي بي إس" إنها لم تفرض حظرًا على نشر الرسومات المتعلقة بالنبي محمد، لكنها طلبت من محرريها القيام بالحكم الصائب في الأمور التحريرية. وقد تناولت نشرة الأخبار المسائية للشبكة بعض الرسومات وعرضتها فعلًا، لكن المواد التي تم اختيارها لم تشمل صورًا للنبي محمد. وهاجم شاثمن وكالة "أسوشييتد برس" بسبب قرارها منع نشر الصور، قائلًا إنها "تفتقد الجرأة". كما أعاد موقع "واشنطن فري بيكن" المحافظ نشر ما قال إنها "صور الكرتون التي لا يرغب المتطرفون في عرضها"، واعتبر خطوته "تحية" للصحيفة الفرنسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.