فقد تصاعدت المعارك في مناطق عدة بالمحافظات الجنوبية اليمنية بين قوات عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، ومسلحي جماعة أنصار الله المعروفة بـ"الحوثي" من جهة، وقوات عسكرية ولجان شعبية تابعة للرئيس عبدربه منصور هادي.
مواجهات في الجنوب
واشتدت المواجهات في كل من محافظتي أبين وشبوة (شرق عدن)، فيما بدأت المواجهات تهدأ إلى حد ما في كل من عدن ولحج، ولا تزال المواجهات بين الطرفين في مدينة الضالع متواصلة.
ففي محافظة شبوة (جنوب) التي دخلها الحوثيون وقوات عسكرية متحالفة معهم مساء الجمعة، نشبت مواجهات عنيفة منذ صباح الأحد في منطقتي عسيلان وبيحان، أوقعت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.
وبحسب مصدر قبلي، شن مسلحو القبائل هجوما عنيفا بالأسلحة المتوسطة على موقع للحوثيين، وعصرًا شن طيران "عاصفة الحزم"، غارات جوية استهدفت طريق إمداد لمسلحي الحوثي في منطقة واقعة بين محافظتي شبوة والبيضاء.
وأوضح المصدر أن "مقاتلات عاصفة التحالف شنت غارات على منطقة عقبة القنذع الواقعة بين محافظتي شبوة والبيضاء، وتعد منطقة إمداد لمسلحي الحوثي بالسلاح إلى مناطق المواجهات المجاورة في عسيلان وبيحان".
مصادر قبلية في شبوة أفادت بأن المواجهات تواصلت الأحد في ثلاث جبهات، الأولى شمال المحافظة بالقرب من محافظة مأرب، والثانية في الغرب، أما الثالثة ففي منطقة السليم شرق شبوة، مشيرة إلى أن الحوثيين قرروا الانسحاب من الجبهة الشمالية بعد مقتل العشرات منهم حسب قوله.
وفي محافظة أبين (الواقعة بين شبوة وعدن)، اندلعت اشتباكات في منطقة "شقرة" التي سيطر عليها الحوثيون الجمعة، ولا تزال المواجهات بين الطرفين على أشدها، ورغم كثافة القوة العسكرية الموالية للحوثيين غير أنها قوبلت بمقاومة عنيفة حالت دون إحرازهم تقدما من أي جهة كانت.
إلى ذلك، قالت مصدر في المقاومة الشعبية بمدينة الضالع إن المقاومة تصدت الأحد لتقدم الحوثيين المسنودين بدبابات اللواء 33 مدرع المرابط شمال المدينة.
وحسب المصدر فإن قوات الحوثيين شنت قصفا مدفعيا على المدينة لليوم الرابع على التوالي، مستهدفة أحياءً سكنية من أجل إجبار المقاومة على الانسحاب أمام تقدم القوات، مشيرا إلى أن الحوثيين تقدموا في اليومين الماضيين باتجاه المدينة حتى وصلوا إلى قرية الكبار الواقعة في المدخل الشمالي للمدينة، لكنهم اليوم التزموا مواقعهم بالقرب من الأحياء السكنية.
وهو ما عزاه المصدر إلى خشيتهم من الاستهداف بالغارات الجوية، حيث تنفي القوات العسكرية قصفها منازل المواطنين، مشيرة في تصريحات صحفية أنها تستهدف مواقع المسلحين.
هدوء في عدن ولحج
وشهدت مدينة عدن الأحد هدوءًا شاملاً منذ ساعات الصباح الأولى عقب ساعات من إعلان اللجان الشعبية سيطرتها الكاملة على مطار عدن الدولي، وإخمادها آخر جيوب التمرد في محيط المطار، بعد مواجهات عنيفة اندلعت مساء السبت وأوقعت قتلى وجرحى من الطرفين.
ويكاد الحال نفسه ينطبق على محافظة لحج القريبة من عدن، حيث شهدت جبهات القتال في المحافظة هدوءا ملحوظا فيما يعلن كل طرف إحرازه تقدما في الجبهات نفسها.
إلا أنه في الساعات الأولى من اليوم الإثنين، اندلعت اشتباكات بين قوات عسكرية موالية لجماعة الحوثي ومسلحي اللجان الشعبية، المؤيدة للرئيس عبد ربه منصور هادي، في أنحاء متفرقة بعدن، بحسب مصادر أمنية وشهود عيان.
يأتي هذا بالتزامن مع توجيه طائرات تابعة لتحالف تقوده السعودية، ضربات جوية ضد أهداف حوثية في مناطق متفرقة من البلاد، تحت اسم عملية "عاصفة الحزم"، حيث شنّ الطيران مساء الأحد، غارتين جويتين استهدفتا كتيبتين للدفاع الجوي بمحافظة مأرب شرقي اليمن، حسب شهود عيان.
وأفاد الشهود بأن إحدى الغارات قصفت كتيبة تتبع قوات الدفاع الجوي اليمني غرب المدينة، ما أدى إلى تدمير عتادها، وشوهدت ألسنة اللهب تتصاعد من المكان".
وأضاف الشهود أن غارة أخرى استهدفت كتيبة دفاع جوي تابعة للواء 180 القريبة من معسكر "صحن الجن" شمال مأرب"، ولم يتسنّ معرفة الأضرار التي أحدثتها.
غارات على صعدة وتعز
وفي جنوب غرب اليمن، شن الطيران الحربي لـ"عاصفة الحزم"، غارات على مدينة المخا الساحلية التابعة لمحافظة تعز اليمنية والقريبة من باب المندب.
وأشار شهود عيان في وقت سابق إلى أن الضربات استهدفت معسكر الدفاع الجوي بمدخل مدينة المخا، وسمع دوي مضادات أرضية، وأكد مصدر أمني في المخا للأناضول أن الغارات دمرت وحدة صواريخ سام، تتبع معسكر الدفاع الجوي الذي سيطر عليه الحوثيون صباح الأحد.
أما في محافظة صعدة شمال اليمن ومعقل جماعة الحوثي، فقد شنت الطائرات، ظهر الأحد، غارات جوية استهدفت مواقع للحوثيين حسب شهود عيان قالوا إن الغارات استهدفت مواقع لمسلحي جماعة الحوثي في مناطق "المهاذر" و"رازح" في محافظة صعدة، دون معرفة طبيعة تلك المواقع أو نتائج الغارات.
ولليوم الرابع على التوالي، تواصل طائرات تحالف عربي، تقوده السعودية، قصف مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في اليمن، ضمن عملية أسمتها "عاصفة الحزم"، استجابة لدعوة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية".