شدد المشاركون في مؤتمر «سلامة المحيطات» الذي نظمته السفارة الاميركية في البلاد امس بالتعاون مع المركز العلمي وعدد من الجهات المعنية في البلاد، على ضرورة التحرك السريع لانقاذ بيئة المحيطات والبحار من الملوثات، لاسيما بيئة الخليج العربي التي اصبحت ملوثة بشكل يهدد الثروة السمكية التي تتناقص بشكل سريع، مشددين على ضرورة تكاتف الجهود الحكومية والاهلية والفردية لحفظ الثروات التي ينبغي ان يتنعم بها اجيال المستقبل.
خطر التلوث
واكد رئيس مجلس الادارة، العضو المنتدب في المركز العلمي مجبل المطوع ان العالم يواجه تغيرات حقيقية تضع بيئة الخليج العربي في خطر، مشددا على ضرورة التحرك لانقاذها بهدف ضمان تمتع الاجيال المقبلة بالثروات البحرية، مشيرا الى ان استهلاك الاسماك في البلاد وصل الى 20 الف طن في السنة، حيث تبلغ كمية الاسماك التي يتم اصطيادها من الخليج 7 آلاف طن فقط، مما يعني اننا نستورد حوالي 13 الف طن من الاسماك لتغطية الاستهلاك المحلي.
واضاف إن قلة إنتاج كمية الاسماك سببها عدة عوامل، ابرزها، تلوث البحر والصيد الجائر، ارتفاع معدل الحموضة الذي يهدد البيئة البحرية الهشة، مبينا ان مؤتمر اليوم هو للتركيز على 3 خطوات، هي تنظيف المحيطات والبحار ومراقبة سلامتها.
كارثة
من جانبه أكد السفير الاميركي لدى البلاد دوغلاس سيليمان ان معظم المشاكل التي تواجه البيئة البحرية مصدرها ليس الحروب والنزاعات، وانما الانشطة البشرية الخاطئة، لافتا الى ان الحكومات والمؤسسات تسهم بحوالي %80 من تلوث البحار.
واستبعد سيليمان ان يخرج المؤتمر الحالي باتفاقية تخص البيئة البحرية، كونه مخصصا لزيادة الوعي والاهتمام بالبيئة البحرية فقط، حيث يسلط المؤتمر الضوء على مؤتمر حماية المحيطات الذي نظمته وزارة الخارجية الاميركية اخيرا، وركز على 3 محاور اهمها الصعوبات في مراقبة وحماية وتنظيف المحيطات والبيئة البحرية ككل.
أكبر كارثة
أشار السفير الأميركي الى ان الكويت تعرضت لكوارث بيئية من صنع الانسان، لاسيما خلال التدمير الذي لحق بآبار النفط عام 1991، مما تسبب باكبر كارثة بيئية على مر التاريخ.
سياسات مطلوبة وتحديات
أوضح السفير الأميركي ان حديث مدير المكتب الاقليمي للبيئة البحرية د. حسن محمدي خلال مؤتمر «سلامة المحيطات»، عن قدرة الخليج العربي على تنظيف نفسه بنفسه، رغم التلوث الناتج عن الانسكابات النفطية امر جيد. وشدد على مسؤولية الحكومات والمؤسسات والافراد عن الحد من تلوث المحيطات من خلال اقرار سياسات لمنع وصول التلوث للبيئة البحرية.
اهتمام أميركي ببيئة الخليج العربي
أكد السفير سيليمان ان الاهتمام بالبيئة البحرية في الكويت وغيرها من الدول مثل عمان وكل المحيطات، جاء نتاجا لنظرة الرئيس الاميركي باراك اوباما ودعواته المتكررة للحفاظ عليها من خطر التلوث.
مستودع نفايات.. والأسماك اضمحلت !
أكد عميد كلية العلوم في جامعة الكويت، مدير مركز علوم البحار د. جاسم الحسن على ضرورة الاهتمام بحماية بيئة خليجنا، لافتا الى ان وضع البيئة البحرية في البلاد كارثي.
وقال: الثروة السمكية اوشكت على الانتهاء، والبحر ملوث وتحول الى مستودع للنفايات، نتيجة سوء الاستغلال والدفان والتعميق والحفر الناتجة عن المشاريع، داعيا الى ضرورة التحرك المحلي والعالمي تجاه ما يجري في البيئة البحرية.