ما سبب حالة الإغماء التي يعقبها تنميل في الجسم واللسان؟ وهل لها علاج نهائي؟

قريبتي تأتيها حالة إغماء، وعندما تستيقظ بعدها تحس بتنميل في جسمها ولسانها، وبدأت هذه الحالة معها منذ 3 سنين، خلال السنة الأولى أتت لها مرة واحدة، وخلال الثانية مرة، ولكن في هذا العام أتت لها ثلاث مرات خلال شهر واحد، وعندما ذهبت للطبيب أجرى لها تخطيطا للمخ، وقال لها: يوجد لديك كهرباء زائدة بشكل بسيط. وأعطاها دواء وقال: يجب استعمال الدواء طوال عمرك.

اسم الدواء تيجريتول 200 م، ومع استخدام الدواء أيضا عاد لها الإغماء، وفي الأغلب عند فترة النوم، تدخل في حالة إغماء لمدة دقائق، وعندما تفيق تشعر بتنميل في الجسم واللسان مع ثقل فيه، أصبحت تخاف كثيرا وقلقة، هل سوف تستمر معها هذه الحالة؟ وهل لها علاج نهائي؟

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Enass حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر قريبتك هذه التي نسأل الله تعالى لها العافية والشفاء.

من المفترض أن تراجع قريبتك هذه الطبيب المختص في أمراض الأعصاب، سيكون هو الطبيب الأفضل لتقييم حالتها والمتابعة معه، هذا أولاً.

هذه النوبات التي تأتيها من الواضح أنها قد شُخِّصتْ على أنها نوبات صرعية ناتجة من زيادة في كهرباء الدماغ حسب ما أوضح الطبيب. الناس تتخوف من كلمة (صرع)، لا، الصرع مرض طبي مثله مثل الأمراض الأخرى، ولا يوجد عيب أو وصمة حين نصف الأمور بمسمَّاها الصحيح، هذه هي الناحية الثانية.

الآن عاودتها هذه النوبات بالرغم من أنها تتناول الدواء، السبب في عودة هذه النوبات إما أن تكون جرعة الدواء غير كافية، أو يكون أنها غير منتظمة في العلاج، أو تكون في حاجة لإضافة دواء آخر، أو استبدال التجراتول بدواء آخر.

هنالك عُدة طُرق للتعامل مع حالتها هذه – حفظها الله –، وهي الآن من وجهة نظري محتاجة لعمل تخطيط للدماغ حين تُراجع الطبيب، ومن ثم يستطيع أن يُحدد الطبيب درجة النشاط الكهربائي.

التجراتول من الأدوية الممتازة والفاعلة جدًّا، جرعته قد تصل حتى ألف ومائتي مليجرام في اليوم، والتجراتول لا يُفيد تناوله كجرعة واحدة في اليوم، على الأقل تكون جرعتين، لأن عمره في الدم قصير، لذا – وحتى نضمن أن هنالك تغطية كاملة طوال اليوم – لا بد أن تكون الجرعة مرتين في اليوم على الأقل. أنت ذكرت أنها تتناول الآن التجراتول بجرعة مائتي مليجرام، وعادتْ لها النوبات، إذًا كما ذكرت لك يكون السبب واحد من أمور: ربما تكون محتاجة لزيادة الجرعة، أو ربما تكون محتاجة لإضافة دواء آخر، والمهم جدًّا هو الاستمرار على العلاج.

هذه النوبات لن تعود لها إذا تناولت الدواء الصحيح، وبالجرعة الصحيحة وللمدة الصحيحة والالتزام في تناول العلاج، أما القول بأنها تتناول الدواء طول الحياة هذا أمر عليه اختلاف، بعض المرضى إذا انتظموا في علاجهم بصورة ممتازة ولم تأتهم أي نوبات لمدة ثلاث سنوات، هنا يمكن أن يُخفض الدواء تدريجيًا حتى يتم التوقف عنه، وهكذا.

حالة قريبتك هذه أن نوباتها ليلية (نوميَّة) وهذا يعتبر من أخف أنواع النوبات، وعلاجها ممكن جدًّا، وما يحدث من تنميل في الجسم واللسان مع ثُقلٍ فيه، هذا هو التغيُّر الطبيعي جدًّا الذي يحدث بعد هذه النوبات، وبعض الناس قد يشتكون أيضًا من صداع.