تخطى إلى المحتوى

ما ضابط الكلام مع الآخرين وكيف أتخلص من الرياء؟

ما ضابط الكلام مع الآخرين وكيف أتخلص من الرياء؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب عمري 16عامًا، وعندي استفسار بخصوص حديث الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت).

أريد معرفة كيف أتكلم مع الناس بالضبط؟ أتحدث مع أصدقائي -مثلًا- فيكون الكلام بلا فائدة، ومعظمه مزاحا، ولا تتاح فرصة لقول خير إلا إذا حدث موقف معين، مع العلم أني شخصية انطوائية، وأحاول أن أكون اجتماعيًا، فهل أظل كما أنا؟

هل المزاح بكثرة لا يجوز؟ وباختصار: ما هو الكلام الذي أتناقش فيه مع غيري في أغلب الأوقات؟

عندي استفسار آخر: كنت كتبت استشارة عن الرياء وإخلاص نيتي لله، وقد أفدتموني -جزاكم الله خيرًا- لكني لم أحل مشكلتي كاملة، فهناك أعمال لا أستطيع إخفاءها عن الناس، وتظهر رغمًا عني، ولكن هذه ليست بمشكلة، المشكلة أني أصاب بنوع من الفرحة الداخلية والسرور عندما يراني شخص وأنا أقوم بطاعة، خصوصًا إذا رأتني بنت! لا أعلم لماذا؟ لكني أصاب بالسرور، فهذا يدل على عدم إخلاص نيتي لله بالتأكيد، وأحيانًا أتخيل نفسي أقوم بعمل طاعة ويراني شخص معين ويعجب بي ويمدحني، فهذا أيضًا يدل على سوء نيتي، فكيف أتخلص من الرياء (الشرك الخفي) وهو تزيين الصلاة عندما أشعر بالنظر من أحد الناس؟

لقد قرأت هذا في حديث في موقعكم، وهذا -للأسف- يحصل معي أحيانًا قليلة، فما العمل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amr حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أيها الولد الحبيب– في استشارات إسلام ويب، نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يجعلك إنسانًا نافعًا لمن حولك مؤثرًا في مجتمعك، وأن يأخذ بيدك إلى كل نجاح وتوفيق.

أسئلتك مهمة –أيهَا الحبيبُ– وهي تدل على اعتنائك بأمر دينك وإصلاح آخرتك، وهذا توجُّه حسنٌ نحن نحثك عليه، ونُشجعك بالبقاء والاستمرار فيه، ولكن باعتدال من دون إفراط، وفي الوقت ذاته نحذرك من أن تقع رهينة وأسيرًا بالوسوسة والخروج عن حد الاعتدال الذي أمر الله تعالى به السالكين طريقه.

وما ذكرته من شأن الكلام، وألا يتكلم الإنسان إلا بخير، هذا هو التوجيه النبوي في الحديث الذي ذكرته أنت، وهو قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت)، فإذا كنت لا تجد إلا كلامًا محرمًا فلا تتكلم به، فإن هذا يضرك ولا ينفعك، فاحرص -بارك الله فيك– على أن تتكلم بالنافع من أمر الدين أو أمر الدنيا.

ومما لا شك فيه أن الإنسان ينبغي له أن يتكلم حين تدعوه الحاجة للكلام، وأن يسكت إذا لم تكن ثمَّ حاجة تدعوه إلى الكلام، ولكن لا يخرج عن حد الاستقامة والسلامة إلى حد المرض والانطواء والابتعاد عن الناس، فبإمكان الإنسان أن يُخالط الناس وأن يتكلم معهم، فيذكرهم بالخير ولو بأن يتكلم معهم في شؤونهم وأحوالهم، ويحاول إعانتهم فيما يحتاجون فيه إلى إعانة، ويُسلِّم عليهم، وإذا وجد فرصة وكان يُحسن تذكيرهم بشيء من كلام الله أو كلام رسوله -صلى الله عليه وسلم– ذكَّرهم به، ونحو ذلك من الكلام الذي يقع فيه الإنسان في إثْمٍ، فهذا كله مما أباحه الله تعالى.

الواجب على الإنسان أن يصون نفسه عن أن يتكلم بحرام كالغيبة أو النميمة أو الكذب أو نحو ذلك من المحرمات، فهذا يجب على الإنسان أن يمتنع عنه، ويحارب نفسه ويُجاهدها على ألا تقع فيه، أما ما عدا ذلك من الكلام فينبغي له أن يتكلم في حدود المصلحة.

أما الرياء والإخلاص فقد بيَّنا في كلامٍ سابقٍ أهمية الإخلاص، وأن المقصود به أن يقصد الإنسان بعباداته وجه الله تعالى، أما مجرد أن يشعر الإنسان بالفرح حين يعمل الحسنة فهذا أمرٌ طبيعي، فالمؤمن مَن تسُرُّه حسنته وتسوؤه سيئته، كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم– ففرح الإنسان بالحسنة يعملها؛ لأنه يرجو ثوابها وذخرها عند الله ليس رياءً، كما أن الإنسان إذا سمع الناس يُثنون عليه بأعماله الصالحة ففرح بذلك؛ فإن ذلك ليس رياءً، بل هو عاجل بشرى المؤمن.

عليك أن تُجاهد نفسك في أن تعمل ابتغاء وجه الله وطلب الثواب من الله تعالى، وألا تلتفت إلى ما يحاول الشيطان أن يكيدك به؛ ليثبطك عن العمل الصالح، ويمنعك من الاستمرار عليه بحجة الفرار من الرياء، فالرياء أن تعمل لغير الله تعالى لقصد السمعة أو الشهرة أو لغرض من أغراض الدنيا.

نسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يأخذ بأيدينا جميعًا إلى العمل بما يُرضيه.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.