استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
أنا شاب في سن 25 من عمري، وأنوي -إن شاء الله- أن أتقدم لخطبة فتاة حسنة الخلق وتقيم صلاتها -والحمد لله-، غير أن إحدى صديقاتها المقرَّبات فُتِنتْ في دينها بشبهات وأفكار ضالة؛ مما أدى بها إلى الارتداد عن الإسلام -عافانا الله وإياكم-.
أنا -فعلًا- معجب بالفتاة، غير أني محتار، هل أتقدم وأبَيِّن لها أن المرتد يُهجر، ما دام مرتدًا أم أبتعد وأبحث عن فتاة أخرى؟!
أرجو النصيحة، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ آدم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأهلًا بك -أخي الحبيب- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
بخصوص ما سألت عنه -أخي الحبيب-، فإنا نوصيك أن تسرع بالزواج من هذه الأخت الصالحة، وألا تتركها صريعة لتلك الأفكار الضالة، التي ربما تتأثر بها عند غيابك، واعلم -أخي الحبيب- أن الأصل في الاختيار متحقق عند الفتاة، وأما البحث عن الغد أو القلق من الغائب، فهو أمر لم يكلفنا الله به، والحديث كما هو معلوم لديك -إن شاء الله- يبين ذلك، فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ)، والمعنى -أخي الحبيب-: أن عادة الناس عند اختيار الزوجة ينصبّ في عدة صفات منها: الجمال والمال والحسب، لكن الإسلام بين أن الأصل عند المسلم أن يظفر بالدين.
لقد أحسنت -أخي الحبيب- حين كان تركيزك على الدين والخلق، لا تتركها -أخي الحبيب-، وتزوجها، وإنا نوصيك بعدة وصايا:
1- اجتهد في التركيز إلى تعميق نظرتها للدين عن طريق كتب العقيدة.
2- اجتهد أن تزيل كل شبهة ترد إليها عن طريق العقل والمنطق.
3- انصحها أن تبتعد عن الأخت أو تقلّل تواصلها معها.
4- استخر الله قبل أي فعل تقوم به، ولا تقدم على اتخاذ أي قرار سلبيًا كان أم إيجابيًا إلا بعد ذلك، وصيغة الاستخارة كما في حديث جابر رضي الله عنه يقول: كان رسول الله يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، وكان يقول -صلى الله عليه وسلم-: (إذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالأَمْر،ِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ, وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ, وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيم،؛ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ, وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ, اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاقْدُرْهُ لِي، وَيَسِّرْهُ لِي، ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ, اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (هنا تسمي حاجتك) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي أَوْ قَالَ: عَاجِلِ أَمْرِي وَآجِلِهِ, فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ، وَيُسَمِّي حَاجَتَهُ).
نسأل الله أن يقدّر لك الخير حيث كان، والله الموفق.
منقووووووووووول