استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم…
أنا فتاة مخطوبة، وزواجي بعد أشهر معدودة -إن شاء الله-، مشكلتي أنني حين أتناقش مع خطيبي في موضوع ونختلف فيه، أتكلم بعصبية وأجادل وأرد؛ مما يثير ضيقه فيتعصب أكثر، ونصبح في حالة شد وجذب، أنا شخصيتي قوية، وتعودت على الجدال لأنال به حقي، وهو يخبرني أن المرأة يجب أن تكون ضعيفة لا تجادل، ولا ترد.
حينما لا أرد وأقول افعل ما يحلو لك، يتضايق لأنني لا أتناقش معه، وحينما أرد يكون ردي جدالا وعصبية.
أخبرني أن أسلوبي جعله ينفر مني، ويفكر في تركي وخطبة غيري، وكان قد اختار أخرى بالفعل، وبدأ ولكنه تراجع عن ذلك، وأخبرني بما فعل، وقال لي: بأنني من تسببت في ذلك، مشكلتي أنني حين أتضايق أصبح عصبية وأرد، وأجد ذلك طبيعياً ولاإرادياً، لا أستطيع أن أتعامل معه.
ثانياً: بسبب هذا العامل وضغوطات في بلدنا، فإنه يبتعد عني كل يوم أكثر من ذي قبل، حتى أننا وصلنا لعدم الكلام مطلقاً، لا يريد أن يحادثني هاتفياً، كما أن الكلام بيننا على الشات أصبح لا يتعدى اطمئناني عليه، اشتقت للحديث معه، أريد أن أسترده، أريده أن يعود لقربي، ولكنني لا أعرف كيف! أرجو المساعدة، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونحب أن نؤكد أن الكلام في فترة الخطبة يجذب التنافر ويجذب الاختلاف، وهذا أمر طبيعي، ولذلك ينبغي أن يفهم هذا كل طرف ويدرك أن الكلام والنقاش له أبعاده، خاصة في فترة الخطبة، ولكن نريد أن نقول أن جزءا من هذا الذي يحصل طبيعي جداً، وإذا كنت راضية به وهو راضٍ بك، وكلاً منكما يرتاح للآخر، فنحن نتمنى أن تعجلوا بالزواج وتتركوا نقاش بقية المواضيع بعد إكمال المراسيم.
لأن المسألة تختلف جداً، إن هذه الخلافات ستتلاشى في الليلة الأولى التي يحصل فيها التفاهم والارتياح والانشراح واللذة والمتعة الحلال، ونحب أن نؤكد لك أيضاً أن المرأة ينبغي أن تتعرف على طبيعة زوجها، وإذا كان عصبياً تتفادى ما يثير عصبيته، وهو كذلك عليه أن يسألها عما تكرهه فيتجنبه، وما تحبه فيأتيه، والوفاق هو المطلوب، وخير الأزواج عند الله -تبارك وتعالى- خيرهم لصاحبه، والتنازلات في هذا الميدان مطلوبة ومقبولة، بل هي دليل خير وعقل ونضج، وكم تمنينا لو أن الخصام لم يرتفع، كم تمنينا لو أنه لم يخبرك بأن له محاولات أخرى؛ لأن هذه الأمور تترك آثاراً على نفس الفتاة، وكذلك أيضاً ينبغي أن يدرك هذا الخاطب -حبذا لو تواصل معنا- أن الأمور ما تدار بهذه الطريقة، ونسأل الله -تبارك وتعالى- لنا ولكم التوفيق والسداد.
وينبغي أن تكوني وسطاً، فهو طبعاً لا يقبل من كان يجادل مائة بالمائة أن يعود إلى نقطة الصفر؛ لأن هذا يعني أن المسألة مجادلة، مجرد مجادلة ولكن ينبغي أن يكون النقاش معقولاً، وإذا اشتد النقاش فلا بد لأي من الطرفين أن ينسحب، كلما شد الآخر الحبل عليه أن يرخيه كما يقال، ونحسب أن هذه الأمور -إن شاء الله- طبيعية، فاستعيني بالله وأصلحي ما بينك وبين خطيبك، وتفهمي معه في منتهى الهدوء على الخطوط العريضة، وشجعيه على التواصل معنا من أجل أن يعرض ما عنده، حتى يسمع الإجابة من طرف من الرجال، فكثير من الرجال خاصة هذه النوعية يريدون أن يسمعوا التوجيهات من الرجال، وليس من زوجته أو مخطوبتة، طبعا نحن لا نوافق على هذا، لكن هذا النمط موجود، فشجعيه على التواصل معنا، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
منقووووووووووول