تخطى إلى المحتوى

مشكلة التعبير عن الحب بين الزوجين

مشكلة التعبير عن الحب بين الزوجين

مشكلة التعبير عن الحب بين الزوجين

مشكلة التعبير عن الحب بين الزوجين

الحب هو نعمة عظيمة وهبها الله تعالى للبشر ومنحهم العقل و الحواس و المشاعر للتعبير عن هذا الحب بشتى الوسائل والطرق .

فالتعبير عن الحب هام جدًا لنمو الحب والود والتفاهم بين الزوجين وأيضاً لإستمرار العلاقة الزوجية . و يشترط فيه أن يكون متبادل بين الزوجين وليس من طرف واحد فقط .

والتعبير عن الحب يكون بالأفعال وبالأقوال سواء كان من الرجل أو من المرأة ، ولكن وفقاً لطبيعة كل من الرجل والمرأة المختلفة ، فإننا نرى اختلاف في عمق الإحساس بالحب واختلاف في وسائل و طرق التعبير عنه .

فالواقع يُرينا أن ما يريده الرجل من الحب يختلف كلياً عما تريده المرأة ، وما ترغب المرأة فى تحقيقه فى الحياة لا يتطابق مع ما يريده الرجل من هذه الحياة ، وهذا أمر طبيعى ف الله تعالى خلق كل من الرجل والمرأة بطبائع مختلفة وصفات وطريقة تفكير متباينة وفروق عاطفية واضحة حتى يتكاملوا معاً ويعطوا للحياة مذاقها الخاص .

ولكن هذا الإختلاف والتباين في الصفات والطبائع يشكل أحياناً مشكلة في حياة الأزواج وخاصة في التعبير عن الحب ، فليس كل زوج أو كل زوجة قادر/ ة على التعبير عن الحب وعن مشاعر الود المكنونه في صدورهم بشكل واضح أو بطريقة مقبولة وكافية للطرف الآخر .

: : عوامل مسؤولة عن مشكلة التعبير عن الحب : :

وهنا سأذكر بعض العوامل التي تؤثر على طريقة التعبير عن الحب أو التي تمنع بعض الأزواج ( رجالاً و نساءاً ) من التعبير عن حبهم لطرفهم الآخر و منها :

1/ ما يتعلق بالشخص نفسه :

إعتقاده أن إظهار العواطف ضعف فيحتفظ بها لنفسه .

الخوف بأن لا يقدر الطرف الآخر هذه المشاعر

شعور بالنقص مثل : أنه يشعر الشخص أنه غير قادر على إعطاء الحب أو التعبير عنه بالشكل الصحيح ومهما فعل
أو أن يشعر الشخص أنه لا يحمل الصفات التي تجعل الآخرين يحبونه أو يبادلونه الحب والمشاعر الدافئة فيغلق قلبه على مشاعره ولا يظهرها لأحد .

وجود صعوبة في التواصل مع الطرف الآخر ، فكلما كان الشخص قادر على التواصل مع شريك حياته بشكل جيد أصبحت له القدرة على التعبير له عن مشاعره بدون خوف أو خجل .

2/ ما يتعلق بالأسرة والطريقة التي نشأ بها :

يكتسب كل فرد ثقافة معينه نتيجة وجوده في أسرته ، فاذا كانت الأسرة لا تعير أي اهتمام بالنسبة للعواطف أو قاسية أو ترى أن العواطف خاصة بالنساء فقط ، فقد ينشأ بعض الأفراد وخاصة الذكور متحفظين على مشاعرهم ، ويشعرون بالخجل والغرابة من اخراجها أو التعامل بها .

بعض الأسر أيضاً تؤمن أن هناك فرقاً بين الرجل والمرأة لحساب الرجل ، فيطغى على سلوك بعض أفرادها العنف أحياناً، أو التحفظ العاطفي وعدم القدرة على إظهار مشاعر الحب والتودد للزوجة .

3/ ما يتعلق بالناحية الاجتماعية :

كنظرة المجتمع للرجل والمرأة والتفريق من بينهم ، مثل أن العواطف عندالرجل هي نوع من الضعف وتتعارض مع مبدأ القوامة ، وأن التسلط في إبداء المشاعر يجعل المرأة أكثر طواعية وتعلق وملاحقة للزوج .

وأن العقل ميزة للرجل والعاطفة ميزة للمرأة ، وفي الحقيقة العقل والحزم لا يتعارضان مع العاطفة ، وهذا ما نشاهده في سيرة أعظم الخلق محمد عليه الصلاة والسلام .

4/ اسباب تتعلق بالمرأة :

المرأة قد تساهم في الجمود أو الجفاف العاطفي الذي يظهر في حياتها الزوجية ، وذلك لأنها هي أساس الدفء والعاطفة في العائلة فإن كانت تعاني من الخجل أو من الجفاف العاطفي أو كانت على خلاف مع الزوج أو إذا كانت تكرهه ، فيجب أن تتحامل على نفسها وتصبر وتترك الخجل جانباً ، وذلك لأن هذه الأمور تسبب فتور في العلاقة الزوجية ومع مرور الوقت قد يشعر الزوج بأنها زوجة بلا مشاعر وقد يفقد الدفء والحنان في منزله ، فيبدأ بالبحث عن امرأة أخرى يحصل منها على تلك المشاعر ، فتخسر زوجها ومنزلها .
في أحيان كثيرة الرجل يكون سبب في وصول زوجته للجفاف العاطفي وذلك بسبب طبعه الجاد وتصرفاته القاسية وتحفظه على عواطفه ، فهذا كله قد يؤثر على المرأة فتبدأ بالضعف وتفقد الشعور بأهمية عاطفتها ، ومع ذلك هي التي تخسر اذا بحث عن مصدر آخر للعاطفة .

أيضاً تساهم المرأة في الجفاف العاطفي بطلباتها الغير معقولة وخاصة عندما تطلب من زوجها أن يكون كرجل آخر شاهدته يبدي مشاعره إما على التلفاز أو كوالدها الحنون ، أو أن تطلب منه أن يسمعها كلمات ويعاملها بتصرفات لا تناسب شخصيته ولم يعتد عليها .

فأغلب الرجال يشعرون بالإرتباك والغضب أو التزام الصمت عندما تطلب منهم المرأة التعبير عن مشاعرهم ، ليس لأنهم لا يملكون العاطفة أو لا يحسنون التصرف أو التعبير عنها ولكن لطباع في الرجل ولأمور أخرى منها :

أن أغلب الرجال يَرَوْن أن للكلام العذب أوقاته ، فطبيعة الرجل العملية والجادة وانشغالاته وضغوطات الحياة ، تجعل الرجل غير مهيأ فى كل وقت ليقول كلام الحب أو ليتصرف برومانسية .

فالرجل يرى ان للكلمات الرقيقة الرومانسية أوقاتها وأن تكرارها يفقدها معناها وبريقها فهو بحاجه الي الشعور بما يقول والإحساس بما يفعل .

الرجل بطبيعته عملي وجاد في كل أمور حياته ، لهذا نراه يميل أكثر الي الأفعال وليس الأقوال ، بعكس المرأة التي تميل إلى الكلام كثيراً وتستمتع بالأقوال والأفعال معاً .

: : من وسائل التعبير عن الحب : :

هناك طرق وأساليب وأشكال كثيرة للتعبير عن الحب .. تختلف بين البشر فكل شخص له طريقته الخاصة للتعبير سواء كانت صريحة مباشرة أو غير مباشرة ، فمثلاً التعبيرعن الحب :

1) بالكلام العاطفي المباشر والصريح

2) بالمفاجآت السارة كالخروج للعشاء أو السينما أو للسفر

3) بالإخلاص للطرف الآخر

4) بإعطاء الثقة للطرف الآخر

5) بتقدير ظروف الطرف الآخر وتقدير ما يقوم به من مجهود

6) بالغيرة المعتدلة وتوفير الأمان والإطمئنان النفسي والجسدي للطرف الآخر

7) بتلبية حاجات الطرف الآخر الجسدية والنفسية والسعي لتوفير ما يريده ويسعده

8) باحترام الطرف الآخر ، احترام خصوصياته ، احترام أهله وأصدقائة ، احترام عمله

9) بتذكر المناسبات السعيدة وبتقديم التهنئة والهدايا فيها

10) بالمدح سواء في الشكل أو الأعمال أو حسن التصرف أو أمام الأهل والأبناء والأصدقاء

11) بالإهتمام بالصحة ، الإعتناء بالطرف الآخر في حالة المرض ، الدعاء بالشفاء

12) بالممارسات اليومية كإلقاء التحية ، السؤال عن الصحة ، التقبيل ، الشكر ، الابتسام

13) بالسؤال عن أهل الطرف الآخر وزيارتهم وحسن استقبالهم والتواصل معهم بالافراح والأحزان

14) بالمساعدة والمشاركة في تربية الأبناء والإهتمام بهم

15) بتوفير المال وتلبية الطلبات وتوفير المستوى الاجتماعي المناسب

16) بالتعاون وبتقديم المساعدة في أعمال المنزل

17) بالتواصل عن طريق الهاتف والرسائل للتعبير عن الحب والشوق

18) بالوقوف مع الطرف الآخر في الصعاب ووقت الشدائد وتقديم المساعدة والنصيحة له

19) بالسعي لفهم وتقدير مشاعر الطرف الآخر وتفهم أخطاؤه وطاعته في ما يرضي الله

20) بالتأمل في الطرف الآخر والاستمتاع بمراقبة ومشاهدة تصرفاته العفوية وتقليد تصرفاته وكلماته وحفظها

21) بقضاء أغلب الوقت مع الطرف الآخر والرغبة في أن يشاركه كل أمور حياته

22) بالإستمتاع بحديث الطرف الآخر والانتباه له

: : محاولات خاطئة لحل مشكلة التعبير عن الحب : :

بعض الأزواج نساء أو رجال لا يحسنون التعبير عن مشاعرهم ، فيلجأ الطرف الآخر إلي بعض المحاولات الخاطئة لحل هذه المشكلة ، ومن هذه المحاولات :

# الحث على الكلام وطلب الحديث عن المشاعر والأحاسيس :

صحيح أن الإنسان سواء كان رجلاً أو امرأة بحاجة إلى سماع كلمات الحب والشعور بدفء الأحاسيس من طرفه الآخر ، ولكن ليس شرطًا أن يكون التعبير عن الحب صريحاً دائماً .

فهناك أساليب وأشكال كثيرة للتعبير عن الحب كما ذكرت سابقاً ، وهذه الأساليب تشبع العاطفة وتريح النفس والجسد .

فعلى شريك الحياة أن لا يتوقع ولا ينتظر من الطرف الآخر أن يتحدث دائماً وبشكل صريح عن مشاعره .

# طلب الحديث بكلمات معينه أو التصرف بأسلوب معين أو في أوقات معينة :

اجبار الطرف الآخر على التعبير عن مشاعره وفقاً لما يعجب الطرف الآخر أو تبعاً لموقف معين مثلاً : وضعه في جو رومانسي معين لكي يتصرف أو يتفوه بكلمات محدده تطرب سمع الطرف الآخر .

فالواقع يعلمنا أن التعبير عن الحب لا يرتبط بموقف معين أو وقت معين ، بل يكون لا شعورياً و طوال الوقت .

# الغضب والزعل عندما يحدث أي تقصير من الطرف الآخر حتى لو لم يكن متعمداً :

وهنا يجب أن نعلم أن التقصير مرة أو مرتين لا يعني عدم المحبة وإنما قد يحدث بسبب النسيان أو بسبب الإنشغال أو بسبب مرور الطرف الآخر بظرف صحي أو نفسي .

فعلى الإنسان أن يعذر شريك حياته إن كان غير قادر على التعبير عن مشاعره أو حدث منه تقصير ونسيان ، وأن يقبل ويرضى بأي أسلوب للتعبير عن الحب ، فهذا كفيل بتوطيد العلاقة الطيبه والمحبة بين الطرفين .


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.