استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة عمري 23 عاما، غير متزوجة، حدث لي قبل سنة من اليوم موقف ودائمًا أضع اللوم عليه في كل شيء، قريبتي والتي أصبحت أكرهها بعد هذه الحادثة كانت مريضة، والتقيت فيها في فترة مرضها وشعرت بخوف شديد منها ومن الذي تعاني منه، إلى أن أحسست أن ما بها سيصيبني، ومررت بقلق شديد واكتئاب، وأصبحت أشعر بما يسمى بتبدد الذات، هذا ما قاله لي الطبيب النفسي، وصرف لي حبوبا مضادة للقلق والاكتئاب، لكنني أوقفتها قبل إتمام مدة العلاج بكثير.
كانت حالتي النفسية قبل هذه الحادثة جيدة جدا، ولم أشكو من شيء أبدًا، لكنني كنت حذرة كثيرا على نفسي ولا أثق بأحد، ودائمًا أشعر أن الذين حولي سيؤذونني، مع العلم أنني عندما كنت صغيرة مررت بمضايقات قد تكون هي السبب. أريد أن أتخلص من هذا الخوف والتفكير في صحتي كثيرا، وأنا أثق في نفسي وأثق في إنجازاتي وأنني قادرة على كل شيء، وحالتي الدراسية جيدة جدًا، لكن هنا مشكلتي خوفي من الأمراض وإيذاء الناس لي، علما أن هذه الأفكار ليست إلزامية وملحّة وإنما تأتي فترات ثم تختفي.
أما بالنسبة لتبدد الذات شعرت به مجددًا وأعتقد أنه نتيجة القلق، لكنني لست أدري ما الذي يقلقني؟ وكلما جاءتني نوبة أتجاهلها تماما، وأفكر بشيء آخر وأنجح في هذا، وأشعر أني في حلم، لا أحس بالواقع، ودائما أحاول التعرف على من حولي، هل هذا تبدد ذات؟ وما الحل؟
أريد أن أشعر باتزان مزاجي ونفسيتي بدلاً من التذمر من الحياة المملة، وأفكاري بأن كل شيء ليس له معنى وطعم، مع العلم أني أمارس الرياضة وتمارين الاسترخاء.
سؤالي: لا أستطيع الذهاب للطبيب النفسي، لكن هل سلبرايد يناسبني؟ وما الذي أعانيه تحديدا؟
سؤال آخر: أواجه مشكلة أحيانا في حديثي أمام مجموعة من الأشخاص، وأشعر بتنميل بوجهي، وأفسر هذا برهاب اجتماعي، عالجته بيني وبين نفسي، وتحدثت مرتين أمام ما يقارب 40 شخصا أو أكثر، ارتبكت في البداية لكن نجحت، وأنا فخورة بهذا، لكن المشكلة أن هذا الارتباك إلى الآن يحصل معي، وأعانيه حتى أحيانا عندما أتحدث مع شخص واحد!
ما العمل؟ وهل أكرر ما فعلت لتجاوز هذا الشيء؟
وشكرًا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nor حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي تعانين منه هو قلق وسواسي، وشعورك أنك في حلمٍ هي جزء مما يسمى بـ (تبدد الذات)، أو ما يسمى (التغرب عن الذات) أو (اضطراب الآنيَّة)، وهو نوع من أنواع القلق النفسي وليس أكثر من ذلك.
عقار (زاناكس) والذي يعرف باسم (ألبرازولام) يفيد في مثل هذه الحالات، لكن هذا الدواء قد يُسبب التعود والإدمان لدى بعض الناس، وإن تم تناوله يجب أن يكون ذلك تحت إشراف طبي ولمدة لا تتجاوز أسبوعين أو ثلاثة وبجرعة صغيرة.
منهجك في ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء هو أمر جيد جدًّا، وبقي عليك أن تحقري هذه الأفكار، ولا تأخذي بها أبدًا، واستبدليها بما هو ضدها تمامًا، مشاعر القلق والاكتئاب السابقة لا تجعليها تستحوذ عليك أبدًا، فالإنسان يمكن أن يُبدِّل نفسه، ويمكن أن يغيّر نفسه ولا شك في ذلك. أنت صغيرة في السن، وأمامك مستقبل مشرق – إن شاء الله تعالى-، استثمري الوقت بصورة صحيحة وجيدة، وتواصلي اجتماعيًا، واجعلي لحياتك هدفًا، هذا يُخرجك تمامًا من ضائقة القلق والمخاوف والوساوس.
الخوف من الأمراض يُعالج عن طريق الأذكار، واتخاذ التحوطات المطلوبة في مثل هذه الأحوال دون مبالغة أو إفراط في ذلك، والنوم المبكر، وتنظيم الوقت، وممارسة الرياضة، هذا كله يعطيك شعورًا بأنك في حالة صحية جيدة. وأنصحك أيضًا بزيارة المرضى، هذا -إن شاء الله- لك فيه ثواب عظيم، وفيه نوع من التعريض الذي يمنع عنك الاستجابات السلبية، وأقصد بذلك الخوف من الأمراض ومن يحملونها.
أنا ذكرت لك عقار (زاناكس) كدواء جيد لعلاج اضطراب الأنيّة، لكن الدواء الأفيد في حالتك بصورة عامة هو عقار (سيرترالين)، ويسمى (لسترال) أو (زولفت) تجاريًا، وهو دواء متوفر في المملكة، وأنت تحتاجين أن تتناوليه لمدة قصيرة، ثلاثة إلى أربعة أشهر فقط، تبدئي بخمسة وعشرين مليجرامًا – أي نصف حبة – تتناولينها ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
منقووووووووووول