أصدرت ممرضة كندية كتابًا يحكي تجربة عملها بالمملكة لمدة عامين، تحت عنوان "الصعود بعد السقوط إلى الهاوية"، تحدثت خلاله عن كيف أن حياتها في المملكة انتشلتها من حالة البؤس والضياع التي تملكتها عقب فشل زيجتها الأولى وصنعت منها امرأة قوية. وروت الممرضة الكندية في كتابها عددًا من المواقف الطريفة التي وقعت لها في السعودية، فضلاً عن التجارب الحياتية التي استفادت منها كثيرًا.. وعن إحدى الوقائع التي واجهتاها، قالت شلي أندرسون إنها حاولت يومًا الخروج عما اعتاده باقي الوافدين الأجانب من الحرص على الالتزام بقواعد خروج النساء غير سافرات إلى الشارع؛ لذا فقد قررت يومًا الخروج دون أن تغطي شعرها. وتقول "شلي" إنها استعجبت من يقظة رجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذين سرعان ما تنبهوا إليها أثناء إحدى جولاتهم التفقدية في شوارع المدينة. وأضافت "شلي" أنه رغم حالة الرعب التي انتابتها من رجال الهيئة، أعجبتها كثيرًا سرعة بديهتهم؛ إذ تمكنوا من الحيلولة بينها وبين الهرب منهم. ونقل موقع "كاليجاري هرالد" عن الممرضة قولها: "لقد أحببت المملكة للغاية رغم الاختلاف الشديد بين ثقافتي وثقافة هذه المملكة الشرق أوسطية المحافظة… لقد شعرت أني قوية عندما نجحت في خوض تجربة العيش في مكان لا أعلم عنه شيئًا البتة. وأنا سعيدة أني غادرت المملكة ومعي كثير من الذكريات الرائعة والمريعة والجميلة. لقد سعدت كثيرًا بالعيش هناك". وعن كيفية سفرها إلى المملكة، قالت "شلي": "لقد مررت بتجربة زواج فاشلة أعقبها صراع مرير مع زوجي السابق لكي أطلق منه. وهذه التجربة جعلتني أشعر باليأس والإحباط والرغبة في الفرار من كل من حولي؛ لذا كان الإعلان عن حاجة المملكة إلى ممرضات بأحد مستشفيات تبوك بمنزلة طوق النجاة الذي كنت أبحث عنه لكي أخرج من حالة الضياع التي كنت أعيش فيها. لقد عارضني والداي، إلا أنني بعد تفكير عميق قررت خوض التجربة بمفردي". واستطر "شلي" حديثها قائلةً إنها تمكنت بالفعل في (يونيو 1991)، عقب انتهاء حرب الخليج، من السفر إلى تبوك؛ حيث بدأت عملها بأحد المستشفيات العسكرية هناك. وحسب "شلي"، فإن أول شيء صدمها عند وصولها إلى المملكة هو حرارة الشمس الحارقة، وخروج نساء المملكة متشحات بالسواد لا يظهر منهن إلا أعينهن. وأكدت "شلي" أنها استمتعت كثيرًا بالعيش في المملكة بفضل ما لاقته من أهلها من كرم وحفاوة وحسن ضيافة بالغين، كما أنها استثمرت وقت فراغها في تعلم السباحة والاستمتاع بجمال شعاب البحر الأحمر المرجانية والتأمل في جمال صحاري المملكة الشاسعة، وزيارة بقايا ديار الأقوام السابقة.
ممرضة كندية في كتاب جديد: هكذا ضبطني "رجال الهيئة" قبل الهرب