والدتي المسنة تنسى كثيرا وتبكي بلا سبب في المناسبات، هل هذا اكتئاب؟

والدتي كبيرة في السن عمرها 65 سنة، وهي مريضة بالسكر، أصبحت تنسى كثيرا، تستيقظ من النوم ولا تذكر ما حدث بالأمس، أو هل أفطرت أو صلت صلاتها؟ تنسى الأحداث فقط لكنها تذكر الأشخاص، وتفقد أشياء ولا تعلم أين وضعتها، وبعض الأحيان أسمعها تكلم نفسها، وإذا دخلت تسكت.

والمشكلة الأخرى: في أي مكان فيه اجتماع ناس كثر؛ كوليمة، أو فرح تبكي بلا سبب، وتكررت معها حالة البكاء في أفراح كثيرة، وخصوصا الزواجات، ولا أعلم ما السبب؟ هل هي في حالة اكتئاب؟ لم تعد تخرج من البيت ولا تريد الخروج.

أرجو إفادتي يا دكتور.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فجر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لوالدتك العافية والشفاء.

أيتها الفاضلة الكريمة: هذه الأعراض التي أصابت والدتك تُشير إلى أن قواها المعرفية قد ضعفت وقد اضطربت، وهذا قد يكون ناتجًا من اكتئاب نفسي، لكن الاحتمال الأكبر هو أنها تعاني من خلل في الذاكرة، لا أريد أن أستعمل كلمة الخرف؛ لأنها قد تكون مُحزنة للبعض، لكنها تحتاج لتقييم بواسطة الطبيب المختص.

فاذهبوا بها – أيتها الفاضلة الكريمة – للطبيب النفسي ليقوم بتقييمها، والتقييم سوف يشمل بعض الفحوصات، خاصة عمل صورة مقطعية أو رنين مغناطيسي للدماغ، لتحديد إن كان هنالك أي نوع من الضمور في خلايا الدماغ، أو أنه قد حدثت لها جلطات صغيرة جدًّا؛ لأن مرضى السكري لديهم القابلية لحدوث هذه الجلطات الصغيرة، والتي قد تؤدي إلى ما يُعرف بالخرف الوعائي، وهو نوع من اضطراب الذاكرة، وتقلب الوجدان والمزاج وسرعة البكاء كما ذكرت وتفضلت.

فاذهبوا بوالدتكم – حفظها الله – إلى الطبيب، وإن اتضح أن الحالة اكتئابية فقط سوف تُعطى مضادات الاكتئاب وسوف تتحسن، وحتى إن اتضح أنه لديها خللا حقيقيا في الذاكرة فتُوجد الآن أدوية ممتازة جدًّا قد تساعد هؤلاء المرضى، خاصة إذا كان التدخل العلاجي مبكرًا.

من الأدوية التي تستعمل لتحسين الذاكرة: عقار يُعرف باسم (آرسبت)، وعقار آخر يعرف باسم (ريمانيل)، وعقار ثالث يعرف باسم (إبكسيا)، وهي معروفة جدًّا لدى الأطباء النفسيين.