تخطى إلى المحتوى

داوود: اللجوء لمجلس الأمن بات "مطلبا شرعيا"

داوود: اللجوء لمجلس الأمن بات "مطلبا شرعيا"

الوكيل – تزامن اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلية للمسجد الأقصى بصورة وحشية امس الثلاثاء مع زيارة وزير الاوقاف والمقدسات الاسلامية الاردني الدكتور هايل عبد الحفيظ داوود للأراضي المحتلة، الأمر الذي أدى برأي الأخير إلى وضوح رؤيته للانتهاكات على الأرض.الاقتحام كان على مراى ومسمع العالم وعلى شاشات التلفزة جميعها، كان برعاية السلطات الاسرائيلية، إذ اشتبكت الأخيرة مع ‘حماة المسجد’ والمصلين، حتى تحقق دخول العشرات من المستوطنين المتطرفين من جهة باب المغاربة.وزير الأوقاف أكد أن خيار ‘اللجوء لمجلس الأمن’ لوقف الانتهاكات الاسرائيلية على المقدسات المقدسية التي تقع تحت الوصاية الهاشمية، خيار ‘وارد منذ زمن’ ولكنه اليوم بات يراه ‘قريبا ومطلبا شرعيا’، وسيبحثه مع الفلسطينيين مع غيره من الخيارات التي قد تشدد الحماية على المقدسات الاسلامية.وفرضت قوات الاحتلال حصارا محكما على الأقصى في الوقت الذي اقتحم فيه أكثر من 40 متطرفا المسجد وقاموا بجولة في ساحاته بدءا من باب المغاربة مرورا بساحة المسجد القبلي وباب الاسباط وصولا الى باب القطانين وخروجا من باب السلسلة.وتاتي اجراءات الاحتلال الاسرائيلي لمنع اعتكاف الشباب في المسجد الليلة الماضية، وتزامنا مع دعوات أطلقتها جماعات الهيكل المزعوم لاقتحام واسع للمسجد المبارك، بمناسبة ما يسمونه ‘يوم الاستقلال’ لأداء طقوس وشعائر تلمودية في باحاته ورفع أعلام الكيان الاسرائيلي فيه؛ الأمر الذي عده داوود ‘ليس جديدا’، موضحا لـ’العرب اليوم’ أن سلطات الاحتلال لطالما كانت تلجأ لاستغلال مناسباتها الدينية لزيادة وتيرة العنف ورفع معدل الانتهاكات للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس والمدن الفلسطينية.وقال داوود الذي كان موجودا في مدينة نابلس لحظة اعداد التقرير، إنه ظل متابعا للتطورات عبر تواصله مع السلطات الفلسطينية ومتابعته لقنوات التلفزة الفلسطينية، مشيرا إلى أن موظفي الأوقاف الأردنية في المسجد الأقصى استبسلوا مع زملائهم المقدسيين في محاولات منع المستوطنين من الدخول إلى المسجد ‘إلا أن عدة وعتاد قوات جيش الاحتلال’ غلبت شجاعة ‘أبنائنا’، ونفى علمه بوجود إصابات من موظفي الأوقاف الأردنية، بين الاصابات في الاشتباكات.وجاء نفي الوزير لعلمه متزامنا أيضا مع تناقل وسائل الاعلام أنباء عن اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي، لاثنين من فلسطينيي 48 وحارس المسجد الأقصى حسام سدر، واصابتها العشرات خلال مواجهات اندلعت في محيط باب حطة بالقدس القديمة، وسط دعوات الى زحف اسلامي لحماية المسجد من التهويد.وكان شهود عيان قد نقلوا أن قوات الاحتلال أطلقت وابلا من قنابل الصوت والرصاص المعدني المغلف بالمطاط باتجاه المتجمهرين في محيط باب حطة نتيجة اغلاق بوابات المسجد الأقصى منذ مساء الاثنين، ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين بالمطاط استدعى نقل بعضهم إلى المشفى بينما تم علاج بعضهم ميدانيا.وجاء الاقتحام إلى جانب الحصار الذي بدأته سلطات الاحتلال قبل يوم من الحادثة من ضمن سلسلة انتهاكات لكل الأعراف الدولية والمواثيق والاتفاقيات الدولية، حسب داوود الذي ندد بما تقوم به دولة الاحتلال من ‘عدوان’، مستدركا ‘ان التنديد والاستنكار لا يكفيان.. علينا أن نقوم بخوات على الأرض’.على صعيد متصل، دعا وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني محمود الهباش الى زحف إسلامي عربي الى المسجد الأقصى المبارك لممارسة الحقوق الدينية ودعم صمود ونضال القدس في ظل المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الواقع الجغرافي والديمغرافي في المدينة المقدسة.واكد الهباش في بيان له امس الثلاثاء ضرورة إيقاظ الشعور الديني لدى المسلمين تجاه القدس، واعادة إحياء التواصل بين المسلمين والقدس، وتشجيع تكثيف الزيارات الدينية لها من قبل مسلمي العالم الإسلامي لها ولمساجدها التي تحاصر بشكل يومي من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وقال ان الحكومة الاسرائيلية تتحمل نتائج ما سيحدث نتيجة هذا التصعيد، معتبرا سياسة حكومة نتنياهو تقوم على إرضاء خواطر المستوطنين المتطرفين الذين اصبحوا يرسمون سياسة دولة الاحتلال، واثارة الصراع الديني في فلسطين ودول العالم، مؤكدا أن جميع مشروعات التهويد الإسرائيلية لن تثني الفلسطينيين عن مواصلة دفاعهم عن مقدساتهم، ولن يذعنوا لسياسة الأمر الواقع.وقال، مهما بلغت الهجمة الإسرائيلية الشرسة بحق القدس والاقصى الشريف وباقي المقدسات، فسنواصل الصمود حتى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مشيرا الى الفتوى التي صدرت بعد مؤتمر ‘الطريق الى القدس’ التي تؤكد صحة الموقف الفلسطيني الثابت لشد الرحال الى القدس لحماية المقدسات وسكانها من اعتداءات المستوطنين، بالإضافة الى ابقاء قضية القدس هي الأساس ليس فقط على صعيد الشعارات وانما على مستوى العمل على الأرض.وكان مئات المقدسيين من الجنسين وممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما، اضطروا في وقت سابق من فجر الثلاثاء لأداء صلاة الفجر في الشوارع والطرقات في البلدة القديمة بالقدس المحتلة بسبب إغلاق قوات الاحتلال الاسرائيلي للمسجد منذ مساء الاثنين. كما اضطر عشرات المواطنين لأداء صلاتي المغرب والعشاء مساء الاثنين في الشوارع القريبة من بوابات المسجد الاقصى بسبب الحصار العسكري المفروض عليه.ويوجد وزير الاوقاف والمقدسات الاسلامية الاردني في الاراضي المقدسة منذ أيام تلبية لدعوة من وزارة الاوقاف الفلسطينية للاطلاع على اوضاع المقدسات في الأراضي المحتلة.العرب اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.