تشير دراسة حديثة إلى أن %72 من مستخدمي الهواتف الذكية ينامون وهواتفهم بالقرب منهم وبمسافة لا تزيد على متر، مما يؤكد أن الهواتف وزملاءها في عالم التكنولوجيا قد سيطرت على حواس الكثيرين وغزتهم في عقر دورهم، وباتت أشبه بالضيف الثقيل في غرف نومهم.
يصف المتخصصون هذا التطور بأنه مرض لأن الضوء الأزرق الاصطناعي المنبعث من شاشة النقال أو الآيباد أو الكمبيوتر يُنَشِّط ويثير الخلايا العصبية داخل الدماغ ويمنعنا من الشعور بالنعاس.
ليت المسألة تقف عند هذا الحد، فالإبقاء على النقال أو الآيباد على السرير أو بالقرب منه يعطل إنتاج الجسم للميلاتونين، وهو الهرمون الذي يشجع على النوم.
وعلى الرغم من أن الضوء الأزرق يشكل نقطة محورية في هذه المسألة، فإن العديد من الفوائد التي يمكن جنيها من عدم السماح للنقال أو لأي من الأجهزة الإلكترونية من الوجود في غرف النوم. وفي ما يلي بعض هذه الفوائد:
قد تبدأ المسألة بجولة سريعة مع الفيسبوك ولا تنتهي قبل إرسال العديد من الرسائل الإلكترونية وتلقي المزيد منها، مع إجراء بعض الاتصالات الهاتفية قبل أن تكتشف أن الساعة قد تجاوزت منتصف الليل مما يعني تأخير موعد النوم.
تدابير مضادة
الدكتور مارك روزكايند المدير السابق لبرنامج «التدابير المضادة للتعب» في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» يقول: عندما يظل المرء مستيقظاً حتى ساعة متأخرة ويتكرر الأمر عدة أيام يقوم الجسم بإعادة برمجة ساعته الداخلية البيولوجية، وبالتالي تأخير موعد النوم.. فإذا أراد النوم قبل ذلك فلن تستجيب الساعة البيولوجية ويبقى يقظاً حتى لو انتصف الليل. وتكون النتيجة كسلاً وخمولاً في اليوم التالي.
إذا لم تكن مستعداً للنوم فلماذا لا تستمتع بالقراءة في كتاب مفيد إذ ان الضوء المنبعث من المصباح العادي لا تنبعث منه إشعاعات تشبه إشعاعات شاشة النقال أو الآيباد أو الكمبيوتر، فلا تتأثر الساعة البيولوجية ولا يضطرب موعد النوم.
وبالنسبة للمتزوجين فقضاء الوقت مع شريك العمر أفضل ألف مرة من إضاعته مع النقال في غرفة النوم، ففي دراسة حديثة تبين أن التكنولوجيا حين تغزو غرف النوم إنما تطرد السعادة الزوجية.
النقال والسرطان
على الرغم من عدم وجود دلائل علمية مؤكدة على العلاقة بين إشعاعات النقال ومرض السرطان، فإن المعهد الوطني لأبحاث السرطان في الولايات المتحدة يقول في تقرير رسمي إن النقال يبعث إشعاعات كهرومغناطيسية غير مؤينة تمتصها أنسجة الجسم القريبة.
يضيف أن هذه الإشعاعات سبب محتمل للسرطان، وتزداد المخاطر وتصبح أكثر وضوحاً حين يكون النقال قريباً من الجسم، لكنها تقل حين فصل النقال عن الإنترنت وتتلاشى نهائياً بعد إطفائه.
يقظة مفرطة
ثمة ملاحظة يتجاهلها الكثيرون، وهي أن وجود النقال بالقرب منهم يجعلهم في حالة يقظة مفرطة مع شعور دائم بالتوتر بانتظار مكالمة هنا ورسالة إلكترونية هناك، مما يمنعهم من الراحة والاسترخاء. وحين يعطي المرء نفسه إجازة من التكنولوجيا، على الأقل في غرفة النوم، يكون قد منح نفسه فرصة الاستمتاع باللحظة الحاضرة وتناسي كل المؤثرات الخارجية وما يدور في العالم من حوله، فيعيش في سلام ذاتي قبل أن يغط في النوم.
أحد الخبراء يقترح الامتناع نهائياً عن استخدام النقال في الساعة الأخيرة قبل النوم، مما يوفر للجسم وللدماغ بالذات فرصة الاسترخاء والابتعاد عن مشاكل النهار وبالتالي الاستغراق في النوم بدلاً من ترك التكنولوجيا تقرر موعد النوم.