سنلقي الضوء فى هذا الموضوع على بعض الأسباب المحتملة لتباطؤ الاقتصاد الصيني وأثرها على الاقتصاد العالمي .
حقق الاقتصاد الصيني نمواً كبيراً على مستوى العالم بمعدل نمو 10% خلال الثلاثين السنة الماضية
وفقا لصندوق النقد الدولي .
فبحلول نهاية العام 2024 كانت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة من حيث
الناتج المحلي وتعادل القوة الشرائية من خلال التصنيع والتصدير.
ويعتقد الكثير من الخبراء الاقتصاديين أن تباطؤ الاقتصاد الصيني يرجع إلى تغيّر معدل
أعمار السكان وارتفاع الأجور لتلبية المعايير العالمية ، حيث أنها استفادت في الماضي من نمو عدد
السكان الذين هم في سن العمل ، إلى جانب انخفاض الأجور الذي أدى لتعزيز قطاع الصناعة ،
والمشكلة أن هذه التغييرات حدثت على حساب قطاع الخدمات وقطاع التصنيع الذي لا يحتاج لعددٍ كبيرٍ من العمال .
فى نهاية المطاف ، يعتقد الكثير من الإقتصاديين أن البلاد يجب أن تنتقل من قطاع التصنيع إلى الخدمات
كمحرّك أساسي للناتج المحلي الإجمالي ، كما فعلت العديد من الدول المتقدمة كالولايات المتحدة وأوروبا .
حيث أن تحقيق نمو متوازن ومعتدل بأقل من 8% بإمكانه أن يرفع التوظيف والأجور والاستهلاك
الخاص بسرعة أكبر من نمو غير متوازن بنسبة أكبر من 8%
ماهي الآثار المترتبة على الاقتصاد العالمي ؟
تباطؤ الاقتصاد الصيني يمكن أن يؤثر على مناطق مختلفة من العالم بطرق مختلفة ، وذلك تبعاً لمدى تعاملهم
معها في البلدان التي تعتمد على صادرات السلع الأساسية مثل أستراليا ، البرازيل ، كندا ، وإندونيسيا ، سيكون
للتباطؤ أثر سلبي على الناتج المحلي الإجمالي .
من الناحية الأخرى ، فإن الانخفاض الحتمي لأسعار السلع الأساسية يمكن أن يكون مفيداً للبلدان الأخرى
التي تستهلك هذه السلع مثل : الولايات المتحدة الامريكية وفي كلتا الحالتين فإن التباطؤ يتطلب بعض
التعديل على جزء من الاقتصاد العالمي وفقاً لصندوق النقد الدولي فكانت الصين المساهم الأكبر في النمو
الاقتصادي العالمي بمتوسط 31% بين عامي 2024 و 2024
وهذا يمثل رقم أعلى بكثير من 8% التي كانت تساهم بها في الثمانينات ولكن يجادل بعض الخبراء
الاقتصاديين بأن الولايات المتحدة وأوروبا استطاعتا إيقاف التباطؤ
يمكن للمستثمرين الدوليين اتخاذ بعض التدابير بشأن الآثار المترتبة على تباطؤ الاقتصاد الصيني نذكر منها :-
– زيادة التنويع : يستطيع المستثمر التخفيف من آثار التباطؤ في كل دولة عن طريق إنشاء
محفظة متنوعة من كل الدول حول العالم بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا.
– التحوّط في صناديق الاستثمار المتداولة الصينية : يمكن للمستثمرين شراء خيارات البيع على المدى الطويل
في صناديق الاستثمار المتداولة الصينية أو أسهم صينية قصيرة الأجل من أجل التحوّط في المحفظة الاستثمارية ،
هذه الطريقة تستخدم من أجل التخفيف من الخسائر في الأوقات التي تعاني فيها الأسواق من اتجاه هبوطي ،
وتعويض الاستثمارات الصينية الطويلة في المحفظة
– تقليص التعرّض لصدمات أسعار السلع الأساسية : يمكن تلافي الآثار العميقة للتباطؤ من خلال تقليل
استهلاك السلع الاساسية ، ونتيجةً لذلك ، ستنخفض أسعارها حتماً على المدى البعيد .
نتمنى أن تكون وضحت الفكرة وكيف للاقتصاد العالمي أن يتاثر بتباطؤ اقتصاد الصين