استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
أنا عمري 18 سنةً، تعرفت على رفيقي منذ سنوات، هو أصغر مني بشهور، كان مثل أي رفيق، لكني منذ السنة الماضية لاحظت عليه تصرفات غريبةً، مثلًا: ينظر إلي ثم يشرد بنظره، وإذا نظرت إليه أنا أبتسم.
لم أهتم في البداية، ولكن تغيرت تصرفاته فيما بعد، صار يحب تقليدي، يعني أينما ذهبت ذهب، ومهما عملت عمل مثلي، حتى الملابس والتصرفات والحركات والكلام، وهذه السنة زادت تصرفاته غرابةً، ما زال يحاول القرب مني، في الطريق يلمس يدي بطريقة خفيفة، بعد ذلك أصبح بالكلام، يذكر كلمات لا تذكر لشاب، ولكنه يوهمني أنه يمزح، مثلًا مرةً في المدرسة في حصة اللغة قرأ الأستاذ بالنص كلمة: (مثير)، فهمس بصوت منخفض: (مثير مثلك).
أنا في البداية ما سمعت منه، وطلبت منه أن يعيد، وبإلحاح لكنه رفض! وأنا بعد ثوان من التفكير، تذكرت الكلمة، وازداد شكي فيه، وأحيانًا لا يحب أحدًا يتكلم معي أو يجلس بجانبي.
أنا للتأكد؛ كنا مرةً في الطريق، ورأيت بنتًا، وذكرت له أني أذهب للنظر إليها (وأنا فقط للتأكد وربي شاهد)، وهو رفض هذه الفكرة بشدة، وإلى الآن عندما نمزح مع باقي رفاقنا -ومزاح الشباب طرف- هو يعيد الكلمة التي سمعها من النكتة وينظر إلي ويبتسم -مثل الوضع بكلمة مثير- لكن الكلمات نابية أحياناً، ما رأيكم؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرًا لك على الحديث معنا عما تلاحظه على هذا الشاب.
نعم، مع الأسف يمكن لبعض الشباب أن يتعلق بشاب آخر، ويُغرم به، إلى درجة التعلق والحب!
ويبدو أنك ومنذ فترة تشك في الموضوع، وقد اختبرته في عدد من المواقف، فلا تحتاج للمزيد من الأدلة والبراهين، وإنه حان وقت مواجهته، والتخلص من هذا الأمر. وهناك طريقان ربما:
الأول: أن تواجهه، وبصراحة وتقول له أنك غير مرتاح أبدًا لسلوكه، وبأنك تعتقد بأنه قد تجاوز الحدّ الطبيعي الذي يكون عادة بين صديقين أو زميلين، وتطلب منه الابتعاد عنك، وإلا شكوته لإدارة المدرسة.
الطريق الثاني: أنك تتركه وتبتعد عنه، وتطلب منه فك هذه الصلة بينكما، وأن تفعل هذا من دون أي شرح أو تفسير.
وأنا أفضل الحل الثاني؛ لأن هناك خطورةً أن يستغل فتحك للموضوع؛ ليسهل على نفسه الحديث المباشر والصريح معك عن مشاعره وعواطفه تجاهك، وأنه يحبك ومتعلق بك، وبأنك أعزّ إنسان عليه في هذه الدنيا….، الأمر الذي قد تجد أنت صعوبةً في سماعه والتعامل معه.
المهم أن هذه العلاقة لا تبشر بالخير، والأفضل لك ولنفسك ولدينك… أن تبتعد عنه، وتحدد كثيرًا تواصلك معه.
وإذا فعلت أحد الأمرين، ووجدت أنه لم يستجب ولم يغيّر سلوكه معك، فعليك أن تقدر الموقف، وربما تتحدث مع الأخصائي النفسي أو الاجتماعي في المدرسة، وأن لا تترك الأمر دون اتخاذ موقف منه.
حفظك الله من كل سوء.
منقووووووووووول