أعاني من الوساوس وكثرة اللغو والغيبة والكسل، فكيف أتخلص من كل ذلك؟

أعاني من الوساوس وكثرة اللغو والغيبة والكسل، فكيف أتخلص من كل ذلك؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا امرأة متزوجة، ولدي أطفال -والحمد لله-، كثيرة اللغو والكلام والإلحاح في الكلام ليلاً ونهاراً، وأتكلم مع نفسي كأنني أكلم أحداً، وشاردة الذهن دائماً، وعندما أتحدث مع أحد أتحدث بعصبية، ودائمة الخمول والكسل في أشغال البيت، ولا أهتم بأطفالي وبيتي، وكثيرة الغيبة، والثرثرة مع الناس -أهلي وأقربائي-.

وفي بعض الأحيان تأتيني وساوس في عقلي، بحيث أتعبتني هذه الحالة، وأريد أن أكون امرأة مهتمة بزوجي وأطفالي وبيتي، وأتوجه لذكر الله والعبادات، لكن لا أقدر بسبب حالتي هذه التي تمنعني من الذكر إلا قليلاً.

حتى صلاتي أصليها مستعجلة وشاردة الذهن، وأتثاءب عند قراءة القرآن ويأتيني النعاس، علماً أنني من قبل كنت كثيرة الذكر لله، وأؤدي النوافل والطاعات لله بعكس الآن، ما هو العلاج لحالتي؟ بحيث يجعلني هادئة وأعصابي مسترخية، وأبتعد عن الكلام الفارغ، ويذهب عني الكسل والخمول وكثرة الثرثرة والغيبة والوسواس، وأتوجه لله بالذكر والعبادة والاهتمام ببيتي وأطفالي، وبارك الله فيكم، وزادكم إيماناً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر تواصلك مع إسلام ويب، وأشكر لك -أيتها الفاضلة الكريمة- ملاحظاتك الدقيقة حول ذاتك، لأن معظم الذين يثرثرون قد لا يكونون على وعي وبصيرة بعلتهم.

أنا أقول أن الذي يحدث لك هذا هو نوع من الطبائع أو السمات المرتبطة بشخصيتك، والذي يظهر لي أنك قلقة بطبعك وأصبحت الثرثرة، وكثرة الكلام متنفساً أساسياً بالنسبة لك، وقطعاً الإنسان حين يثرثر يصاب بنوع من الإجهاد، والإجهاد يؤدي إلى التكاسل بمعنى أن معظم طاقتك النفسية الإيجابية تفرغ في الثرثرة وكثرة الكلام والإلحاح في الكلام، وهذا قطعاً له تبعات سلبية تؤدي إلى تكاسلك من العبادة ومن عمل ما هو جيد، وينمو عندك الفكر الوسواسي كما تفضلت، فكرة من هنا وفكرة من هناك، إلحاح هنا وإلحاح هناك، هذا كله -أيتها الفاضلة الكريمة- ناتج من القلق النفسي.

الذي أراه أنك مدركة لعلتك، وأول ما أنصحك به هو حسن إدارة الوقت، حسن إدارة الوقت سوف تجعلك إنسانة منضبطة جداً لإدارة بيتك، الالتزام بعباداتك، تواصلك الاجتماعي، واحرصي دائماً على النوم الليلي المبكر، هذه الخطوة الأولى، الخطوة الثانية لغو الكلام قطعاً ليس أمراً محبباً، تذكر الضوابط الشرعية في هذا السياق حول اللغو حول الغيبة حول البهتان وأن يجعل الإنسان نبراساً له في حياته، أي هذا التذكر هذا في حد ذاته يحجم النفس ويكبحها ويجعل الإنسان يتجنب فعل هذه الأخطاء وارتكاب هذه الذنوب.

نقطة ثانية أنصحك بتمارين الاسترخاء، هذه التمارين ممتازة وفيها متنفس عظيم للنفس، فارجعي لاستشارة إسلام ويب والتي هي تحت الرقم(2136015) وسوف تجدين فيها -إن شاء الله تعالى- ما يفيدك تماماً.

أريدك -أيتها الفاضلة الكريمة- أن تنضمي لأحد مراكز تحفيظ القرآن، أو كوني مجموعة من النساء في حيك، ويمكن أن تكون هذه التلاوة في البيوت، تلاوة القرآن سوف تعلمك الإنصات ولو تكلمت سوف تتكلمين فيما هو مفيد، فاحرصي على ذلك -أيتها الفاضلة الكريمة-، مارسي أي تمارين رياضية تناسب المرأة المسلمة، هذا سوف يجدد طاقتك، وأنا نصحتك بالنوم المبكر، هذا يزيل عنك الكسل، وعليك بالدعاء -أيتها الفاضلة الكريمة-.

هنالك دواء بسيط جداً يعرف باسم فلونكسول -إن شاء الله تعالى- يزيل عنك القلق، يساعدك في الانضباط الكلامي، وأن تكوني مستمعة جيدة، جرعة الفلونكسول هي حبة في الصباح وحبة في المساء، قوة الحبة هي نصف مليجرام تناوليها لمدة شهرين ثم اجعليها حبة واحدة في الصباح لمدة شهرين أيضاً ثم توقفي عن تناول الدواء.

نقطة أخير أيتها الفاضلة الكريمة: أرجو أن تقومي بإجراء الفحوصات الطبية العامة، تأكدي من نسبة الدم لديك وكذلك وظائف الغدة الدرقية؛ لأن عجز الغدة الدرقية يضعف الهيموجلوبين كثيراً مما يؤدي إلى الإجهاد النفسي والجسدي والكسل، سوف أحول استشارتك هذه إلى أحد الإخوة المشايخ الأكارم ليحدثك عن الغيبة.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.
—————————————————————-
انتهت إجابة: د. محمد عبدالعليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-
تليهل إجابة: الشيخ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
—————————————————————-
مرحبًا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله بأسمائه وصفاته أن يعافينا وإياك من كل مكروه، ونشكر لك (أولاً) – أيتها الكريمة – إنصافك من نفسك، وانتقادك لنفسك لهذه الدرجة من الوضوح، وقد قدَّم لك أخونا الفاضل الدكتور محمد – جزاه الله خيرًا – جملة من النصائح المهمة الرائعة، نأمل -إن شاء الله تعالى- أن تأخذيها مأخذ الجِدَّ وتعملي بها.

ونحن نزيدك هنا من الجانب الشرعي أمورًا:
أولها: ما يعينك على التخلص من الكلام الذي يُسخط الله تعالى عليك كالغيبة ونحوها من الكلام، وسبيل ذلك وطريق التخلص منه أن تعرفي وتعلمي علم اليقين أن الإنسان مؤاخذ بكل كلام يقوله، كما قال الله تعالى: {ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد}.

وقد حذرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة من حركة اللسان وإلقاء الكلام على عواهنه من غير حساب، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظنُّ أن تبلغ ما بلغتْ فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظُنُّ أن تبلغ ما بلغتْ فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم القيامة)[رواه ابن حبان في صحيحه].

كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبر بأن الناس إنما يُسحبون على وجوههم ويلقون في النار يوم القيامة بسبب ألسنتهم، فقال -عليه الصلاة والسلام-: (وهل يَكبُّ الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم).

فهذه الأحاديث ونحوها تبيِّن لنا عاقبة الكلام، وإن كان يستصغره الإنسان ويظن أنه سهلاً يسيرًا، لكن عواقبه وخيمة، وكما قال الله عز وجل: {وتحسبونه هيِّنًا وهو عند الله عظيم}، فتذكرك لهذا المعنى سيحجزك ويمنعك من كثير من الكلام الذي تقولينه.

الأمر الثاني: الصحبة والرُّفقة، فإن الإنسان يتأثر بمن يُجالسونه، وكما يقول الحكماء: (الصاحب ساحب)، فاحرصي على صحبة الخيِّرات من النساء.

الأمر الثالث: تجنب الفراغ، فحاولي أن تشغلي نفسك بما يعود عليك بالنفع في أمر دينك أو أمر دنياك، لا تدعي نفسك فارغة بلا عمل، والأعمال كثيرة.

لا شك ولا ريب – أيتهَا الأخت الكريمة – أنك تحتاجين إلى قدر كبير من الصبر على مجاهدة النفس لإحداث هذا التغير في أخلاقك وسلوكك، ولكن الله تعالى سيتولى عونك، فإذا علم منك الصدق والرغبة في التغيُّر والتحويل، فإنه سيمدُّك بالعون، كما قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين}.

نوصيك – أيتهَا الفاضلة – بأن تُكثري من الأذكار، لا سيما الأذكار الموظفة في الصباح والمساء وعند النوم والاستيقاظ ودخول الخلاء والخروج منه، كما نوصيك باستعمال الرقية الشرعية، فإن الرقية تنفع مما نزل ومما لم ينزل، فأكثري من قراءة الفاتحة وآية الكرسي، وخواتيم البقرة، الآيتين الأخيرتين منها، والمعوذات، وقل هو الله أحد، أكثري من قراءة ذلك في كفيك، وامسحي بها جسدك، واقرئيه في ماء واشربي الماء، فإن ذلك ينفعك -بإذنِ الله تعالى-، وتحصنين به نفسك من المكروه.

نسأل الله أن يتولى عونك.

منقووووووووووول

كفارة الغيبة

يا ترى كم مرة تكلمنا على بعض الناس من وراهم ؟ كثير صح ؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما عُرج بي مررت بقومٍ لهم أظفار من
نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم.
فقلت: من هؤلاء ياجبريل ؟
فقال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في اعراضهم.

يا مصيبتنا !!

س: طيب وش الحل ؟؟

ج: كفارة الغيبة

بأن تعتذر للشخص وتطلب منه مسامحتك , وتندم على اللي عملته
بس بعضنا بيقول انها صعبة شوي يعني بنخجل!!

طيب

فيه حل!!
^

^

^
الحل إننا كلنا نسامح بعضنا
على كل غيبة أو خطأ صار بيننا سواء عرفناه
أو ما عرفناه

س:وش بتستفيد ؟؟

ج: صدقة تؤجر عليها , وسبب لمغفرة ذنوبك

قال تعالى : ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أُعدت
للمتقين , الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن
الناس والله يحب المحسنين ).

س: طيب كيف ؟

ج: قول معاي

‘ اللهم إني تصدقت بعِرضي على الناس وعفوت عمن ظلمني
فمن شتمني أو ظلمني فهو في حِل ‘.

‘ اللهم إني سامحت كل من أغتابني أو ذكرني بسوء في غيبتي
وأسألك في ذلك الأجر والمغفرة وبلوغ مراتب المحسنين ‘

جزيت خيراً اختنا همسة

على المعلومات المهمة التي اوردتها ضمن موضوعك

واسال الله لك الاجر بكل حرف من موضوعك المفيد

خالص التحااااايا

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية
الشكر لله

اسعدني تواجدكم

ودي وتقديري

الغيبة.

الغيبة.

بسم الله الرحمن الرحيم

الغيبة

صارت فاكهة كثير من المجالس غيبة المسلمين و الولوغ فى اعراضهم, و هو امر قد نهى الله عنه و نفر عباده منه و مثله بصورة كريهة تتقزز منها النفوس فقال عز و جل : ( و لا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) الحجرات : 12

و قد بين معناها النبى صلى الله عليه و سلم بقوله : ( أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله و رسوله اعلم. قال : ذكرك اخيك بما يكره, قيل : أفرأيت ان كان فى أخى ما أقول ؟ قال : ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته و ان لم يكن فيه فقد بهته )

رواه مسلم

فالغيبة ذكرك للمسلم بما فيه مما يكره, سواء كان فى بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو أخلاقه أو خلقته, و لها صور متعددة, منها أن يذكر عيوبه أو يحاكى تصرفا له على سبيل التهكم.

و الناس يتساهلون فى أمر الغيبة مع شناعتها و قبحها عند الله عز و جل, و يدل على ذلك قوله صلى الله عليه و سلم : ( الربا اثنان و سبعون بابا ……, و ان أربى الربا استطالة الرجل فى عرض أخيه ) السلسلة الصحيحة

و يجب على من كان حاضرا فى المجلس أن ينهى عن المنكر و يدافع عن أخيه المغتاب, و قد رغب فى ذلك النبى صلى الله عليه و سلم بقوله : ( من رد عن عرض اخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة ) رواه أحمد

النميمة

لا يزال نقل كلام الناس بعضهم الى بعض للافساد بينهم من أعظم أسباب قطع الروابط و ايقاد نيران الحقد و العداوة بين الناس, و قد ذم الله تعالى صاحب هذا الفعل فقال عز و جل :

( و لا تطع كل حلاف مهين (10) هماز مشاء بنميم ) القلم 10-11

و عن حذيفة مرفوعا : ( لا يدخل الجنة قتات ) رواه البخارى

و القتات الذى يتسمع على القوم و هم لا يعلمون ثم ينقله

و عن ابن عباس قال مر النبى صلى الله عليه و سلم بحائط ( بستان ) من حيطان المدينة فسمع صوت انسانين يعذبان فى قبورهما فقال النبى صلى الله عليه و سلم : ( يعذبان, و ما يعذبان فى كبير, ثم قال : بلى ( و فى رواية اخرى : و انه لكبير ) كان أحدهما لا يستتر من بوله, و كان الاخر يمشى بالنميمة …) رواه البخارى

و من الصور السيئه لهذا العمل تخبيب الزوج على زوجته و العكس, و هو السعى فى افساد العلاقة بينهما, و كذلك قيام بعض الموظفين فى نقل كلام الآخرين للمدير أو المسئول فى نوع من الوشاية للايقاع و الحاق الضرر, و هذا كله من المحرمات.

منقوووول

.

أحكام الغيبة وشهادة الزور في رمضان

أحكام الغيبة وشهادة الزور في رمضان

قال الشيخ محمد عبدالمنصف كبير الأئمة في أوقاف سوهاج، إن من مشروعية الصيام، ترك الشتم والغيبة وشهادة الزور وغيرها من الأعمال المحرمة مثل الغش في البيع والشراء.وأضاف أن جمهور أهل العلم أكدوا على إنها تُحرم ويزداد تحريمها حال الصوم، لكنها لا تبطله، وربما يكون إثمها

من أحكام الصيام حكم الغيبة والنميمة

من أحكام الصيام.. حكم الغيبة والنميمة

كثيراً ما يقع الصائم في أمور الغيبة والنميمة أثناء الحديث سواءً في عمله أو في الشارع أو في المواصلات ولو بدون قصد.في هذا الشأن، يقول لشبكة الإعلام العربية "محيط"، الشيخ محمد عبد المنصف كبير الأئمة في سوهاج، إن الغيبة والنميمة لا تفطران الصائم، لكنهما تنقصان

جذور الغيبة من اين تنبع ؟!

جذور الغيبة من اين تنبع ؟!


خليجية

(( جذور الغيبة من اين تنبع؟! ))

إن للغيبة بواعث مختلفة، ونحن
نشير هنا إلى بعض هذه البواعث

خليجية
1ـ الغَضَبُ:

إن أحد أسباب الغيبة هو الغَضَبُ فالإنسان عندما يغضب يفقد إتزانه،
وهيمنته على نفسه، فيكيل لمن يغضبُ عليه ما شاء من التهم وينسب
إليه كل ما يجري على لسانه، ويستغل نقاط ضعفه فيُثيرها ليفضحه بها ويطفئ نار غضبه لذا فإننا نجد في الروايات المتعددة أن المؤمن لا يغضب،
وإذا ما اُغضب كظم غيظه، وأغضى عمن أغضبَهُ لئلا يتسح بإثم الغيبة
وأمثالها من الذنوب كأن يتهم صاحبه بما ليس فيه.
والقرآن الكريم يمدح المؤمنين مشيراً إلى هذه الخصلة
فيهم حيث يقول: (وإذا ما غضبوا هم يغفرون)
خليجية

2ـ الحقد:

وإن من بواعث الغيبة وأسبابها الحقد، فعندما يحقد شخص ما على
شخص آخر، ويريد أن يصب على نار حقده ماءً بارداً يلتجئ إلى الغيبة
لعله يُبرد لهبه بها، لذا فإن الشارع المقدس أمر المؤمنين أن يتجنبوا
أسباب الحقد ليقوا أنفسهم من آثاره، لأن الأحقاد القديمة والمتراكمة
تكون مدعاةً لكثرة الذنوب وزيادتها، لذا فإن على المؤمنين أن يُعنوا
بالإصلاح ما بين الأخوين ويحلوا النزاع، ويدفعوا الخصومة، فقد أكد
الإسلام على إصلاح ذات البين لما في ذلك من الفضل الكبير عند
الله وغسل الأحقاد عن الصدور!

خليجية
3ـ الحسد:

ومن بواعث الغيبة الحسد أيضاً، وينبغي للمؤمن أن يتعوذ بالله من شر
الحسد (ومن شر حاسد إذا حسد(
إن الحسود بما أنه يريد أن يشوه سمعة محسوده، لعل يطفئ نار
حسده في صدره، يتخذ الغيبة وسيلةً لذلك، ويرشق المحسود بكلمات
لا تليق به، ليهد أنفسه مما بها من سورة الحسد.

خليجية
4ـ الاستهزاء:

يتفق أن يكون ما يدفع الإنسان إلى الغيبة ((الاستهزاء))، فالاستهزاء
قد يقع في حضور الشخص المستهزأ به وقد يقع في غيابه، كأن يقلد صوته
ساخراً منه، ومما يؤسف عليه أن هذا الأمر المَقيت قد نشاهده في
بعض المؤمنين، البسطاء عند اجتماعهم في مكان ما فيسخر بعضهم من
بعض والسخرية سبيل الجهّال.
ألا ترى أن نبي الله موسى ب عمران حين أمر قومه أن يذبحوا بقرة
عدوا ذلك منه سخريةً وهزواً، فقال: (أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين).
فنستنتج من سياق هذه القصة الواردة في القرآن الكريم أن الاستهزاء من
عمل الجهّال! فينبغي للإنسان العاقل أن لا يتورط في هذا العمل الذي
يكشف عن جهل صاحبه! ويحمله تبعة الذنب الكبير ((الغيبة((

خليجية
5ـ المزاح:

وقد يتفق لبعض أن ينال من الآخرين بذكر عيوبهم قاصداً المزاح
ليضحك من عنده من الحضور فيرتكب بذلك
هذا الذنب الكبير وهو ((الغيبة((

خليجية
6ـ الفخر والمباهاة:

قد يُضفي بعض الناس على نفسه صفات ليعد نفسه أفضل من غيره
فينتقص شخصاً ما، كأن يقول: إن فلاناً لا يعرف شيئاً، ويريد أن يُثبت
للآخرين بكلامه هذا أنه يفهم ويعرف كل شيء. وأنه الأفضل
، فيرتكب بهذا الأسلوب ذنب ((الغيبة)) الكبير!
7ـ الدفاع عن النفس:
قد يُتهم رجل ما، بفعل قبيح، أو ينسب إليه عمل سيئ، فبوسعه أن
يدافع عن نفسه دون أن يذكر اسم أي شخص يرتكب ذلك الفعل
القبيح أو العمل السيئ لكنه يقول: إن فلاناً
يتصف بهذا الأمر لا المتصف به أنا.
فمثلاً يقال له: ينسب إليك أنك تكذب فبوسعه أن يقول: لستُ كاذباً،
ويدافع عن نفسه لكنه يقول: إن فلاناً هو الكذاب، أنه يكذب دائماً،
أو يقول ـ وهو يريد أن يعتذر عن نفسه ـ : لستُ وحدي المتصف بهذا
الفعل، بل يوجد شخص آخر كان معي في هذا العمل أيضاً وهو فلان!
وعن هذا الطريق يرتكب ذنب ((الغيبة)) الكبير.

خليجية
8ـ موافقة الأصدقاء:

وفي بعض الحالات يستغيب الإنسان أخاه المؤمن إرضاءً لنفوس أصدقائه،
كأن يدخل حفلةً ما، فيرى أصدقاءه يغتابون فلاناً فمن أجل أن يقول
لأصدقائه: إنني معكم في هذه القضية، يبدأ بذكر عيوبه ويثير نقاط ضعفه
التي يعرفها ويجهلها أصدقاؤه ويرتكب بذلك ذنب ((الغيبة)) أيضاً.

خليجية
9ـ الإشفاق والترحم:

وقد يدخل الإنسان من باب الإشفاق أو الترحم متجهم الوجه قائلاً:
مسكين … فلان … أُبتليَ بمعضلة فضحته وذهبت بماء وجهه!!
وعلى الرغم من أن مثل هذا القائل قد يكون صادقاً في حزنه ومشاعره،
إلا أنه لما كشف بقوله هذا عيباً خفياً فقد ارتكب ((الغيبة))، مع أنه كان
بوسعه وإمكانه أن يتحرق قلبه دون ذكر اسم ذلك الرجل،فينال بذلك
الثواب الكريم والأجر العظيم لكن الشيطان وسوس إليه
فجعله غافلاً، وضيع أجره وثوابه!

خليجية
10ـ التعجب:

وقد يرى فعلاً صادراً عن شخص أو يسمع ذلك عنه فيقول في ملأ من
الناس: أنني تعجبتُ من صدور هذا الفعل القبيح عن فلان!
فلماذا فعل ذلك وبهذا يغتابه!
وربما كانت جذور الغيبة تعود إلى عدم الوعي أو غفلة
الشعور فيلوث الإنسان نفسه بالذنب!

الغيبة تخرق الصوم والاستغفار يرقعه

الغيبة تخرق الصوم والاستغفار يرقعه
خليجية خليجية

ذهب معظم المحققين إلى أن قيام الليل فريضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول الله تعالى له: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ{1} قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً{2}المزمل
ونافلة لأمته، لكن هناك نص آخر في سورة الإسراء يقول فيه الله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً}الإسراء79

هل هناك تعارض بين النصين؟ لا يوجد تعارض، لأن النوافل كما بيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال الأمة يوم لقاء الله يوم القيامة تُستكمل بها الفرائض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عَمَلِهِ صَلاتُهُ فَإِنْ صَلُحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنِ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ الرَّبُّ عز وجل: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ}{1}

إذاً نوافلنا تعتبر فرائض لأننا سنُكمل بها الفرائض، على سبيل المثال: حدث خرق في الثوب الذي تلبسه، فجئت له برقعة منه جعلتها فيه، هذه الرقعة أصبحت جزء من الثوب، فكذلك النوافل إذا استُكملت بها الفرائض أصبحت منها.

متى تكون نافلة؟ إذا استوفيت الفرائض، ومن منا يستطيع أن يستوفي الفرائض بدون النوافل؟! لا يوجد إلا رجل واحد وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال له الله: {نَافِلَةً لَّكَ}، لأنك الوحيد الذي استكملت الفرائض، لكن غيرك يستكمل بالنوافل الفرائض: {إِنَّ الرَّجُلَ لَيُصَلِّي، ثُمَّ يَنْصَرِفُ مَا كُتِبَ لَهُ إِلا نِصْفُهَا، ثُلُثُهَا، رُبُعُهَا، خُمُسَهَا، سُدُسُهَا، ثُمُنُهَا، تُسْعُهَا، عُشْرِهَا}{2}
والباقي من أين يأتون به؟ من النوافل: {انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلَ بِهَا مَا انْتَقَصَ مِنَ الْفَرِيضَةِ، ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى ذَلِكَ}{3}

وعلى هذا يكون تخصيصه صلى الله عليه وسلم لكون التهجد نافلة له باعتبار أن تطوعاته صلى الله عليه وسلم هي خالصة له في رفعة درجاته وكثرة حسناته وعلو مقامه لكونه لا ذنب عليه، فالتهجد في حقه هو نافلة له خالصة بخلاف الأمة فإن لهم ذنوباً وهي تحتاج إلى كفارات، ولهم تقصيرات وهي تحتاج إلى مكملات، فتطوعاتهم الزائدة على فرائضهم يحتاجونها لتكفير ذنوبهم أو لتكميل ما انتقصوا من فرائضهم.

فصاحب مقام النفل الأكمل والفضل الأول هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أعطاه الله تعالى أعلى رتبة في النافلة ورتَّب على ذلك المقام المحمود الذي تحمده عليه الخلائق كلهم الأولون والآخرون وهو مقام الشفاعة العامة العظمى، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: {إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ جُثًا كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا، يَقُولُونَ: يَا فُلانُ، اشْفَعْ يَا فُلانُ، اشْفَعْ حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عله وسلم فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللَّهُ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ}{4}

وهذا كذلك في الصيام، ولذلك يقول الإمام أبو طالب المكي في كتابه قوت القلوب لطالبي طريق المحبوب: "إن من الناس من يتم له صيام شهر رمضان واحد في عمره كله" لمَ؟ لأن هذا خرقه بالكذب، وهذا بالنميمة، وهذا خرقه بالغيبة، قال صلى الله عليه وسلم: {الْغِيبَةُ تَخْرِقُ الصَّوْمَ وَالاسْتِغْفَارُ يُرَقِّعُهُ}{5}

هذا امتنع عن الطعام والشراب، لكنه أكل لحم أخيه: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً} الحجرات12
وقال سيدنا عمر رضي الله عنه على المنبر: " إن الرجل ليشيب عارضاه في الإسلام وما أكمل لله صلاة، قيل: وكيف ذلك؟ قال: لا يتم خشوعها وتواضعها وإقباله على الله فيها "{6}
إذاً رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الليل له نافلة، لكننا نحن نُكمل بها الفرائض.

كان صلى الله عليه وسلم يقوم الليل، وقيام الليل يمتد من بعد صلاة العشاء إلى مطلع الفجر، ولذلك نحن جميعاً نقيم الليل في رمضان بعد صلاة العشاء، وهذا حتى يختار كل مؤمن الوقت الذي يناسب قواه، ويناسب تمام يقظته وحضوره مع حضرة الله، ولا يعتقد أنه باختياره هذا الوقت هو الأفضل من سواه، فإنه لا أفضلية إلا بالتقوى، والتقوى لا يعلمها إلا الله، هو وحده المطلع على القلوب عز وجل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}الحجرات13

فكان صلى الله عليه وسلم في غير رمضان ينام بعد العشاء مباشرة فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم: {أنه كان إِذَا صَلَّى الْعِشَاءَ، رَكَعَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، وَأَوْتَرَ بِسَجْدَةٍ، ثُمَّ نَامَ حَتَّى يُصَلِّيَ بَعْدَ صَلاتِهِ بِاللَّيْلِ}{7}

لا يتحدث مع أحد بعد صلاة العشاء إلا لضرورة، كمسألة في الدين أو أمر ضرورة يحتاجه الخلق منه. ثم ينام، وكان يُصلي صلاة الليل مع منتصف الليل، كصلاة التهجد التي نصليها في العشر الأواخر من رمضان، ومنتصف الليل ليس الساعة الثانية عشرة، ولكن الليل يبدأ من أذان المغرب حتى أذان الصبح ثم نقسم عدد الساعات على إثنين.

ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة محددة بل كان ينوع. فقد ورد أنه صلى ثمانية، وورد أنه صلى عشرة، وورد أنه صلى إثنتا عشرة، وورد أنه صلى إثنين، وورد أنه صلى أربعة … لماذا؟ رفقاً بأمته حتى يأخذ كل إنسان ما تيسر له وما يستطيعه: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} التغابن16
والمهم القبول.

فكان صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من الليل يتوضأ ثم ينظر إلى السماء ويقرأ أواخر سورة آل عمران: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ} آل عمران190
إلى آخر هذه الآيات قبل بداية الصلاة.

ثم يدعو دعاء الاستفتاح، وهناك أدعية كثيرة واردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل: {اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمَنْ فِيهِنَّ وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَقَوْلُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ وَبِكَ خَاصَمْتُ وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَوْ لا إِلَهَ غَيْرُكَ}{8}
أدعية كثيرة، المهم أن تأخذ واحداً منها.

وبعد الدعاء كان صلى الله عليه وسلم يستفتح بركعتين خفيفتين، وانظر إلى الحَبيب صلى الله عليه وسلم في الرياضة الإلهية يعلمنا قواعد الرياضة البدنية، فيبدأ بركعتين خفيفتين، ولا يبدأ بالشدة أولاً، وهذا كان هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدوام، فهو الحكيم الأعظم لله عز وجل.

واستحسن كثير من الصالحين: أن يقرأ الإنسان في الركعة الأولى بآية الكرسي بعد الفاتحة، وفي الركعة الثانية بآخر آيتين من سورة البقرة لقوله صلى الله عليه وسلم: {الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ}{9}
قيل: كفتاه عن قيام هذه الليلة؛ فكأنه قامها. وقيل: كفتاه كل شر وكل هم وكل أمر يخشاه في هذه الليلة. المهم أنها تكفيه، ولذلك كانوا يستحسنون ذلك.

{1} سنن الترمذي والنسائي عن أبي هريرة {2} مسند أبي يعلي الموصلي والنسائي عن عمار بن ياسر {3} سنن الترمذي والنسائي عن أبي هريرة {4} صحيح البخاري {5} البيهقى فى الشعب عن أبى هريرة، وتمامه { فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَجِيءَ بِصَوْمٍ مُرَقَّعٍ فَلْيَفْعَلْ } {6} الإحياء وتعريف الأحياء بفضائل الإحياء وربيع الأبرار ونصوص الأخبار {7} مسند أحمد والطبراني عن عبد الله بن الزبير {8} الصحيحين البخاري ومسلم عن ابن عباس {9} الصحيحين البخاري ومسلم عن أبي مسعود الأنصاري

خليجية خليجية