أعاني من الوساوس القهرية فما العلاج المناسب لها؟

أعاني من الوساوس القهرية فما العلاج المناسب لها؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ10 أعوام وتحديدًا عام 2024 حدثت لي أشياء غريبة كنت أجهلها، وهي أني كنت أمشي للأمام ثم أرجع للخلف؛ ظنًا مني أني قد مشيت على ورقة بها قرآن أو على خبز أو أرز، وأنا متأكد أنه لا يوجد شيء على الأرض، ثم تطور الأمر إلى أني كنت أشعل المصباح ثم أطفئه، وأصعد على السرير ثم أنزل، وأفتح الباب وأغلقه، وأتأكد من أشياء كثيرة جداً.

كنت إذا صليت أو قرأت قرآنًا أكرر الكلمات، وكنت أخلع ملابسي وألبسها عدة مرات وإذا رأيت منظرًا مثيرًا في التلفاز تأتي على خيالي ناس أقاربي أو جيراني، ثم من توتري كنت لا أستثير، وذهبت في ذلك العام أكشف عند طبيب نفساني؛ فأعطاني أدوية وتناولت أول جرعة ثم نمت، ورميت العلاج ولم أكمله؛ لأني لا أحب الأدوية التي تحدث آثارًا جانبية، ومع ذلك كنت متعايشًا مع هذه الحالة وارتحت عندما عرفت أنها وسواس، وقرأت عنه كثيرًا جدًا حتى أصبحت تقريبًا مثقفًا في هذا الموضوع.

مرت 10 أعوام وفي هذا العام 2024 في رمضان بدأت أحلم بأناس أموات وكنت أخاف جدًا ثم حلمت بأشياء أخرى، فحدثت فخفت أكثر، وقل معدل نومي، وأصبت بأرق وشرود ذهن مستمر بسبب التفكير في هذه الأحلام، وهل تحدث أم لا؟ وأصبحت قلقًا وعندي ملل وخوف من المستقبل، وعدم سعادة وراحة، وعندما أفكر بأشياء مفرحة أو أشغل بالي بشيء آخر تذهب هذه الحالة وأرتاح، وسرعان ما تعود.

أصبح جسدي شغلي الشاغل، أراقب نفسي ودقات قلبي ومنظر يدي وقدمي، وأقيس وزني، كل هذه الأشياء باستمرار، وإذا ركبت سيارة ومشت بسرعة أنظر للطريق وقلبي ينبض بسرعة، وأخاف من أن تحدث حادثة، وغيرها من الأشياء.

كشفت مرة ثانية منذ 3 أشهر بعد رمضان الفائت، ثم قالت لي الدكتورة: إني أعاني من حالة وسواس قهري شديدة، ويجب أن أتعالج من خمس سنوات فاتت، فكتبت لي أدوية أنابرامين، واريببرازول، وكوجنتول، وسيرباس، وكالميبام، ثم اشتريتهم عدا كالميبام؛ لأني قرأت أشياء كثيرة عن أعراضه؛ فقلقت جدًا وقررت ألا أشتريه، وعندما تناولت انابرامين 75 مج نصف حبة، واريببرازول 10 مج حبة، وكوجنتول 2 مج نصف حبة؛ جسمي تصبب عرقًا والنعاس غلبني ولكن ضغطت على نفسي، ولم أنم وخفت، وكنت على وشك القيء، ثم قررت أن لا أتناول هذا الدواء.

المهم ما تشخيص حالتي وما العلاج المناسب لها؟ وهل يمكن أن أتناول سبرالكس؟ وإذا كان ممكناً فما مميزاته واستخداماته؟ وما آثاره الجانبية؟ وما الجرعة التدريجية الممتازة التي أتناولها بحيث -بإذن الله- تعالج الحالة ولا يحدث انتكاسة؟ وما التحاليل التي أجريها أولاً حتى أتأكد أنه لا يوجد شيء عضوي يسبب هذه الأعراض؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يجب أن نتفق أنك بالفعل تعاني من وساوس قهرية. وساوسك وساوس أفكار تعقبه أفعال، وهي وساوس متشعبة ومطبقة بعض الشيء لكن يمكن علاجها. نحن دائمًا نقول أن التدخل المبكر –أي تدخل العلاج الذي يكون في بدايات المرض– دائمًا يؤدي إلى نتائج رائعة، لكن حتى بالنسبة للذين يتأخرون في التقدم لطلب العلاج والمساعدة يمكن مساعدتهم بشرط الالتزام بالآليات العلاجية.

أيها الفاضل الكريم: الوسواس يحقَّر، والوسواس لا يُناقش، بل يتم الاستخفاف به، وألا تتبعه أبدًا، وأن تبني على اليقين مهما كان الفكر مستحوذًا عليك ومُلحًّا عليك.

الوسواس -أيضًا- تصبح أكثر هشاشة إذا قلل الإنسان من قلقه، وذلك من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء، فيا أخي الكريم: إسلام ويب أعدت استشارة حول هذه التمارين، أرجو أن تطلع على هذه الاستشارة وتطبق هذه التمارين كما أوردناها، ورقم الاستشارة هي (2136015).

بالنسبة للعلاجات الأخرى هي علاجات تأهيلية: العمل مهم وضروري، وأنت ذكرت أنك لا تعمل، فيا أيها الفاضل الكريم: يجب أن تعمل؛ لأن العمل يجعل شخصيتك أكثر ترابطًا وانفتاحًا وتتطور مهاراتك، فلا تعطي مجالاً أبدًا للفراغ من خلال العمل، فالعمل إضافة إيجابية حقيقية مطلوبة في حالتك حتى لعلاج وساوسك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: الأدوية التي صُرفت لك هي أدوية ممتازة، لكن يظهر أن الجرعات كانت كبيرة بعض الشيء، وإن كانت سليمة، لكن البدايات دائمًا تكون صعبة لبعض الناس، أي تحمل الدواء.

الدواء ضروري جدًّا، لأن الدواء حقيقة يؤدي إلى تعديل وتنظيم كيمياء الدماغ التي كثيرًا ما تكون مضطربة في أثناء الوساوس القهرية.

أنا أريدك أن تستعمل دواء واحداً، وهو الفلوكستين، والذي يسمى (بروزاك) وفي مصر يوجد منتج يسمى (فلوزاك) ممتاز، وسعره معقول جدًّا، ابدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة عشرون مليجرامًا، تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة أسبوع، بعد ذلك اجعلها كبسولتين في اليوم، يمكنك أن تتناولها كجرعة واحدة. هذه الجرعة بسيطة جدًّا، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها ثلاث كبسولات في اليوم –أي ستين مليجرامًا– تناول كبسولة في الصباح وكبسولتين ليلاً، استمر على هذه الجرعة بالتزام وبانضباط لمدة أربعة أشهر، ثم اجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم كبسولة واحدة كل يوم لمدة ستة أشهر أخرى، ثم اجعلها كبسولة يومًا بعد يومٍ لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء (فلوزاك) من الأدوية الممتازة، وغير إدماني، ويعرف عنه أنه بالفعل يقهر الوساوس القهرية، وفي ذات الوقت يُمهّد للإنسان ليكون أكثر ارتياحًا وأقل قلقًا، مما يُتيح لك التطبيق الجيد والملتزم للعلاجات السلوكية والتي هي الداعم الحقيقي للعلاج الدوائي في نفس الوقت.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

منقووووووووووول

كيف أتخلص من الوساوس القهرية ولاسيما في أمور العقيدة؟

كيف أتخلص من الوساوس القهرية ولاسيما في أمور العقيدة؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم

مشكلتي باختصار هي أني كثير التفكير، فدائما ما أغرق في التفكير في الأمور السلبية التي حدت لي -حتى تلك التي حدثت قبل سنوات رغم أنها جد تافهة، مثلا قبل 3 سنوات عندما كنت أدرس في الثانوية سألتني إحدى زميلاتي عن معنى مصطلح ما، فكانت إجابتي خاطئة، أحينا أتذكرها, وأعاتب نفسي لما لم أكن أعرف معناه- خصوصا عندما أكون وحيدا.

أعتقد أن سبب المشكلة هو أني كنت شخصا انطوائيا وخجولا في صغري، وأتمنى أن أجد حلا لهذه المشكلة، فأنا لم أجرب طعم الخشوع في الصلاة من قبل، حيث إني أحيانا أنجر في التفكير في بعض الأمور المتعلقة بالدين بطريقة سلبية تصل إلى درجة التساؤل: هل حقا أن الله موجود؟ وماذا يستفيد الله من صلاتنا؟..الخ

ورغم أني أبحث عن إجابات لهذه الأسئلة, لكنها لا تقنعني (لا أظن أن المشكلة في الإجابات بل في تفكيري).
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية, ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نقول لك التفكير في الماضي, وما حدث فيه من أحداث, سواء كانت إيجابية أو سلبية؛ فهي قد مضت وولت, والآن ينبغي التفكير في الحاضر والعيش والاستمتاع بما فيه, أما الماضي فنستفيد منه فقط في كيفية تجنب التجارب الفاشلة, وكيفية تدارك الأخطاء السابقة.

أما موضوع حديث النفس إلى النفس, فهو وسيلة بديلة للتواصل مع الذات, يستخدمه بعض الناس في حالة تعسر تواصلهم مع الغير لسبب ما.

وعن طريقه يمكن للإنسان أن يقوم بتحليل موقف ما حدث خلال اليوم, أو يخطط لحل مشكلة ما قد تواجهه في المستقبل, فإذا توصل إلى التحليل المناسب للموقف, أو الحل المناسب للمشكلة, وفقاً لمعطيات الواقع, وقام بالتطبيق الفعلي؛ لذلك نقول إنه استخدم عقله بطريقة صحيحة.

فالعقل نعمة من نعم الله علينا, نستفيد منه كثيراً إذا وجّهناه التوجيه الصحيح في حل مشاكلنا, والتخطيط لتحقيق أهدافنا في هذه الحياة.

هناك بعض الاكتشافات والاختراعات العلمية, تكون نتيجة لاستخدام خيالنا وتصوراتنا المسبقة للأمور, أما إذا كان الخيال مجرد أحلام يقظة دون التوصل إلى حلول أو نتائج واقعية؛ فيكون ذلك وسيلة نفسية للتخلص من مشاعر القلق والتوتر والإحباط؛ لعدم تمكنا من إشباع دوافعنا, وتحقيق أمنياتنا بطريقة واقعية.

بالنسبة للتخلص من الوساوس والأفكار التي تنتابك يمكنك إتباع الآتي:

1- حاول تجاهل وتحقير الفكرة الوسواسية, وعدم الإستجابة لها, والانشغال بموضوعات فيها مصالح وفوائد في حياتك, وتجنب الجلوس لوحدك, بل خالط الناس وشاركهم في مناسباتهم, وتحملك للضيق أو القلق الناتج عن عدم الاستجابة للأفكار الوسواسية لفترات طويلة يؤدي إلى ضعفها وتلاشيها.

2- عندما تأتيك الأفكار المتعلقة بالعقيدة اسأل نفسك هذه الأسئلة: هل أنا أقر بهذه الأفكار, وأدعو لها الآخرين, وأحاول إقناعهم بها, أو أستطيع أن أكتبها, أو أجاهر بهذا في أجهزة الإعلام المختلفة؟ فإذا كانت الإجابة لا فإذن لا داعي من ضياع الوقت فيها, وهي لا تستحق الاهتمام, وتيقن بأن الله تعالى يعلم بنيتك.

3- لا بد أن تعلم أن الوسواس القهري يكون دائماً عكس ما يقدسه الشخص ويحترمه ويحبه, لذلك هذه الأفكار التي تشغلك دليل على حرصك واهتمامك بعقيدتك وأمور دينك.

4- واظب على ممارسة تمارين الاسترخاء العضلي بشكل يومي, وخاصة في حالة الضيق أو التوتر الشديد, تجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).

5- أشغل لسانك بذكر الله تعالى –تسبيح وتهليل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

6- بالنسبة للوساوس التي تنتابك أثناء الصلاة خاصة, نقول لك لا تسترسل معها, وحاول تجاهلها, وقبل تكبيرة الإحرام اسأل نفسك ما تريد أن تفعل؟ وبعد تكبيرة الإحرام تصور صورة الكعبة أمامك, وأن الجنة عن يمينك, والنار عن يسارك, وأنت واقف بين يدي الله عزّ وجلّ, وانظر إلى موقع السجود, ثم أشغل تفكيرك بالآيات القرآنية التي تتلوها وبمعانيها.

قد يحتاج منك الأمر لمجهود في البداية, ولكن المداومة عليه تساعدك في التغلب على الوسواس إن شاء الله.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

منقووووووووووول

أعاني من بعض الوساوس القهرية، وأريد نصائحكم

أعاني من بعض الوساوس القهرية، وأريد نصائحكم
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتور محمد: كنت أعاني من رهاب اجتماعي خفيف في بعض المواقف المعينة، بالإضافة إلى بعض الوساوس القهرية، فذهبت إلى الطبيب وذكرت له: أني أعاني من رهاب اجتماعي، فأعطاني دواء سيبراليكس عشرة مليجرام، والآن لي أربعة أشهر ونصف وأنا أستخدم هذا الدواء، وتحسنت من ناحية الرهاب الاجتماعي بنسبة كبيرة جداً.

المشكلة: أني لدي الآن بعض الوساوس مثل: وساوس الألوان (عندما أرى كتاباً بلون أخضر مثلاً، أشعر بمثل القهر بداخلي، وكل دقيقة أو دقيقتين أطالع في الكتاب مع شعور بالقهر، والأمثلة كثيرة)، وأشعر أحياناً كأن أحداً سوف يسألني سؤالًا فأحاول أن أجهز الإجابة (مثلاً: عندما أذهب إلى المدرسة يجيئني شعور أن المدرس سوف يسألني: لماذا تأخرت؟ فأحاول أن أجهز الإجابة، وأصيغ الكلام المناسب؛ خوفاً من التلعثم عندما أجاوب عليه).

بالإضافة إلى أنني أعاني من ومض العينين، يعني كل 5 ثوان أقفل عيني بقوة ثم أفتحها.

الوساوس هذه -يا دكتور- بدأت من قبل تناولي للدواء، فهي بدأت قبل حوالي ثلاث سنين عند إصابة والدي بالظنان الباروني، وهذا المرض مزعج جداً، ويسبب القلق للمريض ولأسرته، والحمدلله والدي مع أخذه للريسبردال 2 ملي تحسن كثيراً، مع أنه لم يكمل شهرين إلى الآن، وسبحان الله! مع تحسن والدي تحسنت كثيراً، وأعتقد أن هذا بسبب الضغط النفسي عند مرض والدي.

الحقيقة -يا دكتور- أنا لم أخبر الدكتور بأن لدي وسواساً قهريًا، فقد أخبرته فقط بأن لدي قلقاً، ومن الصعب علي أن أذهب إلى الدكتور مرة أخرى بسبب بعض الظروف المعينة.

أريد -يا دكتور- بعض النصائح، وهل أوقف الدواء عندما أكمل ستة أشهر، أم ماذا أفعل بالضبط؟

لا أعاني من أي أمراض سوى حساسية الأنف، ودوالي الخصية، ولست متأكداً من فصيلة الدم.

وشكراً جزيلاً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أريد أن أبدأ بموضوع والدك، والذي أسأل الله له العافية والشفاء، وبفضل من الله تعالى استجاب مع جرعة صغيرة جدًّا من الرزبريادون، وهي اثنين مليجرام، هذا دليل قاطع أن حالته من الحالات البسيطة، ويعرف تمامًا أن هذه الحالات البارونية الزوارية الظنانية إذا التزم فيها المريض بالعلاج فسوف يعيش حياة طبيعية.

أيها الفاضل الكريم: حفِّز والدك وشجّعه وسانده؛ حتى يتابع مع طبيبه، وتحسُّن والدك بالفعل سوف ينعكس عليكم جميعًا بصورة إيجابية، على جميع أفراد الأسرة، والحمد لله تعالى أنت استشعرت ذلك، فإذًا نحرص تمامًا في علاج الوالد؛ لأن ذلك فيه مفتاح خير لكم جميعًا.

وبالنسبة لك: الوساوس القهرية وتقلبات المزاج، وشيء من المخاوف؛ أمر عادي جدًّا في مثل عمرك، فهذا هو عمر التكوين، عمر تحديد الهويات، عمر مشاكل الانتماء، لكن كلها -إن شاء الله تعالى- تسوَّى بصورة ممتازة جدًّا.

أنصحك بأن تحسن إدارة وقتك، حاول أن تنام مبكرًا، تستيقظ مبكرًا، تصلي الفجر، تدرس لمدة ساعة قبل الذهاب إلى المدرسة، وهذه الساعة ذات قيمة عظيمة جدًّا؛ لأن الدماغ يكون في حالة استجمام واسترخاء، وخلاياه مرممة؛ مما يجعلك تستوعب استيعابًا عظيمًا لدروسك، وبعد ذلك اذهب إلى مدرستك، ثم عُد وخذ قسطًا وافيًا من الراحة، وتناول طعاماً، وادرس مرة أخرى، ومارس شيئاً من الرياضة، أي هواية جميلة ومحببة بالنسبة لك حاول أن تمارسها، وهكذا.

إذًا، ألا تترك فراغًا للوساوس هو من الأسس الرئيسية للعلاج، وحاول أن تتواصل مع الصالحين من الشباب، تحدث معهم، كن متفاعلاً، وكن عضوًا فعّالاً في البيت، هذه هي الأمور التي أنصحك بها.

أما بالنسبة للدواء: فأنت لم تذكر الدواء الذي تتناوله، وعمومًا أنا لست ميَّالاً لإعطاء الأدوية لفترة طويلة في مثل عمرك، ولو أخذت بما ذكرته لك من إرشاد -إن شاء الله تعالى- هذه الوساوس والتوترات والمخاوف سوف تنقشع تمامًا، فهي ظرفية، مرتبطة بمرحلتك العمرية، وكذلك حالة والدك حفظه الله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

منقووووووووووول

الوساوس القهرية تدمر نفسيتي وتؤرق حياتي

الوساوس القهرية تدمر نفسيتي وتؤرق حياتي
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دكتورنا الفاضل: محمد عبد العليم سدد الله خطاك.

أعتذر على كثرة استشاراتي هذه الفترة، ولكن يعلم الله أنني لم أكتب إلا بعد المعاناة الشديدة جدًا، والتي أجبرتني أن أكتب لك.

الوسواس القهري أرق حياتي، ويكاد يدمر نفسيتي، وقد بدأ معي منذ سن التاسعة من عمري، وانسجمت معه إلى حد كبير، والآن عندما كبرت وزادت ضغوط الحياة أصبحت أشعر بضيق شديد جدًا، وغضب عارم؛ لأنني لا أستطيع تحقير بعض الوساوس وتجاهلها، وخصوصًا الجسدية منها؛ كمثل فكرة أن اضطجاعي على جنبي الأيسر يؤثر على قلبي، وغيرها الكثير من الأفكار العميقة التي تجذرت فيّ.

للأسف استخدمت الزيروكسات لعلاج الوسواس والرهاب، مع أنك نصحتني في البروزاك أولا، ثم الزيروكسات ثانيًا، وأنهيت علبتين من الزيروكسات، ووصلت لجرعة 25 ملم في اليوم، وأفكر الآن بالتحويل إلى بروزاك؛ لأنني أشعر أنني لم أستفد منه.

علمًا بأن أفضل مرحلة في حياتي عشتها عندما دمجت البروزاك 20 ملم، مع سيبراليكس 20 ملم، ففي ظرف شهر ذهب الوسواس والخوف والرهاب، وأصبحت أفكر بشكل أفضل، ولكن مع آلام قليلة في القلب، والتهاب شديد في الجيوب الأنفية بسبب السيبراليكس على ما أظن آنذاك، ولكنها كانت أيامًا جميلة جدًا عشتها براحة نفسية عجيبة والله العظيم.

فما رأيك طبيبنا الفاضل؟ وفقك الله إلى كل ما يحبه ويرضاه.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرجو ألا تشعر أو تحسُّ بأي نوع من الحرج، فأنا سعيد جدًّا برسائلك وبكلامك الطيب، وأسأل الله أن ينفع بنا جميعًا.

أنا حقيقة مطمئن لحالتك، وأرى أن لديك إرادة التغيُّر، وإرادة التحسُّن، حتى وإن ذكرت أنك لم تستطع تحقير بعض الوساوس إلا أن ذلك سوف يأتي – إن شاء الله تعالى – فقناعاتك من الواضح أنها نحو التغيير، والتغيير لا يأتي متكاملاً، إنما يجب أن يتم بنائه بالتدريج لكن بإصرار ودون تفريط.

أيها الفاضل الكريم: العلاج الدوائي لا شك أنه علاج ممتاز وفعّال، وهذه الأدوية متقاربة جدًّا، وأنا أريدك أن تستفيد من الأدوية لتُفعِّل آلياتك السلوكية من أجل تغيير نمط حياتك، وأن تكون إيجابيًا في تفكيرك، وأن تتجاهل تمامًا الوساوس.

بالنسبة للعلاج الدوائي: كما ذكرت لك الأدوية بينها تشابه كبير، لكن البروزاك يتميز بالفعل أنه يحمل إفرازات ثانوية؛ مما يجعله لا يُسبب آثارًا انسحابية عند التوقف منه، كما أن فعاليته في علاج الوسواس مشهود لها.

والآن أرى أنه لا بأس من أن تتناول البروزاك مع الزيروكسات، يمكن أن تكون جرعة الزيروكسات 12.5 مليجراما، وجرعة البروزاك عشرين مليجرامًا فقط (كبسولة واحدة)، والبعض يُضيف لهما واحد مليجراما من عقار يعرف تجارياً باسم (رزبريدال Risporidal)، أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone)، لكن لا أرى هنالك حاجة لهذه الخلطة الدوائية في الوقت الحاضر.

أعتقد أن البروزاك زائدًا الزيروكسات سيكون كافيًا، وهي تقريبًا نفس الخلطة التي تناولت من خلالها البروزاك مع السبرالكس.

المهم هو أن تكون لك دوافع إيجابية نحو التغيُّر، هذا هو المهم، -وإن شاء الله تعالى- أيامك كلها تكون جميلة وسعيدة، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على كلماتك الطيبة وثقتك في شخصي الضعيف.

منقووووووووووول