الوسم: المخاوف

أولا: أشكركم على هذا الموقع الرائع، والذي استفدت منه كثيرا في تشخيص مشكلتي.

بدأت مشكلتي بنوبة فزع، فذهبت للمستشفى، وظننت أن بي علة، كضغط أو سكري، ولكن كل شيء على ما يرام، ثم تحسنت قليلا، وبعدها فقدت والدي -رحمه الله- وتأثرت كثيرا، وعادت لي تلك النوبات بصورة أشد، وكان نبضي بدرجة مخيفة في إحدى المرات، وحسبتها نهايتي، ارتفع ضغطي إلى 18.

صرت أخاف من الخروج لوحدي، والبقاء لوحدي، حتى صلاة الجماعة لا أذهب لها، فمجرد دخولي أشعر بدوخة وإسهال، وتسارع في النبض، وضيق تنفس؛ لأني أخاف أن أسقط، وأنا دائما أترقب حدوث تلك النوبة، فصارت حياتي كابوسا، وفي الصباح يصبح مزاجي متعكرا، وأعاني من إسهال وسعال بعد تناول وجبة الفطور.

عندما أذهب للعمل أحس بدوخة ونعاس، وأبقى أنتظر العودة للبيت؛ لأنه المكان الوحيد الذي أحس فيه بالأمان، فأنا أتناول (السولبيريد ميرينال) لمدة 3 أشهر، بمعدل حبة واحدة 50 ملغ صباحا، فهل هناك ضرر من أن أتناوله مدة أطول؟

أرجو مساعدتي يا دكتور، بارك الله فيكم، ساعدوني رجاء، فلا أريد أن أبقى على هذا الحال، ولا أريد أن أخسر عملي، ولا آخرتي، أريد أن أعود للمسجد كباقي الناس، فقد تعبت، ومع ذلك أحاول التغلب على أعراضي، وأمارس تمارين الاسترخاء كما أشرتم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي تعاني منه هو قلق مخاوف بسيط -إن شاء الله تعالى- وقلق المخاوف من هذا النوع يؤدي فعلاً إلى الشعور بعدم الأمان، وربما أعراض جسدية مثل الذي حدث لك، ومن الجميل أنك متفهم لحالتك وأنك الآن تمارس تمارين الاسترخاء والرياضة، وأريدك أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، وفعّالاً، ولا بد –يا أخِي الكريم– أن تتواصل اجتماعيًا:

• أدِّ الصلاة في المسجد، هذا أفضل أنواع التواصل الاجتماعي.
• قم بزيارة المرضى في المستشفيات، هذا أحسبه من أفضل أنواع التواصل أيضًا، وفيه -إن شاء الله تعالى- أجرٌ عظيم.
• مارس رياضة جماعية مع بعض أصدقائك، مثل المشي مثلاً، أو كرة قدم، أو شيء من هذا القبيل.
• زيارة الأرحام والجيران فيها خير كثير، وتطوير للمهارات الاجتماعية في شخصية الإنسان.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الدوجماتيل لا بأس به، دواء جيد، استمر عليه لمدة ستة أشهر بجرعة كبسولة واحدة في اليوم –أي خمسين مليجرامًا– لكني أريدك أن تدعمه بأحد الأدوية الأحسن والأفضل في علاج القلق والمخاوف، ودواء مثل (ديروكسات) أو (لسترال) سوف يعطيك دفعًا اجتماعيًا أفضل.

جرعة الديروكسات أو الزيروكسات –والذي يسمى علميًا باروكستين– هي جرعة صغيرة في حالتك، نصف حبة (عشرة مليجراما)، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهرٍ، ثم اجعلها حبة كاملة (عشرين مليجرامًا) تناولها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء.

أعاني من تعرق اليدين والرجلين منذ الصغر, وبالذات عند التوتر والقلق, وعند حضور الاجتماعات والمناسبات, أما عند الاسترخاء بالبيت فلا يحدث تعرق, وعند حدوث التعرق يكون كثيرا جدا, وسبق لي أن أجريت حقن بوتكس باليدين, عند استشاري كبير ومشهور, بدون أن أجري فحوصات وتحاليل, وخف التعرق, لكن عند القلق ومصافحة الآخرين أو مجرد التفكير أتعرق قليلا.

سؤالي هو: هل مشكلتي تكون بالغدة؟ أم هي مشكلة نفسية؟ وما الحل؟ أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا التعرق سببه حالة قلق المخاوف البسيط الذي تعانين منه، وأنت ذكرت بوضوح شديد أن هذه الحالة تشتد عندك في حالة المواجهات، أي عند حضور الاجتماعات والمناسبات، حالتك هذه ليست عضوية، لا علاقة لها بأمراض الغدد، طبعًا الغدة العرقية لديك تفرز إفراز زائد عند القلق، وهذا نتيجة لاستجابة مباشرة لتغيّر فسيولوجي يحدث في الجهاز العصبي اللاإرادي، وناتج هذا التغيير، وزيادة في إفراز مادة الأدرينالين.

أيتها الفاضلة الكريمة: أنت قمت بحقن الـ (بوتكس) باليدين، وهذا علاج لا بأس به، لكن لا أعتقد أنه سوف يقتلع المشكلة الرئيسية وهي الخوف عند المواجهات، هذا يجب أن يُعالج، وسوف تحسين أن حالتك ممتازة جدًّا.

الوضع المثالي هو أن تذهبي وتقابلي طبيبًا نفسيًا، والحمد لله تعالى هم كثر بالمملكة، كل الذي تحتاجينه هو تناول أحد الأدوية المضادة لقلق الخوف الاجتماعي، وبما أن حالتك بسيطة لن تحتاجين لجرعات كبيرة من الدواء، عقار مثل (زيروكسات) أو (سيرترالين) سيكون دواء مفيدًا جدًّا بالنسبة لك، فأرجو أن تذهبي إلى الطبيب، وبجانب ذلك عليك بتطبيق تمارين الاسترخاء، موقعنا لديه استشارة تحت الرقم (2136015) يمكن أن ترجعي إليها، أو يمكن للطبيب النفسي أن يقوم بتحويلك إلى الأخصائية النفسية، والتي من المفترض أن تدربك على تمارين الاسترخاء.

صرف الانتباه عن الخوف مهم جدًّا، وذلك من خلال تحقيره، وإقحام نفسك في المواجهات الاجتماعية دون خوف أو وجل، لن يحدث أي خلل إن شاء الله تعالى، المواجهة هي جوهر نجاح العلاج، والتجنب يزيد من المخاوف.