تخطى إلى المحتوى

أحس بأني مفصولة عن الحياة وأعاني من الوساوس الكثيرة ساعدوني

أحس بأني مفصولة عن الحياة وأعاني من الوساوس الكثيرة.. ساعدوني
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحبة الاستشارة رقم 2222644، وضعي ساء كثيرًا منذ تلك الفترة، دائمًا أفكر في الموت، لا أريد أن أسمع أن أحدًا مات، ولم تقتصر على مجرد فكرة، بل تعدت ذلك، فأتخيل ملك الموت، وأحس أن روحي تنسحب، وضيق في التنفس، ولا أعرف أن أنام، ولا أذاكر أي شيء.

علمًا أن امتحاناتي بعد أسبوع، ولم أذاكر شيئًا، فكرت في الانتحار، ولكني أمسك نفسي، ولم تقتصر على وسواس الموت فقط، بل تعدت لدرجة أني أفكر في الذات الإلهية بكلام سوء، الآن أحس أني لست موجودة؛ لأن أخي يتكلم وهو موجود بجانبي مستيقظ، لكني أراه ميتًا، وأرى نفسي تبكي وأصرخ، أحس أني مفصولة عن الواقع، أحس أنني لست طبيعية كل الأيام مثل بعضها تتكرر.

أنظر للأشياء أحس أنها ليست طبيعية، وأبي لا يريد أن أذهب إلى دكتور نفسي، لذلك اشتريت زولام 25, أريد أن أصرخ دائمًا أبكى بالساعات، وحياتي أصبحت جحيمًا.

أرجو منكم أن تساعدوني.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمنية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف من الموت أمر مطلوب، ومن لا يخاف من الموت لا يعرف الحياة؛ لأن الحياة لها نهاية ولا شك في ذلك، والخوف من الموت يجب أن يأخذ النطاق الشرعي المعروف، وهو أن الموت آتٍ، وهو مكتوب على كل إنسان، وأن لكل أجل كتاب، وأن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص من عمره لحظة واحدة.

والأمر الآخر – أيتها الفاضلة الكريمة – هو أن تعيشي حياتك بقوة، أن تعيشي حاضرك بقوة، أن تكوني إنسانة فاعلة، مفيدة لنفسك ولغيرك، لديك برامج، لديك مشاريع، لديك أهداف.

هذا النوع من الفكر السلبي – أي الخوف من الموت بصورة سلبية – يأتي من خلال الفراغ الذهني والزمني، وحين تفقد الحياة معناها عند الإنسان، فارتقي بحياتك.

والمطمئنات الباعثة – وأسميها الباعثة؛ لأنها تبعث الطمأنينة في النفس – هي الصلاة في وقتها، كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : (أرحنا بها يا بلال)، وبر الوالدين وجدناه على وجه الخصوص من أفضل ما يُطمئن الشباب.

والخوف من الموت الآن هو جزء من المخاوف العامة التي تنتاب الشباب: مشاكل الهوية، مشاكل التعليم، المستقبل، الانتماء، التقتيل الذي نراه في كل مكان، هذا خلق نوعًا من الذعر العام، لذا يجب أن نرجع إلى كتاب الله وسنة رسوله، وهنا نجد الدوافع المطمئنة.

أنا كممارس في الطب النفسي أصف الأدوية، أقوم بالإرشاد، أعطي العلاج الكهربائي وجميع أنواع العلاجات إذا كان الأمر مطلوبًا، لكن نُفوس الناس لا تطمئن إلا من خلال ذكر الله، هذه حقيقة، وأنا – أيتها الفاضلة الكريمة – لا أُشكك في إيمانك أبدًا، ولا أعتقد أنك شخصية ضعيفة، لا، بل أنت إنسانة جيدة، ولديك الإمكانيات، لكن محتاجة لأن تنطلقي بحياتك بقوة أفضل.

لا تستعملي الزولام – مع احترامي الشديد للطبيب الذي وصفه لك – وإن استعملته لا تتعدي المدة التي وصفها الطبيب لك، لأن هذا الدواء في بعض الأحيان يستلطفه الناس وقد يتعودون عليه.

المخاوف تستجيب بصورة ممتازة لعقار يُعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، شاوري طبيبك حول هذا الدواء، والجرعة التي تحتاجينها جرعة صغيرة، وهي أن تبدئي بخمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناولي هذه الجرعة الصغيرة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة واستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهرٍ، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة عشرين يومًا، ثم خمسةَ مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.