تخطى إلى المحتوى

أكراد تركيا يحتشدون لسماع رسالة أوجلان المرتقبة

أكراد تركيا يحتشدون لسماع رسالة أوجلان المرتقبة
خليجية

ديار بكر (تركيا)- احتشد عشرات الآلاف من الأكراد في جنوب شرق تركيا، السبت، لسماع رسالة من عبد الله أوجلان، الزعيم المسجون للمقاتلين الأكراد، إذ من المتوقع أن يجدد تأكيده على التزامه بعملية السلام رغم حرب كلامية مع أنقرة.

وأطلق الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عندما كان رئيسا للوزراء، المحادثات مع أوجلان أواخر عام 2024، لإنهاء التمرد المستمر منذ ثلاثة عقود، وقتل فيه 40 ألف شخص، وأضر كثيرا باقتصاد المنطقة، وشوه صورة تركيا في الخارج. ولم يتحقق أي تقدم كبير منذ ذلك الحين، لكن ثقة الأكراد في أوجلان لا تزال كما هي.

ورقص شبان في زي خاص بالمقاتلين وشابات في أزياء ملونة، فيما تعالت أصوات الأغاني الوطنية الكردية بمناسبة احتفالات "عيد النوروز" في مدينة ديار بكر، أكبر مدينة كردية في جنوب شرق تركيا.

ووضعت شاشات كبيرة على جانبي مسرح وعليها صورة لأوجلان ولوح الحشد بأعلام حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره أنقرة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تنظيما إرهابيا.

وقال أكرم باران (50 عاما): "نحتفل الآن لأننا تكبدنا آلاف الشهداء والمذابح وعمليات القتل الغامضة والقرى المدمرة.. ندعم عملية السلام ونتوقع أن يجلب الشعب الكردي السلام. إنه أمل الشرق الأوسط".

وكان اوجلان أعلن في نفس المناسبة قبل عامين وقف إطلاق النار، قائلا في إعلان مكتوب: "حان الوقت كي تصمت الأسلحة وتتحدث السياسة".

وبدأ مقاتلو اوجلان في الانسحاب إلى العراق بعد ذلك بشهرين بموجب اتفاق ينص على منح حقوق أكبر للأكراد الذين يمثلون ما يصل إلى نحو 20% من عدد السكان في تركيا البالغ 78 مليون نسمة.

وأوقف حزب العمال الكردستاني الانسحاب في أيلول/ سبتمبر 2024، واتهم الحكومة بالتباطؤ. وصمد وقف إطلاق النار إلى حد كبير، لكن انعدام الثقة لا يزال غائرا بل تفاقم بسبب اعتقاد الأكراد أن تركيا لم تفعل الكثير لدعم أبناء عرقهم الذين يقاتلون تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

ويتصاعد التوتر أيضا قبل الانتخابات البرلمانية المقررة في حزيران/ يونيو المقبل. وعبر الأكراد عن غضبهم لنفي أردوغان في الآونة الأخيرة وجود "مشكلة كردية" واتهموه بالسعي إلى اجتذاب أصوات القوميين الذين يعارضون عملية السلام بشدة.

ونفى صلاح الدين دميرطاش، زعيم الحزب الشعبي الديمقراطي الموالي للأكراد، هذا الأسبوع، أي تكهنات بوجود "مساومة قذرة" مع حزب العدالة والتنمية الحاكم بشأن العملية، ورفض تصورا يقول إن حزبه سيدعم هدف أردوغان وجود رئاسة قوية تتمتع بالسلطة التنفيذية مقابل حقوق الأكراد.

وأدان رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، هذه التصريحات، واصفا إياها بأنها "لا تحترم الديمقراطية".

ورغم العداء فإن العملية تمضي قدما إلى الأمام. وظهر وزراء الحكومة في الآونة الأخيرة مع وفد من الحزب الشعبي الديمقراطي لمناقشة مقترحات السلام التي تقدم بها اوجلان، وتشمل نزع سلاح حزب العمال الكردستاني.

ورفع حزب العمال الكردستاني السلاح عام 1984 سعيا لإقامة دولة كردية مستقلة في جنوب شرق تركيا. وحد الأكراد من مطالبهم التي أصبحت تشمل الحكم الذاتي لحكومات محلية وتعليم اللغة الكردية وتغيير قوانين متعلقة بالأمن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.