وحاولت كذلك التقليل من قيمة الإنجازات التي حققتها العمليات العسكرية حتى الآن، منتقدة السياسات الأمريكية التي تتعامل بمعايير مزدوجة بشأن العلاقات مع طهران، وبخاصة وأنها تسعى سياسيا إلى توقيع إتفاق نووي معها، ولكنها تتجاهل الأوضاع العسكرية المرتبطة بإيران، وبخاصة الموقف الأمريكي من عمليات اليمن.
ونشر موقع "ديبكا" الإسرائيلي مساء الجمعة 27 مارس/ آذار، أن "الإدارة الأمريكية مازالت تتعامل مع الأوضاع في اليمن، والتي ترتبط أيضا بإيران، بشكل غامض، رغم أن المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران تسير بوتيرة سريعة، وتقترب من دخول مراحلها النهائية".
وذكر الموقع أن "واشنطن تتعامل مع الملف السياسي بطريقة، ومع الملف العسكري بطريقة أخرى، وكأن الملفين منفصلين، على الرغم من أن الشرق الأوسط مازال يشهد تدهورا في الأوضاع، مع إحتمال تطور الأمور لحرب سُنية – شيعية صريحة، على الرغم من أن تلك الحرب قائمة بالفعل الآن عمليا، بين إيران والتحالف العربي" على حد قوله.
تسببت عملية" عاصفة الحزم" بحسب الموقع، في حالة من البلبلة لدى إيران، بعد "الضربات التي شنها الطيران السعودي والمصري ضد الحوثيين في اليمن"، وأنها "بعد أن استوعبت ما يحدث، أرسلت الجنرال قاسم سليماني سرا إلى صنعاء، لكي يدير العمليات العسكرية بنفسه".
ولفت الموقع إلى أن إيران بذلك فتحت الجبهة الثالثة في الشرق الأوسط، بعد الجبهة السورية والعراقية، وأنها الآن تعمل على الجبهة اليمنية في محاولة لمواجهة "عاصفة الحزم"، لأنها "غير مستعدة للتخلي عن الإنجازات التي حققها الحوثيون والقوات اليمينة الموالية لهم، بعد سيطرتهم على أجزاء واسعة من اليمن، بما في ذلك مناطق واقعة مباشرة على البحر الأحمر".
وطبقا لتقرير الموقع، "تحاول إيران الإحتفاظ بالمكاسب التي كانت قد حققتها بفضل السياسة الأمريكية التي أطلقت لها العنان في اليمن، للسيطرة على مضيق باب المندب، الذي يتحكم في الدخول والخروج من البحر الأحمر، وبالتالي إلى قناة السويس والبحر المتوسط".
وفي حال صحة الأنباء عن وصول سليماني إلى اليمن، فإن الأمر يعني، بحسب الموقع، "أنه يعمل على إعادة تنظيم صفوف الحوثيين، للإحتفاظ بالمكاسب التي منحتها إدارة أوباما لطهران، والتي كان من المفترض أن تحولها إلى قوة إقليمية عظمى".
كما تدل الخطوات الإيرانية على أن أولويات الإستراتيجية الخاصة بطهران بشأن علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية، تركز في الأساس على "وضعها الإقليمي في الشرق الأوسط، ثم الإتفاق النووي مع الولايات المتحدة والدول الكبرى، الذي يعتبر المقابل الذي تقدمه إيران مقابل هيمنتها".
وزعم الموقع أن هذه التطورات، تعني أنه سيكون على طهران اتخاذ قرار حول طريقة مواجهة "عاصفة الحزم" وإذا ما كانت ستتدخل مباشرة لمواجهة سلاح الجو السعودي والمصري، مدعيا أن "الإنجاز العسكري الوحيد الذي حققته السعودية ومصر حتى الآن هو وقف إمدادات السلاح الإيرانية للحوثيين، التي كانت تصلهم عبر جسر جوي وبحري مباشرة من إيران إلى اليمن"، وأن "الجنرال سليماني يبحث عن طريقة لكسر الحصار السعودي – المصري على اليمن"، على حد زعمه.
وحاول التقرير الإسرائيلي رسم صورة لعمليات التحالف العربي بقيادة السعودية على أنها حرب سُنية – شيعية، متجاهلا تماما الأوضاع السياسية وإنقلاب الحوثيين المدعومين من طهران على شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي.
كما حاول التقرير بشكل واضح التقليل من الإنجازات التي تحققت حتى الآن، وبخاصة خلال الساعات الأولى من بدء العمليات العسكرية، والتي شلت الجانب الأكبر من القدرات الحوثية، ما أدى إلى حدوث الكثير من الإنشقاقات في صفوفهم.
وتتضارب الأنباء حول توجه قائد فيلق القدس، ذراع العمليات الخارجية للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلى اليمن. حيث ترددت أنباء في البداية عن توجهه إلى اليمن، قبل أن تنفي أنباء أخرى صحة هذه التقارير.