استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة في بداية العشرينيات، منذ سنتين بدأت أعاني من ضيق في النفس، والذي يزيد كثيرًا عند النوم، وآلام في الصدر، ولكني تجاهلت الموضوع؛ لأني لا أريد الذهاب للمشفى، وبعد ما يقارب الخمسة أشهر وفي أحد الأيام ساءت حالتي كثيرًا وفجأة شعرت بانقطاع النفس، وتعرق شديد، وألم حاد في الصدر، ثم فقدت الوعي ونقلت إلى المشفى، وبعد الفحوصات تبين أن لدي التهابًا في المفاصل واحتقانًا رئويًا، وضيقًا وارتجاعًا في الصمام الميترالي، وضيقًا في الصمام الأورطي، وأنه نتيجة حمى روماتيزمية، تكررت علي أكثر من مرة.
بدأت بأخذ حقنة البنسلين وبعض الأدوية، ومنعوني من صوم رمضان، وبقيت أعاني من آلام في الصدر، تجعلني أعجز أحيانًا عن الحركة، وكحة مصحوبة ببعض الدم، وألم في الجهة اليسرى والظهر، وتنمل في الأطراف وصداع، وضيق شديد في النفس، حتى أصبحت أنام وأنا شبه جالسة.
استمر الحال إلى قبل 7 أشهر من الآن، وبعد أن كنت قد تعرضت لفقدان الوعي عدة مرات أخبرني الطبيب أنه يجب علي إجراء جراحة لتبديل الصمام؛ لأن فقدان الوعي مؤشر خطير، وحتى لا تحدث لي مضاعفات أشد، كهبوط القلب أو الموت المفاجىء.
لم أكن أعلم بأمر العملية مسبقًا فخفت كثيراً، ورفضت إجراء العملية بشدة، فطلب والدي من الطبيب أن يجد لي حلًا آخر، ثم قاموا بإجراء قسطرة للصمام الأورطي (توسيع بالبالون) وأخبرني أن الأعراض ستعاود الظهور في أقل من سنة.
قبل شهر رمضان شعرت بالتعب الشديد، وحينها -أيضاً- منعت من صيام رمضان، وزادت الآلام وأصبحت لا أستطيع النهوض من السرير، ارتفعت حرارتي، وأصبت بخفقان وشعور لا أستطيع وصفه، شعرت أن قلبي سيخرج من صدري، ولم أستطع التنفس، ثم فقدت الوعي ونقلت للمشفى بحالة إسعاف، فقد كنت أعاني من التهاب رئوي حاد، واضطراب في نبضات القلب.
بعد شهر رمضان شعرت بالتحسن، وفي عيد الأضحى عاودني اضطراب النبض، وعندما سألت الطبيب عن السبب أخبرني: أنه بسبب توسع عضلة القلب، وأن حالي أصبح أسوأ، ويجب أن أقوم بعملية لتغيير الصمام الأورطي، والصمام الميترالي في أسرع وقت، وأنه في أقل من شهرين سوف تعاودني أعراض ضيق الصمام الأورطي، وعندها ستكون الخطورة من العملية أكبر.
نصحني الطبيب أن أستبدل الصمامين بصمامين من النوع الحيواني؛ لأن الصمام المعدني لا يناسب المرأة في سن الإنجاب، ولكني سمعت من البعض أن الصمام الحيواني يبقى 7 سنوات ثم يجب علي تبديل الصمام مرة أخرى، وأن تغيير الصمام مرة أخرى لن يكون سهلاً، وربما قد لا يجدي.
كانت صحتي قبل رمضان جيدة، فهل الالتهاب الرئوي هو ما زاد حالتي سوءاً؟ وهل سيعاودني اضطراب النبض؟ وهل يشكل خطورة؟ وما سبب ضعف وتوسع عضلة القلب؟
أخبرني الطبيب: أن في حال تأخر العملية سيزيد العبء على القلب، وسوف تتضرر الرئتان بشكل أكبر، وهذا سيزيد من خطورة العملية، فهل هذا صحيح؟.
في الحقيقة أشعر أني لا أعرف شيئاً عن مرضي؟ أرجو منكم توضيح حقيقة مرضي؟ وما رأيكم في حال استبدال الصمامات، أيهما أفضل المعدني أم الحيواني؟ وما مدى خطورة العملية الجراحية؟ وما هي المضاعفات التي ستحدث إن لم أقم بالعمل الجراحي؟
أنا لا أرغب في إجراء العملية مطلقًا، وأريد منكم إخباري، ما الذي سيحدث لي؟ وكم المدة التي يستطيع قلبي فيها الصمود؟ سمعت أنه بعد ظهور أعراض الصمام الأورطي إذا بقي المريض بدون جراحة؛ فقد يتوفى في غضون سنتين، فهل هذا صحيح؟ أم أني أستطيع العيش لمدة أطول إذا استمررت في أخذ الدواء؟
أرجو منكم الرد في أقرب وقت ممكن، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أشجان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حفظك الله ورعاك -يا بنتي- ويسر لك الشفاء، حيث ينشأ عن البكتيريا المسببة لالتهاب اللوزتين المتكرر ما يعرف بمرض الحمى الروماتزمية بسبب ما يسمى (Antigen – anti**** reaction) وهو تفاعل بين سموم البكتيريا والأجسام المضادة التي تكونت بسبب إصابة اللوزتين المتكررة.
نتيجة لهذا التفاعل تصاب بعض الأماكن في الجسم بالاعتلال، ومن بين تلك الأماكن صمامات القلب، والمفاصل، ويحدث ارتفاع في درجة الحرارة، وآلام في المفاصل تنتقل من مفصل إلى آخر، وتستجيب للعلاج بالأسبرين والمضاد الحيوي البنلسين في وقت الإصابة، ويتم تشخيص الحمى الروماتزمية بمعرفة الأطباء، حسب نظام طبي محدد، وتترك الحمى -للأسف الشديد- أثراً على صمامات القلب الموجودة بين غرف القلب الأربعة.
وغرف القلب مقسمة إلى غرفتين فوق بعض على الجانب الأيسر، وغرفتين على الجانب الأيمن: الغرفة الأعلى (left atrium) مهمتها استقبال الدم المؤكسد الجاهز للعمل من الرئتين، والغرفة السفلى والأقوى (left ventricle) تستقبل الدم من الغرفة الأعلى عن طريق الصمام الميترالي (mitral valve) والارتجاع في ذلك الصمام يؤدي إلى عودة جزء من الدم إلى الغرفة الأعلى مرة أخرى؛ مما يؤدي في النهاية إلى احتقان الرئتين، وتضخم وتوسع في الجانب الأيسر من القلب.
ثم يتم ضخ الدم إلى طريق شريان الأورطي من الغرفة السفلى اليسرى left ventricle وتسمى البطين الأيسر من خلال صمام الأورطي إلى كل أجزاء الجسم بما في ذلك عضلة القلب نفسه عن طريق الشرايين التاجية، والانسداد أو الضيق في الشريان الأورطي يمنع جزءاً آخر من الدم من التدفق إلى الجسم، والمحصلة احتقان في الرئتين، وتضخم في عضلات القلب، ونقص في إمداد القلب نفسه والجسم بالدم؛ مما يؤدي إلى دوخة وهزال، وضعف عام، والتهابات متكررة في الرئتين.
وفي الجانب الأيمن من القلب غرفة علوية Right atrium يستقبل الدم من الجسم، ومنها يتم يضخ الدم إلى الغرفة السفلى عن طريق الصمام الثلاثي الرؤوس إلى الغرفة السفلى Right ventricle، والذي بدورها تضخ الدم إلى الرئتين المحتقنة أصلاً ليتم أكسدة الدم والعودة به إلى القلب مرة أخرى.
جراحة القلب متطورة في هذه الآونة، وفي الجامعات السعودية أطباء مهرة في ذلك المجال، ولا يمكن أن يستمر الوضع على هذا الأساس، ضعف عام في القلب، واحتقان وإلتهاب متكرر في الرئتين، وفقر دم، وبالتالي فالجراحة هي الأفضل لك بالطبع، ومسألة المفاضلة بين الصمامات من وظيفة جراح القلب، وهو الأقدر على شرح ذلك الوضع، وعموماً الصمام المعدني أفضل بصرف النظر عن قضية الإنجاب، نحن نتكلم الآن في إنقاذ حياتك والعيش في أمان.
والالتهاب الرئوي مرض مزعج، ويؤدي إلى مشاكل صحية، وهو ما زاد الحالة سوءاً، واضطراب النبض لا يشكل خطورة ولكن قد يعود مرات أخرى، والأفضل الاستعداد للجراحة في أقرب فرصة، وتوسع غرف القلب -كما ذكرنا- بسبب الارتجاع في الصمام المترالي، والضيق في الصمام الأورطي، وكلام الطبيب عن تضرر القلب والرئتين صحيح في حال تأجيل العملية.
وعمليات القلب تطورت للغاية، ولا يوجد خطورة زائدة عن إجراء عملية جراحية أخرى، وعدم القيام بالعملية قد يؤدي إلى تضرر زائد في القلب والرئتين، والأمر يعتمد على العناية بالقلب والرئتين، وعدم تعرضها للالتهابات الرئوية خصوصاً وهناك حالة احتقان دموي مستمر في الرئتين، ولذلك النصيحة لك بإجراء العملية، والتوكل على الله؛ فهو خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.
وفقك الله لما فيه الخير.
منقووووووووووول