تخطى إلى المحتوى

قلق وخوف من المرض والموت هل هو بسبب ارتجاع المريء؟ وما علاجه؟

  • بواسطة
قلق وخوف من المرض والموت.. هل هو بسبب ارتجاع المريء؟ وما علاجه؟
استشارات طبيه علميه طب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أحب أن أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأتمنى لكم مزيدًا من التقدم والتوفيق -إن شاء الله-.

أنا شاب عمري 34، طولي 176، ووزني 80 كيلو، غير مدخن، وغير متزوج، لكن قريبًا جدًا -إن شاء الله-، وأنا أشكو من سخونة في الصدر من الداخل، مع آلام في عضلات الصدر من الداخل أيضًا، وأحس أن عضلاتي الداخلية وعروقي ثقيلة في بعض الأحيان، كما يأتيني هذا الألم في الظهر، وفي بعض الأحيان في الذراع الأيمن والأيسر، ولكن آلام الذراع تكون بشكل غير دائم وخفيفة وعادية.

في بعض الأحيان أحس بسخونة في الوجه، وربما تكون سخونة طبيعية، ولكني أحسها غير ذلك، وقد قمت بمراجعة الأطباء، وأبلغوني أن هذا ارتجاع في المريء، مع العلم أنني أشكو أيضًا من القولون العصبي، وعسر الهضم، وبالفعل أخذت الأدوية اللازمة، وهي (نيكسيام 40)، وكانت الأمور على ما يرام لمدة شهر، إلا أنني أحس بهذه الحالة في هذه الأيام، تأتيني على فترات متقاربة جدًا، ممكن كل يوم أو يومين.

مع العلم أنني منتظم جدًا في الدواء، لكني هذه الأيام أقوم بأخذ الدواء مرتين إذا لزم الأمر، والغريب أيضًا أنها تسبب لي خوفًا دائمًا وهلعًا، وساءت حالتي النفسية، وقمت بأخذ (سيبرالكس)، وذلك منذ 6 أشهر؛ حتى أنسى كل هذا الخوف والاكتئاب الذي تسبب لي بالإحساس الدائم بالموت.

وصلت إلى أبعد من هذا؛ وهو أنني عندما أسمع أي أخبار عن موت أحد من الشباب بأزمة قلبية، ينتابني هذا الإحساس بشدة؛ وذلك خشية الإصابة بالأزمة القلبية أو الجلطات والموت بها، مع العلم أنني قمت بعمل تخطيط القلب أكثر من مرة، وكذلك (الإيكو)، وكانت النتيجة -الحمد لله- سليمة.

هذه الحالة جعلتني أخاف المشي في الشارع وحيدًا، أو أسافر، كما أحس بالخوف الشديد من الموت أيضًا عند قيادتي للسيارة في الطرق السريعة، كما أن نومي قليل، وهذه الأيام أنام بصعوبة جدًا، كما أنني عندما أحزن أو أغضب، تأتيني هذه الحالة بآلام شديدة أسفل الصدر، مع السخونة في الصدر، وتزيد سرعة ضربات القلب.

الأكثر من هذا، أنني عند ما أحس بأي تعب أو آلام في أي منطقة في الجسم، أحس بقرب الموت، وأنني على وشك الموت، ووصل الحد إلى الخوف على كل أهلي وعائلتي أن يموت أحدهم، وللعلم أنا توقفت عن أخذ (السيبرالكس)؛ لأنه لم يفدني بأي شيء، وقد أخبرني دكتور الباطنة أن آلام العضلات والعروق الداخلية المستمرة، وتحتاج إلى مراجعة طبيب نفسي، كما قال لي: إن الارتجاع يسبب أيضًا سرعة ضربات القلب في بعض الاحيان.

أرجو منكم التكرم بإفادتي في هذا الأمر، وهل هذا هو ارتجاع المريء أم شيء آخر؟ وسمعت أن علاجه يستمر شهورًا عديدة، وربما سنة، هل هذا صحيح أم لا؟ وهل أذهب لطبيب نفسي أم الأمر لا يحتاج لذلك؟ وهل يمكن لبعض الأدوية أن تنهي هذا الموضوع تمامًا؟ ولو كان هذا، فأرجو وصف بعض الأدوية الجيدة لحالتي.

آسف؛ للإطالة عليكم، وتحياتي لكم.

الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بهاء الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بغض النظر إن كنت تعاني من ارتجاع المريء أم لا، فإن لديك أعراضًا نفسية واضحة جدًا؛ لديك أعراض القلق، الخوف من المرض، الخوف من الموت، شيء من الوساوس المرضية، عدم الاطمئنان على الصحة بصفة عامة، وهنالك مكون نفسي كبير جدًّا في حالتك، وهذه الآلام الجسدية خاصة آلام الصدر وسرعة ضربات القلب هي ذات منشأ نفسي أيضًا، فقلق المخاوف يُسبب مثل هذه الأعراض، ولا شك في ذلك، وتخوف الناس من الأزمات القلبية هو تخوف شائع؛ لأن موت الفجاءة قد كثر، ويُعرف أن الذبحات القلبية أحيانًا تكون مصحوبة بآلام في الصدر واليد اليسرى وآلام ذات طابع خاص.

حالتك من الواضح جدًّا أنها حالة نفسية لا أشك في ذلك أبدًا، بالنسبة لارتجاع المريء ربما يكون موجودًا أيضًا، وهي علة شائعة، لكن علاجها بسيط جدًّا، ويمكن أن تُقابل طبيبًا متخصصًا في الجهاز الهضمي ليُقدم لك بعض النصائح التي سوف تفيدك في هذا المجال.

أما من الناحية النفسية، فبالفعل إن راجعت الطبيب النفسي فهذا سيكون جيدًا جدًّا بالنسبة لك، وأعتقد أن عقار (سيرترالين) والذي يعرف تجاريًا باسم (مودابكس)، أو (لسترال) سيكون هو العلاج الأفيد في حالتك؛ لأنه متميز لعلاج قلق المخاوف، والجرعة المطلوبة هي حبة واحدة، وقوة الحبة هي خمسون مليجرامًا، تتناولها ليلاً لمدة شهرين، ثم تجعلها حبتين ليلاً –أي مائة مليجرام– واستمر عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء، هذا الدواء من الأدوية الممتازة والسليمة والفاعلة لعلاج قلق المخاوف.

من آثاره الجانبية أنه ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، كما أنه قد يؤخر القذف المنوي عند المعاشرة الزوجية لدى بعض الرجال، لكنه لا يؤثر على مستوى هرمونات الذكورة أو الإنجاب.

أخي الكريم: من الأشياء المهمة جدًّا لعلاج مثل حالتك هذه: تغيير نمط الحياة من خلال التفكير الإيجابي، وممارسة الرياضة، والنوم الليلي المبكر، تجنب النوم النهاري، تقليل المنبهات كالشاي والقهوة، والإكثار من التواصل الاجتماعي، هذا كله نوع من النمط العلاجي المهم، والذي يصرف انتباهك تمامًا عن هذه الأعراض، فأعطِ الرياضة حيِّزًا في حياتك، وهذا سوف يكون –إن شاء الله تعالى– فيه فائدة عظيمة جدًّا بالنسبة لك.

أنت مُقْدِم على الزواج –إن شاء الله تعالى–، هذا سيكون سببًا في استقرارك النفسي، أنصحك بألا تُكثر من التردد على الأطباء؛ فهذا في ذاته يؤدي إلى كثير من التوهمات المرضية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

منقووووووووووول

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.