الوكيل – لم يتوقع نارت هيثم نفش، الذي كان سيعقد قرانه على فتاة اختارها لتكون شريك حياته بعد أيام، أن تناله يد الغدر بصورة غريبة على مجتمعنا الأردني.
نارت ذو الأربعة والعشرين ربيعاً، تم مواراة جثمانه الثرى بمنطقة بيادر وادي السير في عمان أمس، بعد أن استشهد أثناء وظيفته الرسمية.
وكان نارت قد نالت منه أيد الغدر والجبن أمس، ففي الساعة 4:45 من فجر أمس ‘أقدم عدد من الأشخاص الخارجين على القانون على إطلاق العيارات النارية باتجاه إحدى دوريات قوات الدرك العاملة بالوظيفة الرسمية في مدينة الحجاج بمعان ولاذوا بالفرار، ونتج عن الحادث استشهاد ضابط برتبة ملازم ثان إثر إصابته بعيار ناري’ وفق مصدر أمني.
نارت، الذي فجع والداه وأشقاؤه تيمور وعزيز وفارس بخبر وفاته، كان ومنذ نعومة أظفاره ‘يحلم بالجندية والشهادة معاً’، وفق ذويه الذين أكدوا أن نارت ‘كان مؤمناً بأن الأردن يجب أن يبقى آمنا مهما كان الثمن’.
نارت، الذي كان أنيس والديه ودفأهما بعد زواج جميع أشقائه حيث كان أصغرهم سنا، خريج جامعة مؤتة/ الجناح العسكري، إذ حذا حذو والده المتقاعد من القوات المسلحة الأردنية قبل عشرة أعوام.
وشيعت في منطقة بيادر وادي السير عصر أمس جنازة الملازم ثان نارت نفش هاكوز الذي استشهد أثناء تبادل لإطلاق النار وقع فجر أمس في مدينة معان جنوب المملكة. وشارك في التشييع مندوبا عن جلالة الملك عبدالله الثاني، وزير الداخلية حسين هزاع المجالي ومدراء الأجهزة الأمنية والمئات من المواطنين.
نارت.. نم قرير العين مرتاح الضمير والوجدان، أما أهلك وذووك ومحبوك وأصدقاؤك فعزاؤهم أن جنديا من جنود الوطن قدم حياته شهيداً في سبيل رفعته وأمنه واستقراره.
نارت.. نحسبك عند الله جل في علاه شهيداً، فالشهادة من أعظم الدرجات عند رب العالمين الذي يقول ‘وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ’.
الغد