استشارات طبيه علميه طب
السؤال:
السلام عليكم.
عمري 32 سنة، متزوجة منذ عام وأربعة شهور، رزقني الله بطفل عمره الآن شهران، زوجي يكبرني بثلاثة أعوام، يعمل في إحدى المحافظات السياحية، عمله عمل خاص، يعمل هناك نصف الشهر، ويقضي معنا بقية الشهر، تعرفت عليه عن طريق أحد مواقع الزواج، سألنا عنه في مكان عمله أشادوا به كثيراً، وبطيبته وبأخلاقه.
لم تدم خطبتنا أكثر من شهرين ونصف بناءً على رغبته، وعلى إلحاحه الشديد متعللاً أن سننا لا يسمح أن نطيل فترة الخطوبة، كان يتخللها فترات سفره لعمله، كما أن له ظروفا خاصة بوالدته لأنها لم تعد قادرة على خدمته لظروف مرضها.
كلانا كان له خطبتان سابقتان، ولكن بعد الزواج منه وجدت له بعض التصرفات والطباع التي لم تتوافق مع شخصيتي، فأنا فتاة عاقلة متزنة هادئة، ورغم أنه يحبني كثيراً وسعيه الدائم لإرضائي، ألا إنه غير متزن في تصرفاته، يميل إلى المبالغة في كل أفعاله، حتى في تعبيره عن مشاعره تجاهي، كثيراً ما أشعر بسطحيته وطيبته الشديدة التي تصل إلى حد السذاجة.
متسرع جدا في ردود أفعاله، والذي يضايقني أكثر هو أنني أشعر كثيراً بالحرج من تصرفاته أمام أهلي وأقاربي، رغم أننا في فترة الخطبة لم ألاحظ كل ذلك، لأنني لم أره كثيراً، فرحت أنا وأهلي به لأنه على خلق ودين، وأنه أعطانا الثقة، ويريد إتمام الزواج سريعاً، لكن خلال فترة الخطبة تعسر مادياً في تكاليف الزواج مما جعله يستدين، وإلى الآن يسدد هذه الديون.
بعد كل هذا أشعر بأنني تسرعت في اختياري له، وندمت على زواجي منه، بل وإنني أحيانا أشعر بالنفور تجاهه وتجاه تصرفاته، وأثر كل هذا على علاقتنا الزوجية، وأخشى من غضب الله فيها.
ما جعلني أقدم على الزواج منه هو: تقدم سني وزواج كل المحيطين بي، حتى الأصغر مني سناً، حتى إخوتي، والتجربتان السابقتان لي لم يرد الله أن أكمل فيهما، أفكر أحيانا في الطلاق، ولكني أعلم أن تبعات الطلاق ليست بأفضل حالا، فماذا أفعل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يحقق الآمال، وأن يهيئ الجميع لأحسن الأخلاق والأعمال.
رغم تقديرنا لأهمية اتزان الزوج في تصرفاته واعتداله في مشاعره، ألا إننا لا نؤيد مجرد التفكير في الطلاق، ونؤكد أن الطلاق قد لا يكون حلاً مناسباً في حالة وجود الأطفال.
وأرجو أن تعلمي أن العاقلات أمثالك يملكن وسائل كثيرة لإصلاح الأزواج وتنظيم حياتهم، ووراء كل عظيم امرأة تساند وتعاون وتكمل النقص، ومن الذي ما ساء قط من الذي له الحسنى فقط، وطالما كانت العيوب محدودة فإن الماء إذا بلغ قلتين لم يحمل الخبث.
لا يمكن للمرأة أن تجد رجل بلا عيوب كما أنه لا يمكن أن توجد امرأة بلا نقائص، ومن هنا جاء التوجيه النبوي (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر) فلا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، وإذا كان زوجك يحبك وفيها ميزات فلا تتركيه من أجل الناس، واعلمي أن الخير للصغيرة أن تتربى بين أبويها، وتعوذي بالله من شيطان يحاول أن يبغض إليك الحلال، واعلمي إنه لا يفرح بالطلاق سوى عدونا الشيطان، فعامليه بنغيض قصده وتمسكي بزوجك، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه والصبر، فإن العاقبة لأهلك.
سعدنا بتواصلك مع الموقع، ونسعد بالاستمرار، ونذكرك بأن قرار الطلاق قرار كبير نحتاج أن ننظر فيه إلى كافة الزوايا، ونتأمل عواقب الأمور والفرص والخيارات البديلة، التي سوف تضيق بلا شك أمام من تزوجت، وأنجبت وتقدمت في السن.
نسأل الله أن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به، وأن يلهمك السداد والرشاد.
منقووووووووووول